بالتخريف "ّبشار" يستقبل الخريف
بالتخريف "ّبشار" يستقبل الخريف
مصطفى منيغ
المَخْبُولُ إذا نَطَق، أحَقَّ الباطلَ وللحق زَهَق، ومن ساير ما فاه به كان مثله أحمق، والعاقل إن بالصدفة
ذاك الخطاب لأذنيه طَرَق، انصرف مباشرة لتأييد الثوار والجيش الحر ومناصرتهما بتعبير أَدَق.
... المخبول "بشار" لم يترك عيبا إلا وبمعارضيه الشرفاء أَلْحَق ، في خطاب ألقاه أَقرب لثرثرة من شعر
أن جرس نهايته (في مخه الهش) دَق، كضربة مطرقة،توقظ مخيخه لمتابعة البث الحي المُشَهَد (رغم أنفه) في كل
العالم انطلاقا من سوريا منطقة منطقة ، المصور لجسده وقد تدلى مع حبل المشنقة ، جزاء أفعاله المشينة
وتصرفاته السيئة وأقواله الآمرة بارتكاب الخارج عن الصواب والموضوعية والمنطق والأحداث الطبيعية
المدققة.
..." بشارّ يتوعد (نكثة تلهى بها الثوار لحظة استرخاء) ويُهَدد كأنه البطل المغوار الذي لا يشق له
غبار ، على مزيد من الخراب أقدر ، وإرغام الأحرار والحرائر على الصمت مدى الدهر ، والقبول بالذل
والهوان "الأسدي" كما التكحل بالعار ، واستبدال الكرامة بأقصى درجات الجبن والاحتقار.
... لا أحد يستغرب الأمر ، فشبه الرجل مصاب في بصيرته .. لم يعد يفرق ما بين الخطيئة والخطأ وبالتالي
الصواب ، الكل أمامه سواء إلا نفسه الموضوعة (من طرفه) فوق القانون محليا كان أو دوليا ،غير
المبالية بحقوق الإنسان ، ولا معترفة أن للشعب الكلمة الأخيرة في كل زمان وفي أي مكان على امتداد
جغرافية سوريا الحبيبة . أطاح بكل المبادرات دفعة واحدة . "بشار" هذا تخيل ذاته الحل والمشكلة،
الموقف والقضية، الأحكام والعفو، القصاص والتعويض، البكاء والابتسام، الظلم والظلام، النحس
والبشارة، وفوق قراراته لا معنى لأي مبادرة. المعارضة هو صانعها على قياس جوره واستبداده، وحق
التعبير هو مانحه في حوار غريب الأطوار، بدايته منه ونهايته إليه. "كوفي عنان" أو "الإبراهيمي" ، أو
هيأة الأمم المتحدة بكل آلياتها ، أو الجامعة العربية بجميع مكوناتها ، لا أحد ولا جهة تساوى الجلوس
صحبته للتفاوض الند للند ، وإنما الوقوف عن بعد منه لسماع إملاءاته ومع السلامة قبل تغيير رأيه
إلى الأسوأ . كل هذا لأنه يحارب الإرهاب (حسب ادعاءاته المتكررة لحد الملل) ، كل السوريين الرافضيين
لبقائه على رأسهم يوما آخر هم إرهابيون وبامتياز بالنسبة له ،هل محاربة الإرهاب تأتي بهدم
المباني على رؤوس أصحابها الأبرياء ، وتفجير "المخابز"بما حضر إليها لابتياع الخبز من أطفال ونساء
ويتامى وعجزة ؟؟؟. الإرهاب (لو تواجد فعلا) لكان أرحم مما ارتكبه "بشار" في حق الشعب السوري
الأعزل إلا من سلاح في يد ثوار سوريين ومجاهدي الجيش الحر لأم يترك لهم الدكتاتور أي خيار إلا الدفاع على
شرف وكرامة وعزة سوريا المجيدة ، لكان أرحم من جرائم ارتكبها "بشار"مع سبق الإصرار والترصد ،
تعد بالدلائل القاطعة والبراهين الساطعة جرائم حرب لن يفلت من تقديم الحساب والعسير عليها آجلا أو
عاجلا . هل محاربة الإرهاب تتم بتجويع الشعب السوري بأغلبيته ، وذبح العشرات مما لا ناقة لهم ولا جمل
عما يحصل وحصل من أبناء هذا الوطن ( المبتلي بحكم أقل ما يقال عنه أنه مخبول بكل ما للكلمة من
مفاهيم وأبعاد ومخلفات) كل يوم بالعشرات مع إتلاف عنوة البنيات التحتية المشيدة بمال دافعي
الضرائب ومصادرة أرزاق الأهالي الآمنين ، وحرمان التلاميذ من متابعة دراساتهم على مختلف المستويات
التعليمية ، وصرف الميزانيات الضخمة وبالعملات الصعبة في استحضار المتفجرات الأكثر فتكا لتصب
لهيبها على رؤوس الحوامل والرضع في عمليات حقيقة هدفها توسيع مساحات الضياع ؟؟؟؟. إذا كان ثمة
إرهاب في سوريا فليعلن "بشار"عن الأسباب التي دعت حضوره ومن رخص له بذلك ن والنظام السوري المقيت
قائم على وسائل الاستخبارات المتشددة حتى مع أنفاس الجالسين في المقاهي وكل مكان تُشَم فيه رائحة
معارضة سفاح العصر ومفرق شمل العائلات في القرى السورية والبلدات ، طمعا في بقائه أطول مدة ممكنة
متربعا فوق كرسي الحكم الذي ولا شك أصابه السوس يزدرد أركانه لينهار من تلقاء نفسه بتؤدة أو
بسرعة ، المهم سينهار مهما قصر الليل أو طال النهار . ليس هناك إرهابا ، الإرهابي الأوحد في
سوريا اسمه "بشار" متزعما جموع مرتزقة باعوا ضمائرهم "مؤقتا" ريثما يشرف رئيسهم على السقوط
النهائي ، وإن كانوا مدركين للحدث الواقع غدا أو بعد غد ، فإن إطلاق"بشار" أيديهم بنية الهجوم
على حرمة البيوت والاستحواذ على ما بداخلها ، واغتصاب نسوة لا حول لهن ولا قوة يغريهم بالاستمتاع
ما تخيلوه غنائم وكأنهم يتلذذون باسترجاع عصر الجاهلية.