لن أركع
لن أركع
نسيبة بحرو
لن أركع وربي ، قسماً حقاً لا يتزعزع بتصاعد الأحداث وشدة المآسي والآلام .. لن أنحني ولن أنثني بذلك الهم الذي يجثم فوقي ، لن أنكسر وأنا ما بين مطرقة الوحشية وسندان الخذلان !! كل ضربة تصقلني وتزيدني صلابة وتحدي
لا أنكر لوعتي ، ولكن لن أسمح لها بدفعي لليأس والاكتئاب .. سأسطر ألمي بحبر التفاؤل ، وأسكب دمعي منساباً ليغدو على شفاهي بسمات وضحكات .. وأترك غصة قلبي تعتصرني لتخرج أفضل ما عندي .. ستبقى شعلة الأمل بالنصر متوقدة في نفسي رغم اجتياح الأعاصير العاتية ولن تنطفيء فشرارتها ربانية مباركة ، وليس هناك أصدق من آيات الله في كتابه الكريم
في داخلي مولد ثوري يحول الحزن والبأس إلى طاقة حيوية تدفعني للسعي والعمل.. فإن خذلني التماسك للحظات فجبل الصمود لا يزال راسخاً ، وان صدمت بوفاة الانسانية فآثرت الصمت برهة ، فإنه الهدوء الذي يسبق العاصفة أو البركان الثائر
هذا ما تعلمته وأستمده من الثورة السورية وثوارها الأحرار .. فخلال أيام وشهور تجرعوا بها الأمرين مما يشيب له الولدان ، لم يتراجعوا قيد أنملة واستمروا في هدفهم بثبات وإقدام تخطى الأرقام القياسية وأنتج البطولات الحقيقية .. لم نجد في ثورتهم على فرعون العصر رغم جبروته وبطشه استسلام لليأس ، ولم نشهد منهم استكانة للألم ورضوخ للذل ، وكل خطواتهم وانجازاتهم وابداعاتهم واقع مجلجل الصدى ، ممتد في الأثر والتأثير ويخلده التاريخ
لنكن جميعاً بذات القوة والصلابة ولنشغل مولداتنا الداخلية ، فلنحول آلامنا وأحزاننا وهول مصائبنا الى همم عالية وطاقات ثورية تصنع المستحيل ، كلٌ بحسب مكانه وامكاناته .. في شدة نحن أحوج ما نكون بها الى البذل بروح واثقة مشرقة ، والله معنا ولن يخذلنا.