كل عام والأمل بالحرية كبير
كل عام والأمل بالحرية كبير
عقاب يحيى
ويودع عام فلوله.. لاستقبال آخر.. هي الحياة ..
بعضهم يحزن، ويرفض الفرح ليس لأنه سوري، او عربي منكوب بأنظمة القهر والموت والنهب والاغتيال لكل ما هو جميل... بل لفسفة خاصة يعتقدها صحيحة.. فذها عام يعني أننا كبرنا عاماً، وعلى طريق آخر..
ـ بعضهم يجري تقويماً لععد الأفراح والمناسبات الجميلة، والمطاعم التي ارتاد، والبلدان التي زار.. ومشاهداته، وصوره، وما جلب منها..
ونحن ؟؟....
بمَ نحتفل.. والبلد بلون الدم القاني، والدمار يذكرنا بصور الحرب العالمية الثانية، وصوت المفجوعين، والثكالى، واليتامي، واللاجئين في عز البرد.. وآهات المعذبين في المعتقلات.. وملايين المشردين الذي اضطروا لمغادرة بيوتهم وذكرياتهم وأملاكهم حفاظاً على الحياة ؟..... وكثير كثير من فظائع حوّلت بلدنا الجميل إلى ما يشبه خرابة ينعق فيها بوم الحقد، وغربان الموت ؟؟؟...
ـ والثورة الحلم . الثورة الفريدة، العظيمة.. وكل الصفات الموضوعية.. تعاني العديد . تعاني من داخلها ممارسات تعيدنا إلى الطغمة وألعن، وعمليات خطف.. وقتل مندفع.. وافعال تنبئ بتشوّه يُراد أن يغطي وجهها الصبوح، وأن ينفّر الناس من حلمهم، وانتمائهم إليها ..
وأحاديث كثيرة يجري تكرارها عن أفعال، وتطورات خطيرة.. تمارس على يد بعض من يقبض على السلاح.. وكأننا في بحيرة لشبيحة من طراز قطعان الطغمة ؟؟؟......
نعرف أن الاختراقات ممكنة، وقد تكون فظيعة، ومثلها وأكثر محاولات التشويه، بل وحتى الدفع في منزلقات طالما عملت الطغمة بتخطيط مدروس على الدفع نحوها.. كي تتحول الثورة من حلم جميل.. إلى كابوس.. ومن أمل إلى طغيان جديد بلبوس آخر..يمكن أن يكون أشد فتكاً، واغتيالاً لحرية الإنسان وحقوقه ..
ـ ونعرف بالمقابل.. أن ابطالاً بكل مهنى البطولة والفداء يقدمون حياتهم لأجل وطن حر، سيد، تعددي، وأنهم يبذلون الروح ، ويعانون وهم يمتشقون السلاح كي ينجزوا الانتصار لشعبهم، ويزرعوا الحياة لوطن اغتصبت فيه الحياة ..
ـ معادلة الثورة ، ضمن ظروفها، وما تواجهه من تحديات، تقتضي من أبنائها، والمنتمين إليها ليس التركيز على الجوانب، أو الاتجاهات السلبية فيها، بل رؤية الكمّ الإيجابي الكبير وما قدمته للشعب، وما تحرزه من انتصارات بثمن كبير، وبالوقت نفسه تضافر الجهود لتنقيتها، ومحاصرة اتجاهات غريبة عن جوهرها ..
ـ في اليوم الأخير لعام الصمود والتضحيات، والدم والتقدمات .. نودعه والأمل كبير أن يكون القادم محمولاً بالنصر : وعداً لبلد يستحقه، ويدفع الأثمان الكبيرة لأجله ..
لشعبنا.. وأهلنا وأصدقائنا.. كل عام والأمل كبير بالحرية ..