الائتلاف.. خطوة إيجابية.. بانتظار التجسيد..
الائتلاف.. خطوة إيجابية.. بانتظار التجسيد..
عقاب يحيى
كلام كثير قيل وسيقال في لقاء الدوحة وما أسفر عنه.. ين مؤيد ومعارض.. بين متحمس ومتهم.. وبين مندفع ومشكك ..
الإيجاب يمكن تلخيصه في التوافق بين مكونات مهمة على العمل المشترك، وهو الذي افتقدته المعارضة على مدار الأشهر الطويلة، وايضاً حضور ممثلين عن الإدارة المحلية في الداخل، مع
ظمهم على صلة وثيقة الأرض، وليس بالفيسبوك والادعاء.. وتلك الإرادة الواضحة في التصميم على الاتفاق كآخر فرصة للقوى السورية قبل أن يلعنها التاريخ، أو يضعها في متحف الشعب ..
ـ لا شك أن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة عُقد على عجل، ولم تتح له التحضيرات اللازمة، وأن قوى مهمة لم تحضر بسبب موقف منها، أو عدم دعوتها، وهو الأمر الذي جرت مراعاته بالنص على قبول أعضاء جدد .. ليكون إطاراً جامعهاً حقيقة .
ـ لا شكّ أن الإئتلاف أمام امتحان كبير في الانتقال إلى التجسيد، وتلافي الأخطاء التي حالت دون أن يأخذ المجلس الوطني الدور المأمول منه، وأهم ذلك : العمل بروح جماعية وبروح الفريق وليس الأفراد والمجموعات والمحاصصات، والمأسسة التي تعني هنا أن تأخذ اللجان المهمة المقررة دورها، وأن تتعاون وتتكامل فيما بينها، بحيث يشعر كل شخص أنه ليس مهمشاً، وأن يقوم بدور يتناسب وتخصصه وميوله .
ـ إن الخوف من " الانزلاق" والاحتواء، ومن ضغوط القوى الدولية وتدخلاتها ومشاريعها... وكثير مما يمكن قوله هنا.. قائم فعلاً، لكن صيانة قرارنا الوطني، والحفاظ على استقلالية بلادنا، وتعاملها مع الآخرين وفق مصالحها الحيوية لا يجيء بالأمنيات والنوايا والشعارات، لكن عبر إقامة معادلة حقيقية متوازنة .
إن قيام معادل سوري مقتدر، بتعامل بندّية مع جميع الأطراف يكون من خلال وحدة قوى المعارضة والحراك الثوري وليس غيره، فإن نجح الإئتلاف في توحيد الرؤى والمواقف، وفي الالتزام بالأهداف المقررة سيكون قادراً على انتزاع التأييد الدولي والتعامل الفاعل مع جميع الدول.. وهو ما نأمله ..
ـ إن مرحلة جديدة تلوح في أفق مسار الثورة، لهذا فالإئتلاف مدعو لتقدم ركب المسؤولية، وهو عازم فيما رأيت، وهناك وعود سخية بسخاء الدعم الذي يحتاج إلى وحدتنا وقدرتنا على فرض احترامنا على الآخرين.. بأمل أن نرتقي إلى مستوى ضحيات وطموح شعبنا، وأن نكون أمناء في نقل رسالته وأهدافه إلى الأخوة العرب والمجتمع الدولي ..