أشياءَ تُحبها حواء ولكن!!
هنادي نصر الله
تأرجحي يا " صغيرتي" لأنني أخشى عندما تُصبحين " كبيرة" أن تفقدي " جاذبية" البراءة، وتبقين دومًا حبيسةَ " عاداتٍ" جائرة تحولُ بينكِ وبين " المرحِ واللعب"..!!
وما المانع أن تلعبي؛ أن تجري، ما المانع أن تُعانقي الفرحَ وأن تكبري؛ من قالَ أنكِ " تفقدين عقلكِ أو شيئًا من هيبتِك" خاب من قالْ " طولكِ صغير" فاللعبُ لا يرتبطُ بمرحلة ولا يقترنُ بعمر، اللعبُ لعب وهو للإنسانِ حق..
آلا تغاريْن عندما تُشاهدين" عجوزًا أجنبية" جاوزتْ الستين أو السبعين أو حتى الثمانين، وهي في كاملِ الجاذبية، إنْ حاولتِ " تخمينَ " عمرها، قُلتِ إنها لم تتجاوزْ " الثلاثين، ثم تُذهلين بأنها قفزتْ أضعافَ " تخمينكِ" ولم يؤثر سنها على حيويتها، بل احتفظتْ برشاقةٍ جعلتْكِ تنظرينَ إليها بإعجابٍ؛ يُشعركِ بشيءٍ ينقصُكِ؟؟
تخرجينَ مع عائلتِك أو صديقاتكِ بهدف" الترفيه" فإذ بيدكِ لا تُفارق " خدكِ" الكئيب، وعقلُك " شارد" في شيءٍ لو فكرتِ فيه قليلاً لأدركتِ كم أنَ فكرك" خفيف" وكم تُثقلينَ نفسكِ "بالتزاماتٍ" تقتلُ روحكِ، وتُميتُ الحياةَ من قلبِك، وتجعل " نبضه" مجردَ عملٍ روتينيٍ؛ فلا تشعرينَ بجمال الرحلةِ ولا ببهجةِ الترفيه..
اسألي نفسكِ وكوني " واضحة" معها، ماذا لو لعبتِ، وماذا لو علا صوتكِ مرةً وسمعتْ صديقاتك " محاولاتك" في الإنشاد أو الغناء؛ فتشي عن ذاتك، اقلبي واقعكِ، كوني رياضية، حركةً وخفةً وروحًا؛ لأنَ اعتمادك على نهجٍ واحدٍ لتسيير حياتكِ؛ يجعلُكِ " كبيرةً" " كبيرة" بالمفهوم السلبي الذي يضركِ لا يُفيدُك..!
سرُ " جاذبية" النساء الأجنبيات؛ ولياقتهن؛ لأنهنَ يمنحنَ " الشكل" قيمة، فلمظهرهن الخارجي دلالاته، وهو أمرٌ مهمٌ بحسبِ كل الأبحاث التي تتحدثُ عن " سيكولوجية الإنسان".
لا أقصدُ هنا الملبس فقط، بل أيضًا " مقومات التحلي ببشرة تُشعرُ من يُقابلُك بالارتياح النفسي؛ فوجهُ الإنسان يختصرُ الكثيرَ من جوانبِ وعوالم شخصيته، ولهذا قالوا بأنَ " نظرة واحدة كفيلة بأن تجعلك تقترب أو تنفر من الشخص" ولكل قاعدة شواذ..
ومع قناعتي بأن كل " ألوان الدنيا ومساحيقها" لن تمنحَ " الراحة" لكِ؛ بل ستجعلُك أسيرةَ مزاجكِ العام، فالسعادة لا تسمو" بالتجملْ" فقط بل بمدى قوة الشعور الإيجابي الذي تُكنيه لذاتك،شعورٌ ستُترجمه أقوالك، وتكونُ بصماتُه واضحة على بنيتكِ العامة؛ بما يُحققُ لكِ" التقدير"..
حلوةٌ هي " الفتاة" حينَ تُحبُ أن تُدلل نفسها؛ لتبدو " صغيرة" وكم تُزعجني النساء عندما يغضبنَ حين يمنحهنَ الآخرون أعمارًا أكثرَ من أعمارهن الحقيقية؛ فينزعجنَ دونَ أن يُحرك انزعاجهن ساكنًا بداخلهن..!!
فرصة لكلِ" سيدة" أن تتمردَ على " ضعف" جاذبيتها؛ بتخطيطٍ دقيق؛ لا تخجل خلال تنفيذه من طرحِ مبادراتٍ جريئة على صعيدِ مقاومةِ" التجاعيد وهموم واقعها".
النفس الرقيقة صاحبة الحركات الرشيقة، تستحقُ الإحترام؛خاصةً عندما لا تُوقفها حواجزُ " المجتمع" عن الإنطلاقِ نحو" التميز" حتى في شكلها العام..
فحتى اللعب والمرح له أصول وفنون؛ لن تُتقنه إلا " أنثى" أدركتْ قيمةَ الحياة؛ وما أجملْ أن تُقابل النفس " عجوز" رشيقة أنيقة؛ كم يُسعدني ذلك صدقًا..!!