مجلس نساء الثورة السورية (تجمع نساء الثورة السورية)
مجلس نساء الثورة السورية
(تجمع نساء الثورة السورية)
د. سماح هدايا
هو مقترح أولي قابل للتطوير والمأسسة من طرف الراغبات في العمل تحت مظلته كمظلة عامة لعمل المرأة السوريّة. وهذا المشروع المقترح هو بمثابة لم شمل عموم العمل النسوي، في تجمع عملي مؤسساتي مجتمعي، لتجذير العمل الجماعي وعمل الفريق للنساء السوريات من أجل خدمة الثورة السورية والعمل على بناء سوريا الجديدة. وإن من يبلوره ويحول الفكرة إلى واقع هن النساء السوريات المتحمسات له؛ لكي يتأسس عملهن في مؤسسة عامة يملكنها، تنسق العمل النسوي الكثير والمهم والمتناثر على الساحة السورية وخارجها وتفعله وتنظمهكل تكاملي تشاركي، يقوي وجود المرأة على الساحة الوطنيّة كحركة واسعة راشدة وبنّاءة.
لماذا المجلس(التجمع)؟
في ضوء الحاجة إلى تفعيل إسهام المرأة في بناء الوطن على جميع الأصعدة، وفي ظل الاستحواذ الذكوري على المشهد السياسي السوري وإقصاء المرأة السوريّة عن الفعل السياسي الحقيقي والواقعي، وتحويل العمل السياسي إلى حالة من النرجسية والتشوف والاستئثار بالقرار وبشكل سلبي وفوقي. يصبح العمل ضمن تكتل نسوي كبير سياسي ومجتمعي وفكري وثقافي وواقعي عملي، له ضرورة كبرى وحتمية لا مناص منها. لتحقيق الفعل الوطني النسوي ولحماية حقوق المرأة والدفاع عن وجودها المركزي. ويصبح على المرأة مسؤولية بناء قرارها الوطني وخوض المعترك الوطني بشجاعة سياسية ضمن إطار منهجي جامع شامل مؤسساتي يصب في روح الثورة السورية.
2- ماذا يحمل المشروع في رؤيته؟
يتمحور العمل في مجلس نساء الثورة السوريّة( تجمع نساء الثورة السوريّة) على مفهوم بناء المجتمع السوري بكل مجالاته وطبقاته والمستويات. يرتكز العمل على مبادىء الثورة السورية وهي: الحرية والكرامة والعدالة. وعلى رأسها إسقاط النظام السياسي بكل منظوماته. وانطلاقا من هذه المبادىء سيجري مأسسة العمل ضمن مكاتب ولجان تنفيذية، بعيدا عن التفرد في السلطة وعن تمركزها في يد واحدة أو مجموعة واحدة، بهدف وضع خطة عمل ومشاريع وآليات تنفيذ ضمن معايير واضحة وهي كرامة الإنسان السوري، ليس، فقط كمواطن في دولة المواطنة. بل كإنسان في مجتمع له موروث عقائدي وقيمي ووجداني، يحتاج إلى تفعيل وتطوير وتنوير وتثوير.
وإن الجانب الإغاثي هو البنية الأساسية لعمل مجلس نساء قيادة الثورة. ثم ياتي مجال المصالحة الوطنية وإعادة التأهيل المجتمعي وتمكين الإنسان والمجتمع. يشمل ذلك الأمور التالية:
الإيواء والعيش. التعليم والإشاد التربوي وتكوين المناهج الجيدة الراشدة. الصحة المتكاملة وسلامة البدن والنفس والعقل. الحقوق وصون مبدأ الحرية ومبدأ العدالة ومبدأ الكرامة. دعم معوقي الحرب والعاجزين والمشوّهين بخطط نفسية وتأهيليية وإنتاجية. حماية البيئة وتطوير الأعمال الزراعية والبيئية بما يحقق إعادة التوازن البيئي وتطوير الموارد البيئية.
والهدف من ذلك كله هو إعادة تكوين المجتمع الذي تكسرت بناه بفعل الاستبدا وحرب النظام الأسدي الإرهابي على الشعب وبفعل الجهل والتفرقة والتمييز والتقاتل الأهلي.
ماهي خارطة العمل؟
تبدأ حدود الخريطة باحتماع النساء الراغبات في الانتساب إلى مجلس نساء الثورة السوريّة، ومن ثم تحديد مكاتب العمل ولجانه( المكاتب الأساسية هي: المكتب الإغاثي. المكتب الطبي. المكتب التعليمي والتربوي. المكتب الإرشادي. المكتب البيئي. المكتب الإعماري. المكتب الحقوقي. المكتب الثقافي. المكتب الإعلامي. المكتب السياسي. مكتب التمويل والتسويق للحصول على الدعم المالي. مكتب المشاريع الإنتاجية. مكتب إعادة تأهيل المرأة وتمكينها. مكتب تأهيل المعوقين من الحرب وتمكينهم). ويقوم كل مكتب بوضع الخطة اللازمة لعمله ومعايير العمل للمرجعة المستمرة للمهام المنفّذة. وتببثق من لجان عمل تنفذ خطة العمل.
