أهل الذكر!
أهل الذكر!
أ.د. حلمي محمد القاعود
يحكي أن أحد الخواجات كان يملك مخبزا في القاهرة, سأل الشيخ الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية سؤالا, ظن الإجابة عليه من الصعوبة بمكان, قال له: - تقولون إن دينكم فيه كل شيء, فهل أستطيع أن أجد فيه عدد الأرغفة التي يمكن صنعها من شوال الدقيق؟
رفع الشيخ الإمام سماعة الهاتف وسأل صديقا يملك مخبزا عن عدد الأرغفة, وقدم الشيخ الإجابة للخواجة الذي اندهش, وسأل الإمام:
- ولكن هذا ليس مذكورا في القرآن الكريم أو الحديث الشريف؟
فأجابه الشيخ:
- يقول الله تعالي في القرآن الكريم: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
أهل الذكر هم الذين يذكرون الله لأنهم يعرفونه ويقدرونه حق قدره, وهم أهل المعرفة والعلم والخبرة في الحياة, ولديهم الإجابة عن كل سؤال, كل في تخصصه ومجاله وعمله. وفي القرآن والحديث كثير من الآيات والإشارات إلي العلم والعمل والإتقان, وكلها تدعو إلي ضرورة البحث عن النافع والمفيد والصالح من هذه الأمور.
سؤال الخواجة ما زال مطروحا حتي اليوم لأسباب شتي; في مقدمتها عدم الفهم الصحيح للإسلام, أو الخصومة معه والرغبة في التشهير به, وهناك من يتخذ من جملة الإسلام هو الحل تكأة لتشويهه والإساءة إليه; كمن يسأل: كيف يحل الإسلام مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم؟ ويسخر صاحب السؤال بسؤال: هل يكون بتحليل أكل الميتة ؟ أو بتحليل أكل لحوم البشر؟ ويذهب بعيدا في سخريته وافترائه حين يشير إلي أن هناك ما يفيد موافقة الإسلام علي ذلك مع المفاضلة بين لحم الكافر والفاسق والمرتد وغيرهم!
الإسلام يحل المشكلات بتنظيم المجتمع وإقامة العدل وتحريك الطاقات للعمل واستثمار الثروات في البر والبحر وتنميتها فيما يحقق الخير للناس جميعا, ويخفض الأسعار أو يرفع مستوي الدخول.
المشكل أن النظام الظالم طوال ستين عاما, اصطفي أقلية من اللصوص والمنافقين والكذبة ملكت كل شيء, وحرمت الأغلبية من أرجل الدجاج, وسخرت بعدئذ من الإسلام هو الحل!