النزهة.. لا تبتسم
عبد الله زنجير /سوريا
على الأطراف الجنوبية لمدينة حلب ، شرقي الدعدع و الشيخ سعيد جنوبي الصالحين ، يقع كرم النزهة أو حارة الشحاذين - شبهته صحيفة تحت المجهر الإلكترونية في 1 / 7 / 2011 م بالقبر - لا شوارع معبدة ولا منارة ، ولا مدرسة ، ولا مستوصف ، ولا مختارية ، ولا ما يحزنون ! شاهدت بعدسة عطا حمود 53 صورة لهذا الحي فشابت 53 شعرة إضافية في رأسي - 150 حالة لاشمانيا جديدة كل شهر - كأن اسمه من الأضداد .. أطفال كالورود يلعبون مابين الأوساخ و القمامات ، باتوا مؤخرا يمارسون لعبة الوقوف على الأطلال ، فالمدافع الملعونة قتلت بيوتهم القرميدية و قتلت أحلامهم الضعيفة و قتلت أمهاتهم ، الشهيدة الحامل أمل نونو - 18 سنة - و الشهيدة منى قريجي التي قنصها السفاح على طريق الراموسة ، و الشهيد الطفل عبدو بنان - 13 سنة - و الشهيد فاضل عنجريني و الشهيد يحيى الحسين إلخ إلخ .. قرابة 35 ألف نسمة ما وجدوا من يبتسم لهم ، من ينعش فيهم قلب الصمت و الإهمال سوى أسلحة و نيران بشار الأسد وابن خاله الملياردير
السيدة أم جعفر - أول مقاتلة في الجيش الحر - نزحت مع أمها من حي صلاح الدين إلى مسجد حي النزهة ، تعرض المسجد لقصف الطائرات و شاهدت تبعثر المصاحف و زلزلة المنبر ، أقسمت أن تحمل السلاح و أن تتحدى
قصة حي النزهة 20 سنة بؤس و قهر و فقر مدقع و وجوه مرصودة للقبور واللحود ، أتمنى و أحلم لو أتناول رغيف ( زيت و زعتر ) في أحد البيوتات هنا ، أتمنى و أحلم لو أقبل رؤوس الأحرار هنا بطلا بطلا
في حمص الأبية العدية اختار أهالي ( حي النزهة ) وصفة الحمقى و المغفلين ، قلبوا لأشقائهم في الأحياء الثائرة ظهر المجن و ارتدوا ثوب النمر .. لماذا ؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟؟ أليس فيهم رشيد ينظر أبعد من أنفه ؟؟؟؟