جاء المغول فخربوها وهدموا ما فيها من دور وقصور
جاء المغول فخربوها
وهدموا ما فيها من دور وقصور
وهذا في عام 658 – 659هـ
كانت حلب قلعة حقيقية للصمود، والسيطرة عليها تعني الوصول إلى أحد جناحي العالم الإسلامي، ولذلك كانت محط أنظار الطامعين.
وفي عهد عماد الدين زنكي وولده نور الدين ازدهرت حلب، وعمتها المدارس والزوايا والتكايا، واستطاعا إبعاد الخطر الصليبي عنها، ونهضا بها عمرانياً، وقاما بإصلاحات واسعة جداً شملت الأسوار والمساجد والقلعة وشبكة المياه، والأسواق، وبناء المستشفيات وملاعب الكرة والصولجان إلخ...
وجاء صلاح الدين الأيوبي بعد أستاذه نور الدين الزنكي، وسار الأيوبيون على طريقة عماد الدين زنكي وولده نور الدين زنكي المعروف بنور الدين الشهيد، (نور الدين لم يستشهد، ولكنه كان يحلم بالشهادة في سبيل الله، حتى اشتهر بالشهيد).
صارت حلب في عهد نور الدين وصلاح الدين وابنه غازي عاصمة من أكبر عواصم الشرق. نمت سكانياً وازدهرت التجارة والحياة الاجتماعية.
في عهد الملك الظاهر بيبرس صاحب الشخصية القوية الأسطورية الذي حكم مصر وسورية، في عهد بيبرس لم تعد حلب مركزاً للسلطان، بل قاعدة عسكرية هامة لقتال المغول، تعج أحياؤها بالعسكر ولأن الزنكيين والأيوبيين كانوا رجال سلم ورجال حرب، فقد ازدهرت حلب في ميادين الفكر والثقافة، كما كانت شوكة قوية في حلوق الأعداء.
سيف الدولة
ازدهرت حلب أدبياً وثقافياً وعلمياً في عهد سيف الدولة الحمداني، فقد كان بلاطه يعج بالشعراء، والعلماء، والمفكرين، والفلاسفة والفنانين من أمثال المتنبي وأبي فراس الحمداني، وكلاهما شاعر فارس.
حكم الحمدانيون حلب سنة 332 هـ (944م)
سيف الدولة احتل حلب سنة 333 هـ
من أهم معارك سيف الدولة:
معركة الحدث سنة 343 التي خلدها المتنبي بقصيدته: الحدث الحمراء (لكثرة الدماء التي أريقت فيها:
هل الحدثُ الحمراءُ تعرفُ لونَها وتعلم أيُّ الساقيينِ الغمائمُ.
مات سيف الدولة سنة 356 هـ - 967م ونقلوه إلى ميافارقين
- مقتل أبي فراس سنة 357هـ على يد أبي المعالي سعد بن سيف الدولة.
- انقرضت الدولة الحمدانية عام 404هـ. وحكمها الفاطميون.
- جاء المرداسيون (بنو مرداس) بعد حكم الفاطميين سنة 415 هـ.
- ولكن لم يكن للمرداسين والفاطميين آثار تذكر في مدة حكمهما القصير.
- ثم جاء الزنكيون: عماد الدين زنكي وابنه نور الدين ثم جاء الأيوبيون.
الحدث الحمراء
وقعت معركة الحدث عام 337هـ أغار الروم على الحدث وخربوا مكانها المنيع فوق تل الأحمر، فجاءها سيف الدولة مع 500 فارس ومع عمال البناء لإعادة بنائها، فهاجمه قائد الروم في خمسين ألف مقاتل من الفرسان والرجالة، وتمكن سيف الدولة من رقابهم، وهزمهم، وقتل منهم ثلاثة آلاف، وأسر جمعاً منهم، وكان معه شاعره المتنبي الذي وصف هذه المعركة فقال:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها وتعلم أيُّ الساقيين الغمائم؟
سقتها الغمام العز قبل نزوله فلما دنا منها سقتها الجماجمُ
فالمعركة كانت في الشتاء، وقد نزل المطر قبل مجيء سيف الدولة، فسقتها السحب من مائها، فلما جاء سيف الدولة وقاتل الروم كانت الدماء هي التي تسقي أرض المعركة. فالساقي الأول هو السحاب والغيوم وكان الساقي الثاني الجماجم والرقاب التي حصدتها سيوف العرب.
ملاحظة (إذا اضطررت إليها) سيف الدولة لم يكن شيعياً كما يشاع، وها هم عشيرته كلها في الموصل وغيرها من أهل السنة والجماعة).
ويقول المتنبي في هذه القصيدة معرِّضاً بالروم والروس الذين كانوا يحاربون العرب:
وكيف تُرَجِّي الرومُ والروسُ هَدْمَها=وذا الطعنُ آساس لها ودعائم
فقد كان في الجيش الرومي مقاتلون روس. (فالروس أعداء العرب والسوريين منذ القدم)
حلب في التاريخ العربي
افتتحها القائدان العظيمان أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد.