فقاعات الصابون!
أ.د. حلمي محمد القاعود
وصف الرئيس بشار الأسد قبل يومين ثورات الربيع العربي بأنها تشبه فقاعات الصابون, واستعار قاموس القذافي الذي أهان شعبه وجعله مجموعة من الجرذان والقمل والمرتزقة.
فوصف الشعب السوري بالإرهابيين والعملاء والخونة والتكفيريين, وحرمهم من دخول الجنة وتوعدهم بدخول جهنم, وأملي عليهم مبادرته لما يسمي الحل السياسي علي ثلاث مراحل دون تدخل خارجي إلا للمساعدة وتقوم حكومته بالتفاوض مع من تراه معارضا بمفهومها, وهكذا تحل المشكلة السورية التي راح ضحيتها حتي الآن ستين ألف قتيل عدا الجرحي والمصابين, وثلاثة ملايين نازح ولاجئ.
الرئيس الأسد خطيب ماهر, ويتلاعب بالألفاظ جيدا, وله تشبيهات فنية ملحوظة, ولكن خانه وعيه بما يجري, فهو ليس صامدا في عرينه كما وصفه كاتب إيراني, ولا يدري ما يدور حوله وقد خرج من مخبئه إلي دار الأوبرا التي خطب فيها; ليجد عصابة الشبيحة والمنافقين التي تهتف له كالعادة: بالروح بالدم نفديك يا بشار; بينما قصره تحت مرمي نيران الثورة, وإذا كان قد ركز علي خرافة تقسيم سوريا وهو ما ردده قبله بيومين وكيله الحصري بالضاحية الجنوبية في بيروت, فإن فقاعة الصابون السورية لن تكون أقل تأثيرا من فقاعة الصابون في ليبيا التي جعلت الطاغية ينهار ويختبيء في ماسورة صرف صحي بأحد أحياء طرابلس.
الشعب السوري ظل يعلن سلمية الثورة شهورا طويلة, وكان الأسد يخلع أظفار الأطفال ويستخدم الشبيحة والدبابات والمدفعية والطيران ليضرب الخارجين من المساجد والهاتفين للحرية ووكيله الحصري في الضاحية الجنوبية يدافع عن حقوق الطائفة في البحرين ويلوم الشعب السوري الباحث عن الحرية, ويفتش في قمامة التاريخ الطائفي عن الدعي ابن الدعي, ويهتف لبيك يا حسين.
ما يحدث في سوريا ثورة شعبية لن تتوقف إلا بالانتصار إن شاء الله, وليست فقاعة صابون كما يتصورها بشار ومحور الشر الطائفي, وعليه أن يتذكر أن الصهاينة الغزاة قرروا إقامة جدار عازل في الجولان توقعا لرحيله التاريخي, واستجابة لثورات الربيع العربي.