الشوط الأول من مباراة الاستفتاء
علاء الدين العرابي
عضو رابطة الإسلام العالمية
قد يجوز لنا أن نسمي الاستفتاء على الدستور بالمباراة وذلك في ظل حالة الصراع والاستقطاب الحاصل في الساحة المصرية ، وعليه يمكننا أن نحدد فريقي المباراة ثم جمهور كل فريق
الفريق الأول : تيار الإسلام السياسي ويتكون من الإخوان المسلمون وحزبها الحرية والعدالة ويمثلون خط الهجوم والجبهة السلفية وحزب النور والجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية ويمثلون خط الدفاع وأحزاب الوسط والحضارة وممثلون من غد الثورة ويمثلون خط الوسط أما حارس المرمى فهو من الإخوان المسلمون
الفريق الثاني : التيار العلماني ويتكون من الأحزاب الليبرالية ومنها الوفد والدستور والمؤتمر والمصريون الأحرار وغيرها ، ويمثلون خط الهجوم وعلى رأسهم البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي وجميعهم رأس حربى ، والأحزاب الاشتراكية الشيوعية ومنها التجمع والاشتراكي الديمقراطي وغيرها ، وهؤلاء يمثلون خط الدفاع
نأتي إلى جمهور الفريقين :
جمهور الفريق الأول : أتباع الأحزاب الإسلامية ، وأتباع علماء السلفية
جمهور الفريق الثاني : أتباع الأحزاب العلمانية للفريق ، ينضم إليها القاعدة القديمة للحزب الوطني بدعم من رموزه ، والأقباط بدعم من الكنائس المصرية ، وكذلك أتباع بعض الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية وهي حزب الدكتور أبو الفتوح " مصر القوية " وحزب الداعية عمر خالد
وقد حاول كلا الفريقين استمالة باقي جمهور الشعب المصري بوسائل مشروعة وغير مشروعة ، مع ملاحظة أن وسائل الحشد لكل فريق مختلفة فبينما يستخدم الفريق الأول طريق الحشد المباشر في الشارع ، يستخدم الفريق الثاني الحشد عن طريق الإعلام المتمثل في الفضائيات والصحف ، والتي في أغلبها منحازة إلى هذا الفريق ، مع ملاحظة أن جهاز الإعلام له قدرة فائقة على توجيه الرأي العام
ومن وسائل الحشد الغير مشروعة محاولات تشويه كل فريق للآخر ومنها بث الإشاعات والأكاذيب ، ويمكننا أن نقول أن هذه الوسيلة تستخدم بكثافة من الفريق الثاني بما له من حضور إعلامي طاغي
نتيجة الشوط الأول من مباراة الاستفتاء 1/صفر لصالح الفريق الأول ، ودعونا نحلل هذا الشوط في نقاط :
- إذا قرأنا نتيجة الاستفتاء على أنه استفتاء على شعبية الرئيس مرسي ، فكل مرشحي الرئاسة السابقين في فريق المعارضة وهم احمد شفيق ، وحمدين صباحي ، وأبو الفتوح ، وعمرو مرسى وهؤلاء حصلوا مجتمعين في الجولة الأولى على ما نسبته 74 % تقريبا في حين حصل الرئيس الحالي محمد مرسي على 26 % تقريبا ، وبالتالي فيمكننا القول أن شعبية الرئيس قد ارتفعت من 26 % إلى 57 %
- إذا قرأنا نتيجة الاستفتاء على أنها اختبار لشعبية التيار الإسلامي ، وكذلك التيار العلماني ، فسنجد أن الشعب قد انحاز إلى التيار الإسلامي ، رغم أن جزء من التيار الإسلامي قد انضم إلى المعارضة وهو حزب ابو الفتوح وحزب عمرو خالد ، وقد يقرأ البعض انخفاضا في شعبية التيار الإسلامي من 77 % في مجلس الشعب الماضي إلى 57 % ويُرد على ذلك بأن انتخابات مجلس الشعب تكون أكثر كثافة وأكثر تحديدا ، ومع ذلك فمن المتوقع أن ترتفع النتيجة النهائية للاستفتاء إلى 65 % ، وأيضا لا ننسى أن تطبيق العزل السياسي قد يزيد تلك النسبة مستقبلا
- إذا قرأنا نتيجة الاستفتاء على أنها استفتاءا حقيقيا على الدستور وليس على شعبية الرئيس أو على شعبية التيار الإسلامي ، فسوف نجد أن الشعب المصري لديه قدرة على الفهم والفرز برغم أن البعض يدعي عكس ذلك ، فقد فهمت غالبية الشعب الدستور على أنه خطوة إلى الأمام ، وخطوة نحو الاستقرار ، برغم حملات تشويه هذا الدستور من جانب المعارضة ، وبرغم كل حملات الكذب والتضليل الممنهج سواء في الإعلام أو في الشارع ، وقد فهمت غالبية الشعب أيضا أن المعارضة لم تكن تقصد الدستور حين دعت الشعب لرفضه ، ولكن كانت تقصد إسقاط الشرعية المنتخبة انتخابا حرا نزيها ، وذلك في ظل التكالب المسعور على السلطة ليس إلا
بقي أن نقول أن نتيجة الشوط الأول من مباراة الاستفتاء جاءت في صالح الشعب وليس في صالح الفريق الأول ، ونتمنى أن تنتهي تلك المباراة لصالح الشعب بنتيجة مرضية حتى تتقدم مصر إلى المسابقة العالمية للنهضة ، ويتأخر أعداءها المتربصون بها من الداخل ومن الخارج.