قراءة أولية في العدوان الصهيوني على غزة

محمد عبد المجيد الصاوي

قراءة أولية في العدوان الصهيوني على غزة

محمد عبد المجيد الصاوي

 غزة ـ فلسطين

[email protected]

سبق العدوان عملية عسكرية نوعية ، أعلن المجاهدون فيها عن قدرة فائقة في القتال ، باستخدام سلاح متطور ( الكورنيت ) بما عرف في عملية الجيب العسكري ، كما هدفت المقاومة المجاهدة إلى إيصال رسالة للعدو أنها لم تركن للدعة والراحة .

واجه العدو هذه العملية بتخبط وجنون ، وانتهت حملته بإعلان هدنة ، استغلها باستهداف القائد المظفر الشهيد : أحمد الجعبري ، ومرافقه ، في ما

عدَّه العدو صيدا ثمينا ، يقدمه ورقة شديدة الربح لناخبه

وهنا كان ما لم يتوقعه العدو من قوة ظن أنها انهارت وبأس للجهاد والمجاهدين حسبه أنه قد دب في أوصاله الوهن وانطلقت فصائل الجهاد والمقاومة تقودها الكتائب المظفرة : عز الدين القسام ، لتري العدو بأسها الشديد .. وجميعنا يعلم تفاصيل ذلك : صواريخ فلسطينية تصل عمق العاصمة الاقتصادية الزائلة تل الربيع ( تل أبيب ) ومشارف مدينة القدس ، واستهداف آحر لجيب عسكري شرق القطاع ، وصواريخ جراد وفجر وناصر متطورة دكت كيان الصهاينة ورأينا بني يهود وقد غدت مدنهم خاوية على عروشها .

وبالمقابل ما كان من ذلك العدو الارعن إلا قصف أراضٍ فارغة بصواريخ ارتجاجية تهز البيوت ويصل صداها وعنفها أقصى الشرق والغرب من مدن القطاع ومخيماته وقراه وأحيائه .

وعشنا لحظات نصر نتذوقه لأول مرة ، رغم ضراوة القصف والغارات ، ولكن بقي تساؤل حائر في أعماقنا :

أترى العدو سيظل مواصلا لدكه المواقع الفارغة ، ليقنع جمهوره أن هناك بنك أهداف يتمثل في القضاء على مخازن الصواريخ ومنصات إطلاقها .. ليصدقه جمهور بحاجة ماسة ليطفئ ظمأه ولو بالكذب والتضليل من جيشه المنهزم في معركة غير متكافئة ؟

أم ترى العدو سينتقل إلى مرحلة إيقاع الخسائر المادية والبشرية والتي تتمثل في المجازر والجرائم التي لم يسبقه إليها أحد في العالمين ؟

وبدأ المسلسل الذي توقعنا فصوله .. دك مجلس الوزراء وسوي في الأرض وأحيلت المواقع الأمنية إلى أكوام حجارة .

واشتد المسلسل الصهيوني همجية وبربرية ووحشية بارتكاب المجازر في حق الآمنين في بيوتهم .. لترتقي أسرة الدلو وتسبقهم أسرة صلاح وتليها أسرة عزام والقطاطي وأبو زور ...  

كنا نحسب أن خطاب الزعيم المصري وندب رئيس وزرائه إلى غزة ..

فكر براك ودبر نتنياهو .. وكانت النتيجة :

علينا أن نقدم آخر أوراق اعتمادنا للناخب الصهيوني .. بتقديم فاتورة دم يدفع ثمنها أهل غزة .. من أبرياء وأطفال وشيوخ وعجزة .. ونقنع الجمهور الذي قد تهيأ لأضاليلنا . ..

وكذلك بني الغرب وبني أمريكا سيشاركوننا في الترويج لدعاية : إن إسرائيل تدافع عن نفسها .. وما هؤلاء الأطفال والأبرياء إلا ضحايا القضاء على الارهاب الفلسطيني ..

وسكت العرب سكوتا اعتدنا عليه .. ولكننا لم نعتقد أن الربيع العربي ما يزال في بعد عن فلسطيننا .. وأن آخر ما يهتم به هو الدم الفلسطيني .. الذي دوما يبكيه في شعره وخطبه ومهرجانته ...  

وسكت الغرب سكوتا مألوفا .. وحاول كعادته أن يسوق الجريمة بأساليبه القذرة ...

والآن التحركات على قدم وساق .. جولات مكوكية من هنا وهناك .. بن كيمون غدا في مصر .. ومشعل وعباس يعلنان تآزرهما في منع استمرار تدفق الدم الغزي ، مرسي وأدوغان لا يبيتان ليلهما كي يتم الوصول لهدنة ...

والجهاد والمقاومة ما زالت صامدة ثابتة .. لديها المزيد من الجهوزية لمقارعة العدو .. 

وأخيرا .. متى سيوقف العدوان ؟

هل عندما ترفع دولة صهيون حصيلة الشهداء إلى الضعف ؟

هل بعدما يتم للصهاينة تحقيق أهدافهم بإحالة نصرنا عليهم ونحن الذين نواجههم بصمودنا وبثباتنا وبتضرعنا إلى الله وبأسلحة اجتهدنا أن تعمل على توازن الرعب بيننا وبين أعتى دولة وأشد ترسانة في الشرق .. ؟

هل ما يتم من مجازر .. ما هو إلا تمهيد لاجتياج بري .. يدخله براك بـ 75 ألف جندي احتياطي بالاضافة للجنود النظاميين ؟

ومن يا ترى سيخرج منتصرا من هذه المواجهة البرية .. ؟

وهل ستنجح المساعي الحثيثة في عقد هدنة بشروطنا نحن المقاومين المجاهدين ، والشعب الصابر المحتسب المُعتدى عليه ؟

أم ترى وكما هي الحال ستميل كفة الهدنة لصالح العدو ؟

وهل ستكون هذه الحالة الغزية الرائعة التي يعيشها شعبنا بوابة مشرعة بلا عوائق أمام إتمام مصالحة طال انتظارنا لتحقيقها ؟

أسئلة وتساؤلات أرى أن كل منا له إجاباته الخاصة عليها ...