من يهن يسهل الهوان عليه!!

د. موفق مصطفى السباعي

د. موفق مصطفى السباعي

[email protected]

مَن يَهُنْ يَسهُلُ الهوانُ عليهِ    ما لِجرحٍ بِميّتٍ إيلامُ

حكمة بالغة القيمة .. متناهية في البلاغة .. متألقة في الصورة .. مضيئة في الرسم والوسم !!!

تخط قاعدة بشرية .. ثابتة ثبات هذا الكون .. تعطي درساً بليغاً لكل الأجيال المتعاقبة على هذه الأرض .. مرتكنة .. ومستندة إلى البيان الرباني .. الحق !!!

فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُۥ فَأَطَاعُوهُ ۚ      الزخرف آية 54

قالها يوماً ما .. الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي !!!

تُكتب الآن على أرض العرب .. والمسلمين بمداد الدم !!!

فالعتب ليس على الذي يقتل .. ويذبح !!!

فهو مجرم بتكوينه الإرثي .. والعقائدي .. والفكري .. والعضوي !!!

هو مجرم نفسياً .. وعقلياً .. وغرائزياً .. ووظيفياً .. وبتكوينه الجيني .. والوراثي !!!

مهنته الإجرام .. وقوت يومه الذبح .. والسلخ .. وسفك الدماء !!!

هو تغذى مع حليب أمه  .. على الكراهية . . والحقد الأسود على كل عربي .. ومسلم !!!

هو تربى .. ونشأ .. وترعرع على البغض الشديد لكل عربي .. ومسلم .. وعلى السعي الحثيث لقتلهما .. وشرب دمهما .. تقرباً .. وزلفى إلى كاهنه .. ووثنه !!!

هو يستمتع بفريسته .. ويتلذذ بتعذيبها .. وينتشي بسماع صرخاتها .. وأناتها !!!

هو يمارس طقوساً تعبدية .. من أجل وثنه الذي آمن به .. ينشد من ورائها كسب رضاه .. والخلود في جنات عدن – كما يعتقد - !!!

هو يقتل .. ويعشق القتل لكل من يقول : يا الله !!!

لأنه بمجرد أن يسمع كلمة ( الله ) تشمئز نفسه .. وتتوتر أعصابه .. وتتشنج عضلاته .. وترتعد فرائصه !!!

ولا يهدأ .. ولا يرتاح إلا إذا سمع .. أسماء العبيد .. يا علي .. يا حسين .. يا فاطمة .. يا مسيح !!!

حيئذ يطفح البشر على وجهه .. وتنفرج أساريره .. وتظهر البسمة على ثغره .. ويتيه فرحاً .. مغتبطاً .. مسروراً !!!

وصدق الله العظيم :

وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ    الزمر آية 45

هذا الذي يفعل كل هذه الجرائم التي تشيب لهولها الولدان .. لا يملك إلا هيكلاً عظمياً . . عضلياً .. وملحقاتهما من أوعية دموية .. وأعصاب .. وسواها .. لا غير!!!

وهو لا يحتوي أي صفات تؤهله لأن يكون إنساناً !!!

هو مخلوق عضوي مجرد من المشاعر .. والعواطف .. والأحاسيس .. مختوم على قلبه .. وعلى سمعه .. وعلى بصره غشاوة !!!

وأجهزته كلها قد تم برمجتها مثل الحاسوب .. على القتل .. وسفك الدماء لكل مؤمن بالله الواحد .. الأحد!!!

فكيف يلام مثل هذا المخلوق ؟؟؟!!!

والله يقول :

وَلَا يُسْـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ    القصص آية 78

إذن اللوم على من ؟؟؟!!!

والعتاب على من ؟؟؟!!!

والذنب على من ؟؟؟!!!

بالتأكيد على ذراري المسلمين الذين هانوا .. ورضوا بالهوان .. وذلوا .. وقبلوا بالذل .. واستكانوا .. وخنعوا .. وخضعوا لأحقر .. وألأم .. وأنجس .. وأنذل .. وأخس مخلوقات الله طراً ..( الرافضة .. وبني يهود .. وبني الصليب ) !!!

وصدق الله العظيم :

فَخَلَفَ مِنۢ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَ‌ ٰتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا     مريم آية 59

حينما يصبح همُ هذا الخَلفُ .. ومناه .. وحلمه .. الركض لاهثاً وراء الشهوات .. وتصيد الملذات .. والتنعم بالطعام .. والشراب كالأنعام سواء !!!

حينما يصبح هذا الخَلفُ .. لا يحمل عقيدة يعيش لها .. ولا فكرة يحيا لأجلها .. ولا هدفاً سامياً يسعى لتحقيقه .. ولا يرجو الآخرة .. وكل اهتماماته منصبة على الدنيا .. والتمتع بها إلى أقصى ما يستطيع !!!

وكأنه يحقق قول الله تعالى :

إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُوا۟ بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّوا۟ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ ﴿٧﴾ أُو۟لَـٰٓئِكَ مَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾  يونس

حينما يصبح هذا الخَلفُ .. لا يحمل إلا أسماءً إسلامية .. ورثها عن آبائه .. وأجداده !!!

ولكنه خاوي الوفاض من معناها .. ومغزاها .. ومنفصلاً عن الشخصيات العظيمة ، التي كانت تحمل هذه الأسماء الفخمة في غابر الأيام !!!

حينما يصبح هذا الخَلفُ .. لا هو في العير .. ولا هو في النفير .. لا هو مع الإسلام .. ولا هو متجرد كلياً من الإسلام !!!

بل من سفاهته .. وعجرفته .. واستكباره .. هو يتبجح .. ويتشدق بوقاحة .. وغطرسة لا نظير لها .. أنه أحسن المسلمين طراً .. وأشدهم ايماناً .. وتقوى .. وحباً لله ولرسوله !!!

هذا الخَلفُ الضائع .. المستهتر .. المقطوع الصلة عن ربه .. ودينه .. وحضارته .. وتراثه .. ويرتع في العبودية للطاغوت !!!

يدفع الآن ضريبة باهظة الثمن !!!

تتمثل في الذل .. والهوان .. والشقاء .. والتعاسة .. والبؤس !!!

حتى ولو كان بعض الخَلفِ .. يملكون القناطير المقنطرة من الذهب .. ويتبوؤن مراكز عالية في المجتمع .. ويظهر على وجوههم أمارات السرور .. والفرح !!!

ولكنهم في داخلهم .. وفي حقيقة أنفسهم هم أتعس .. وأبأس .. وأشقى من سواهم !!!

وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ    غافر آية 57 .

لأن مطرقة العدو ، تضرب فوق رؤوسهم مباشرة .. ولكنها لا تظهر للعلن .. مجاملة لهم .. وحفاظاً على صورتهم الجميلة .. أمام عبيدهم .. وخدمهم !!!