فقاعات الصابون والبراشوت
فقاعات الصابون والبراشوت
مأمون شحادة
كثير من المراقبين جزموا ان اقرار اسرائيل توسيع استيطانها في القدس والضفة الغربية يحمل رسائل مباشرة لكل من صوت لصالح فلسطين لنيل صفة 'دولة مراقبة' في الامم المتحدة.
وعلى الطرف الاخر من النقيض حلل البعض ان اللعب بأعواد الثقاب ضمن حدود مدينة القدس لم يكن متوقعاً بالنسبة لحسابات المعادلة الاسرائيلية، مقارنة بامتداد افق الشجب والاستنكار ابتداء من الولايات المتحدة وصولا الى الصين.
صحيح ان الانتقادات توالت بشدة على هذا القرار الاسرائيلي وكان ابلغها من حيث المعني المضحك تصريح بان كي مون، قائلا: "ان هذا سيكون الضربة القاضية للعملية السلمية"، الا ان هناك مقولة اكثر خجلاً وارتباكاً قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت: "أنا على استعداد بالسماح لسيادة دولية على مدينة القدس، وتقديم تنازلات".
الرابط بين هذه الردود المفاجئة والمتسرعة لم يكن وليد الساعة، فالسياسة معروفة بجذورها وسلمها وفق التراتب الهرمي، ولا يوجد في السياسة تصريحات فجائية تهبط بالبراشوت، بل يوجد مطبخ سياسي يخفي قرارات الطاهي.
اذن، ما هي القرارات المبهمة دولياً من وراء هذا التغيّر المفاجئ تجاه اسرائيل؟، أهي فبركة دولية يراد بها باطل؟ ام انها مقدمة لتهدئة منطقة للانتقال الى اخرى؟! ام انها فقاعات صابون تتأدلج بالفبركة وعملية الانتقال؟
الجواب واضح وصريح، وليس امامنا الا ان نقول كما قال شاعرنا قباني: لا تُفَكِّرْ أبداً.. فالضوءُ أحمَرْ.. إنَّ العقلَ ملعونٌ، ومَكْروهٌ، ومُنْكَرْ...!