ما استراتيجية العمل الأوليّة؟
نحتاج في البداية إلى تحديد أسماء المشاركات الراغبات في العمل المؤمنات به، المستعدات للانخراط في إنجاحه، من أجل الاجتماع وتنسيق الرؤية وخطة العمل والمستهدفين منها بشكل دقيق. ثم مكاتب العمل. وذلك بترشيح أولي للمكاتب، يمكن تعديله فيما بعد، وفقا للاختصاص والخبرة والجدارة والاستحقاق؛ علما أن المجلس لن يقتصر على النخبة الثقافية أو الثورية، بل سيمتد لكل الراغبات والناشطات والمهتمات، لمتابعة الشأن الوطني والمجتمعي وشؤون المرأة العامّة.
بالطبع نحتاج لتوفير الدعم الأولي المالي من أجل الاجتماع ومتابعة الخطط الموضوعة لتنفيذها. الأمر المالي هو عصب العمل. ولعل في عملنا النسوي إمكانية لدعم داخلي وخارجي، عربي وغير عربي، لا يتناقض مع أهدافنا وهي الحرية والكرامة والعدالة وعلى رأسها إسقاط نظام الأسد، ومع استقلال مشروعنا الوطني
سيكون هناك مكتب قيادة أولي منتخب. وبعدها سيجري تعديله وإعادة الانتخاب كل ثلاثة شهور، ليستطيع الجميع المشاركة في حمل المشروع بإخلاص وروج جماعية عالية. ولا مانع من تكوين مكتب أصدقاء من الرجال المخلصين الخبراء الأوفياء الداعمين لمجلس نساء الثورة، بشرط ان يكونوا مؤمنين بالفكرة ومن المشهود لهم بالعقل المستنير والفاعل والحر. ومكتب من الصبايا والشباب الصغار اليافعين لتفهم مستجدات الجيل الجديد. وهؤلاء يمكن إخضاعهم لدورات التأهيل والخبرة؛ لأنهم الفئة المستهدفة لصناعة المستقبل. وبالطبع سيبدأ العمل على تكوين صفحة للمجلس، ثم فيما بعد سيجري العمل على تكوين موقع إعلامي.
خاتمة:
المجلس مقترح أولي ويمكن تطويره بالنقاش والاجتماع والعمل. المهم أنه ليس حزبا. هو كيان سياسي مجتمعي له ثوابت الحرية والكرامة والعدالة. ويبدو المشروع ضخما، لكننا في الحقيقة سنببدا خطوة خطوة. والصورة الأشمل أمامنا. كما قد تكون الهيكلية غير واضحة. وهذا أمر طبيعي لأن المشروع ليس عملية جاهزة مفروضة. وإنما فكرة نامية بالعمل النسوي والمشاركة. وعليه فإننا سنبدأ بوضع صفحة المجلس. ومن ثم يجري تفعيله بطلبات الانتساب. وبعد شهر من الإشهار على المواقع الالكترونية والإعلامية وفي ضوء وجود عدد كاف من النساء. يكون انعقاد المؤتمر التأسيسي وتكوين الجمعية التأسيسية وبرمجة خطط العمل.
ويجب، هنا، تأكيد أن المجلس( التجمع)، لن يخضع لاسم فرد أو امرأة أو مجموعة ولن يكون حكرا على من تقدمت بالمبادرة والمشروع.؛ فمن سيبلوره ويقوده ويؤسسه هن النساء ضمن جماعة قيادية تتجدد دوريا، بحسب الزمن الذي تتفق عليه النساء المشاركات، وبحسب روح التشارك والانتخاب. نرحب بكل المهتمات وبكل التعليقات التي تثري المشروع وتغنيه.
تنويه لا بد منه:
إن من أهم الرؤى المرتبطة بإنشاء مجلس نساء الثورة السورية هو ألا نقع في نسق النسوية بمنطقعها الانعزالي والفئوي والجنسي؛ لأننا لا نستطيع أن نتعاطى مع ملف المرأة، بمعزل عن السياق العام التحرري النهضوي؛ فلا يمكن أن تتحرر المرأة إلا بتحرر العقل والفكر والإرادة والفعل. وبتحرر الإنسان. وتحررها يتطلب كفاحا ونضالا، ويلزمه تطوير أدوات النضال وطرق العمل، والصراع الذي ستخوضه المرأة، ليس هدفه الاستحواذ السلطوي. وليس حصد المكاسب السياسية على حساب مصلحة المواطن والمجتمع، بل لتحقيق المكاسب الاجتماعيّة ونهضة الفرد والمجتمع. ولذلك عليها متابعة النضال وتطويره، لتكون قادرة على التغيير المجتمعي ورسم القررات، والمشاركة السياسية العادلة من أجل تشكيل الدستور والسلطات المختلفة، وذلك وفق اندماجها الاجتماعي والفكري والسياسي ضمن فكرة المواطنة المرتبطة بالكرامة الإنسانية وحريّة الإنسان.