إحياء الموتى!
إحياء الموتى!
أ.د. حلمي محمد القاعود
قالت الأنباء في الأيام الماضية إن أخبارا سارة نقلت إلي السفاح الصهيوني إيريل شارون الذي يرقد في غيبوبة كاملة منذ سبع سنوات; جعلته يتحرك,
ويبدي لأول مرة استجابة للمؤثرات الخارجية. كانت هذه المؤثرات تتمثل في الأنباء القادمة من القاهرة, فقد كانت حفلات الرعب والتخريب التي تجري في مدن القناة والقاهرة وبعض المدن المصرية ويصنعها من ليسوا ثوارا ولا مناضلين ولا مخلصين, هي العامل الذي حرك السفاح في مرقده المزمن.. فمصر التي تحترق هي حلم الصهيونية والاستعمار, ومصر التي تموت أو حتي تعيش في غيبوبة هي الأمل الذي يعمل عليه قادة الشر في العالم, لسبب بسيط هو أن نجاح مصر يصحبه نجاح العالم العربي كله, والعالم الإسلامي كله, ومصر الكنز الاستراتيجي تجعل العالم الإسلامي ومعه بقية إفريقيا كنزا استراتيجيا للأشرار والطغاة.
شارون وقومه يحاربون العرب والمسلمين بأيد عربية وإسلامية; قبل أن يحاربوهم بأيد صهيونية استعمارية, وهم يسعدون كلما رأوا انشقاقات وانقسامات في الصف العربي الإسلامي, ورأوا قسوة العربي علي شقيقه, والمسلم علي أخيه.
كان الطيران الصهيوني قبل أيام يضرب بمنتهي القوة والأمان مركز أبحاث قرب العاصمة السورية, ويدمره تدميرا, ولم تتوجه طائرة سورية واحدة إلي فلسطين المحتلة لتضرب هدفا صهيونيا, ولم ينهض أعوان الطاغية السوري في لبنان ليطلقوا صاروخا أو قذيفة مدفعية ضد الوجود الصهيوني, ولكن الطائرات السورية كانت تتوجه إلي داريا وإدلب وحلب لتقصف بمنتهي الوحشية بيوت المواطنين السوريين العزل وتسويها بالأرض, ويتخلف عنها ما يتخلف من حرائق وموت وإصابات وضياع وصورة بشعة لانحراف الطغاة ووحشيتهم من أجل الكرسي الشيطاني!
أليس ذلك بعثا لشارون الميت منذ سبع سنين ؟ أليس ذلك نصرا للصهيونية دون أن تقاتل معارك كبيرة ؟ هل كان الصهاينة يستطيعون تدمير حلب وحمص وريف دمشق ودرعا والرقة ومعرة النعمان وجسر الشغور وغيرها, ويقتلون أكثر من ستين ألف قتيل; عدا المصابين والجرحي, و يهجرون ثلاثة ملايين, لو كان الشعب السوري يحاربهم يدا واحدة ؟ لماذا نتطوع بإحياء الموتي ؟