الثبات عند الإخوان
قديماً
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
إن الثبات في المواقف الشديدة يمثل أصلا من أصول ديننا ، فالله سبحانه وتعالى يقول :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) " الأنفال "
وإذا نظرنا إلى تاريخ الإخوان المسلمين وجدنا الثبات في المواقف الصعبة من أهم صفاتهم : ففي عهد الإمام الشهيد حسن البنا كان الإخوان مضطهدين من الحكام ، وتعرض الإمام الشهيد نفسه للقيل والقال ، ونقل نقلا تعسفيا إلى الصعيد اعتقادا من الحكام أن إبعاده هذا سيدعوه إلى الاستسلام ، ويدعو إخوانه إلى التفرق ، ولكن هذا الإبعاد كان خيرا وبركة : فقد كان رحمه الله يدعو إلى الله على بصيرة في قرى الصعيد المختلفة ، ومنهم عرف أهل الصعيد مفهوم دعوة الإخوان ، وأنها دعوة حق وتربية وجهاد .
كما تعرض الإخوان أنفسهم إلى استعمال القوة والإرهاب ضدهم ، فما هانوا وما استسلموا ، وأكثر من ذلك اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا على أيدي حاشية الملك فاروق وأعوانه ، ويقال : إن الملك فاروق ذهب إلى المستشفى بنفسه ليطمئن إلى وفاة الإمام البنا ، ويقال إن الأوامر قد صدرت من الملك شخصيا إلى المسئولين بالمستشفى بأن يتركوه ينزف دمه دون علاج .
حتى وهو يشيع إلى مثواه الأخير منع أنصاره من حضور جنازته باستثناء والده وبعض أقاربه ، ولا ينسى المصريون المقال الناري الذي كتبه مكرم عبيد باشا زعيم حزب الكتلة وكان يحب الإمام الشهيد ، وكان عنوان المقال " إنه رائد عاش مجاهدا ومات شهيدا " .
واضطهد إخوته وعائلته ، وفصلوا من وظائفهم الحكومية والنتيجة أمام هذا الاضطهاد الضاري تعرف شعبنا الطيب على ملامح دعوة الإخوان ، وأصبحت مصر ميدانا صادقا لانتشار دعوة الإخوان المسلمين ، بل عبرت الدعوة إلى البلاد العربية والإسلامية والأوربية و الأمريكتين .
والدعوة التى كانت جمعية أيام الإمام البنا صارت بعد ذلك جماعة ، ثم صارت تيارا عالميا له مكانه وشأنه في العالم كله.