حسن الترجمة والاستيراد
معمر حبار
[email protected]
منذ يومين.. بثّت الفضائية الجزائرية الثالثة .. حوارا مع
أستاذة جزائرية.. قدّمت نفسها أنها مترجمة.. وأستاذة جامعية.. إلا أن الذاكرة لم
تستطع حفظ اسمها .. وكانت متمكنة في الحديث واللغة ، ومما جاء في حديثها..
الحضارة العربية.. حين كانت في أوجّها.. ترجمت ماكانت تحتاج
إليه وينقصها ، من.. علوم.. ورياضيات..وطب.. ولم تترجم الأدب الفارسي والأدب
الروماني.. لأنها كانت تملك الأدب.. ومتفوقة فيه.. ولم تكن بحاجة إليه..
وخلصت إلى نتيجة مفادها.. لسنا بحاجة إلى ترجمة الأدب الغربي
بكل أنواعه .. فنحن نملك الأدب .. وإن لم يكن الآن في قمته.. ولكن نحن الآن في أمس
الحاجة إلى ترجمة العلوم الفنية التي نحتاجها .. وبأمس الحاجة إليها ..ولا نحسن
صنعها ولا التحكم فيها ..
وتدعيما للأستاذة الجزائرية.. فيما ذهبت إليه.. فإن الاستيراد
يعامل معاملة الترجمة .. والمجتمع الواعي المدرك لحاضره ومستقبله .. يستورد ماينقصه
.. ومايحتاج إليه .. وما لايستطيع الوصول إليه الآن بإمكاناته الضعيفة .. وقدراته
الهزيلة..
فالعرب اليوم .. بحاجة إلى علوم دقيقة .. تمكنهم من تحسين
الأوضاع .. والرفع من قدراتهم .. والتخفيف من حدّة المشاكل والأمراض التي يعانيها
المجتمع، على.. كافة الأصعدة..
وبغض النظر عن مستوى الأدب العربي حاليا .. ومهما كان مستواه ..
فإن إستيراد الأدب الغربي في الظروف الراهنة .. ليس من الأولويات .. ولا من
الضروريات .. إذا ماقورن بالاحتياجات الضخمة والهامة، من .. العلوم الدقيقة
المختلفة المتعددة.. والتي لايمكن الاستغناء عنها .. ولا يمكن في ظل الأوضاع
المتدهورة، أن.. يتم تحقيقها وإنجازها ..
وبما أن كل مجتمع.. عربي أو غربي ..تفوق في ميدان معين .. فليكن
الاستيراد فيما تفوقوا فيه .. وتأخرنا فيه .. وبان فشله .. وضعفه..
ومن الأمور التي لفتت الانتباه في المدة الأخيرة .. أن بعض
الدول العربية.. تفوقت جدا في تنظيم الملتقيات الدولية المتعدة .. وفي كافة
الأنشطة العلمية والرياضية والثقافية العالمية.. وأبدعنت في التنظيم المحكم..
والدقيق.. الناجح عبر كافة المستويات ..وطيلة سنوات التنظيم ..
ففي هذه الحالة .. وجب الاستفادة من خبراتهم الدولية في مجال
تنظيم التظاهرات العالمية المختلفة .. فقد ظهر نجاحهم جليا في هذا الجانب .. ومن
تمام العقل .. أن يكون الأخ أولى بالاستفادة من أخيه .. ومقاسمته ثمرات النجاح ..
والسبق في تقديم الشكر والثناء .. وتشجيعه نحو الأحسن والأفضل.