حكايات ونباتات -الخرّوب- الحلقة الرابعة
حكايات ونباتات -الخرّوب- الحلقة الرابعة
فوزي ناصر
الخرّوب
شجر دائم الخضرة ، ينتشر في بلدان حوض المتوسّط ، من اسمه اللاتيني
(كيراتونيا) اشتقت كلمة (قيراط) المستعملة في وزن الماس ، فالقيراط هو وزن بذرة
خرّوب ناضجة .
. من عصير الخرّوب يصنع (الرُّب) الذي يشبه العسل ويضاف إلى بعض الحلويات
وله استعمالات طبّيّة .
يصل ارتفاع الشجرة إلى نحو 15 مترا ً ، وهي ثنائيّة المسكن ، وتتحمّل الجفاف !
…………………………………………………………………….
سليمان الحكيم والخرّوبة
عندما بنى سليمان هيكله وجد نبتة صغيرة غير معروفة ، فسألها عن اسمها
وكان جوابها : ( أنا الخرّوبة ) ، سألها عن أهمّيّتها ، أجابت بأنها تهدم ما يبني ،
اقتلعها من مكانها وغرسها في مكان آخر .
تمرّ الأيّام وتأتي صديقته ملكة سبأ (بلقيس ) وتسأل سليمان عن كيفيّة إدخال خيط
حرير في ثُقب خرزةٍ ، فأخذ الملك يسأل الحيوانات والطّيور عن ذلك إلى أن سمع
حشرةً صغيرةً تقول بأن باستطاعتها أن تفعل ، أخذت طرف الخيط واخترقت الخرزة إلى
الطرف الآخر ، أعجب بها الملك وأعطاها حق اختيار مسكنها ،
فاختارت الشجرة التي نقلها .
نمت الخرّوبة وكبرت ليُعجب سليمان بأغصانها التي اختار منها عصاً يتّكئ عليها
دون أن يعلم أن الحشرة التي أسكنها الخرّوبة تسكن ذلك الغصن ، وحين حانت ساعته
وكان متّكئاً على عصاه كانت الحشرة قد أفرغت الغصن من الدّاخل ليسقط ميتا مع
عصاً مفتّتة !!
( بتصرّف عن : الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل للحنبلي )
-- -----------
ألخرّوب مسكن الجنّ
قال المثل : (ألنّوم تحت الخرّوب غير مرغوب )
ذلك لأنّه المسكن المفضّل بين الأشجار لدى معشر الجنّ
إضافة إلى أن الجن تجتمع تحته بين الحين والآخر !
لذا لا يربط الفلاّح دابّته تحت خرّوبةٍ ولا يتفيّا بظلّها إلاّ
بعد الاستعاذة بالله من الجن والاستئذان ثمّ الدخول إلى ظلّها !
بتصرّف عن :
( ألأولياء والمزارات الإسلامية في فلسطين )
تأليف : د. توفيق كنعان