الزبدية .. حرة

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

لن تجد في حي ( الزبدية ) شارعا واحدا لا يرنو للثريا ، فهو في أواسط جبل الأنصاري مابين الكلاسة و سيف الدولة ، و تقابله في أفقه الشرقي قلعة حلب الشماء . في منتصف شارعه الرئيسي الصاعد منزل الأديب الكبير الأستاذ محمد الحسناوي - رحمه الله - و على مقربة منه جامع فاطمة الزهراء ، الذي سجلت فيه أشرطة ( البراعم المسلمة ) و أغاريدهم العذبة : يا ربي يا رب الفلق / يا مبدعا لما خلق .... من نورك الصبح انبثق / من بعد ظلمة الغسق . أنتجها لهم  الفنان الشاعر مروان قدري مكانسي - مؤذن المسجد - و يا لروعة ذلك المسجد الذي كان جديدا في سنة 1980 م ، و كان يخطب فيه الأستاذ الشيخ عبد الله سلقيني و عند انتهاء الصلاة كنا نردد جهرا مائة مرة ( حسبنا الله و نعم الوكيل ) عسى الله أن يفرج عن حلب كربتها.

في ( الزبدية ) و هي تسمية أسرية محدثة ، سقط شهداء كثر منهم الشهيد محمود عزيز - على بوابة منزل الشيخ الداعية مجاهد شعبان - و الشهيد الحيي البطل أحمد شوقي .. و فيه منزل الشهيد القبضاي ياسر غنام - نجل الأستاذ المربي صبري غنام - و منزل الشهيد حسام بصمه جي و شقيقه أحمد نور رحمهما الله تعالى

كنت ألاحظ عمارات الحي التي تنشأ ، و كان صديقي مؤمن غنام يحدثني عن حكاياتها الدافئة بكل ألفتها و غرابتها ، و لم أعجب أن كانت ( الزبدية ) التواقة للحرية تواقة أيضا لشهدائها الجدد .. السيدة سامية الشهابي ، وائل قباني ، مصطفى مصري ، و أسماء كثيرة

ظهرت الزبدية في وسائل الإعلام تحرر مخفرها من المفسدين في الأرض و المحاربين لله و عباده ، و ظهرت كذلك عند اقتحام منزل عضو مجلس الشعب الشبيح فواز دحو ، الذي أخرجت منه أكياس المخدرات و البودرة البيضاء و السوداء ، مما يؤشر لمستوى ممثلي الشعب لدى العصابة العائلية المتفرعنة

و .. لعل أجمل ما كتب على أحد جدرانها : الزبدية حرة