نعم بات ضرورياً تشكيل حكومة مؤقتة

عقاب يحيى

منذ أشهر والكلام يدور عن فكرة تشكيل حكومة، وعن نوايا ومشاريع وأسماء.. ومحاولات.. وجرى لغط كبير حول راهنيتها، وضروراتها.. وسمعنا عن أسماء مرشحين لرئاستها، وأعضائها، وهيصات معجوقة تشكل جزءاً من لوحة الحراك السوري المتداخل ..

ـ قبل وقت كنت ضد أي تشكيل، لأنه فقاعة، لكن مع تغير الظروف والمعطيات.. بات وجود 

حكومة مسؤولة ضرورياً..

ـ فالثورة السورية على الأراضي المحررة أصبحت حقيقة تحرز يومياً مزيد التوسعات، والمطالب الفورية لشعبنا ثقيلة وضاغطة، والتأسيس لنواة الدولة، وللمرحلة الانتقالية لم يعد يحتمل التأجيل، وهناك عديد الاستحقاقات الفورية التي تستلزم وجود جهة رسمية مسؤولة، بدءاً من توحيد جهات العمل المسلح، وضبط الأمن، وتوفير الحاجات الضرورية للشعب، إلى الإشراف على تسيير العمل في المناطق المحررة في جميع المجالات، وأوضاع اللاجئين والمهجرين والمنكوبين ، وذوي الشهداء، والجرحى والمعطوبين.. وعديد المهام الكبيرة التي يورثها نظام الإجرام يومياً تفرض على الثورة والمعارضة النهوض بالأعباء تلك، وغيرها ..

ـ إن تشكيل الإئتلاف لقوى الثورة والمعارضة، ونيله اعتراف عدد من الدول الأوربية المهمة، والعربية.. هو معطى هام يفتح الطريق لتشكيل حكومة تكون تحت إشرافه .

ـ الحكومة المؤقتة لا بد أن تكون محطة مهمة في مسار الثورة تنقلها إلى الفعل، وإلى تأسيس نواة دولتنا القادمة.. لذلك لا بدّ أن يكون رئيسها وأعضاؤها من خيرة السوريين كفاءة، وإخلاصاً، ومهنية، وانتماء للثورة وروحها..وأعتقد أن الإئتلاف سينجح، وقد أقرّ آلية تشكيلها، في دورة اجتماعاته بالقاهرة، بدءاً من تسمية الرئيس من قبله، والذي سيكون معنياً بتسمية أعضاء حكومته وعرضها على الإئتلاف لإقرارها..

الامتحان كبير.. لكن شعبنا الثائر يملك طاقات خلاقة قادرة على حمل الأعباء والنهوض بها.. وستكون الحكومة خطوة انعطافية على صعيد ترسيم الاعتراف، وتجسيد روح الثورة في الميدان.. بأمل أن تلقى الدعم الموعود ..