الصديق خير هذه الأمة بعد نبيها

صلوات الله وسلامه عليه

الحلقة الأولى

د. منير الغضبان

[email protected]

خضم الفعل ورد الفعل . في الرد على الشيعة الغلاة , وموقفهم من الخلفاء الراشدين.

حيث يحصرون الإمامة بالأئمة الاثني عشر . ولا يعترفون إلا على إمامة علي رضي الله عنه . حيث

ينكرون منظومة أهل السنة في فضل الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم . ويملؤون سيرة الخليفتين أبي بكر وعمر رضي

الله عنه ومن باب أولى إمامة عثمان بشتى الأكاذيب و الافتراءات .

وفي سياق رد الفعل عند أهل السنة . وتقديم عمر رضي الله عنه بحيث أن عظمة الإسلام ابتدأت به وانتهت به . وقد برز

هذا في مسلسل عمر بن الخطاب . مع شحن فكري غير واع لهذا الاتجاه , وأن الإسلام تمثل كاملاً فيه .

وفي ظل هذه المتاهات تضيع شخصية الصديق رضي الله عنه . بحيث تصبح غفلاً في التاريخ . وخاصة لقصر المدة

التي أمضاها في الحكم رضي الله عنه . ونُزعزع منظومة الخلفاء الراشدين عند أهل السنة . وهانحن نعرضها

من خلال النص الخالد .

((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور))

حديث صحيح ، وقد رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط بِمجموع طُرُقـه .

وفي قلب هذا الخضم . ومن قلب هذه المتاهات نعيد الأمر إلى نصابه بعيدا عن الإفراط والتفريط عند الفريقين

كما هي عقيدة أهل السنة في أن أفضل هذه الأمة

أولاً : أبو بكر الصديق

ثانياً : عمر بن الخطاب

ثالثاً : عثمان بن عفان

رابعاً : علي بن أبي طالب

ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة . بدون تفاضل بينهم وهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد

بن زيد وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف . ثم أهل بدر . ثم أهل بيعة الرضوان . ثم

من أسلم قبل فتح مكة ثم من أسلم بعدها . ثم بقية الصحابة أجمعين رضي الله عنهم . والتابعين وتابع التابعين ومن

سار على نهجهم إلى يوم الدين .

ولنعش ومضات مع موقع الصديق في الأمة . موقعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعند إخوانه من الخلفاء

الراشدين المهديين من بعده . فهو خيرة هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا منازع .

1-      لقد شهد الله تعالى له في القرآن الكريم بأنه هو الأتقى . والمفسرون جميعاً يروون في سبب نزول هذه الآية

أنها نزلت فيه رضي الله عنه .

يقول الإمام ابن كثير . وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي

الله عنه . حتى أن بعضهم حكر الإجماع من المفسرين على ذلك . ويتابع ابن كثير رحمه الله قوله : ولا شك

أنه داخل فيها وأولى الأمة بعمومها فإن لفظها العموم وهو قوله تعالى ((وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ( 17 ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى))

ولكنه مقدم الأمة وسابقهم بجميع هذه الأوصاف . وسائر الأوصاف الحميدة .

ورد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض أهله قال , قال أبو قحافة لابنه أبي بكر : يا بني إني أراك تعتق رقاباً

ضعافاً . ولو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلدأ يمنعونك ويقومون دونك . فقال أبو بكر : يا أبت إني أريد ما أريد

لله عز وجل فيتحدث ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال أبوه ((وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ( 19 ) إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ( 20 ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى ( 21 )))

فضائل الصحابة وقال المحقق فيه : رجال اسناده ثقات غير المبهم وهو بعض أهل عامر

2-      وهو يزن الأمة بلا منازع : فعن عبد الله بن عمر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( إني

رأيت أنفاً كأني أتيت بالمقاليد والموازين . فأما المقاليد فهي المفاتيح . وأما الموازين فهي موازينكم هذه . فرأيت

كأني وُضعت في كفة الميزان ووُضعت أمتي في كفة فرجحت بهم . ثم وُضع أبو بكر ووضعت أمتي فرجح بهم

ثم وُضع عمر ووُضعت أمتي فرجح الميزان بهم . ثم وُضع عثمان ووُضعت أمتي فرجح الميزان ثم رفع ))

فضائل الصحابة للإمام أحمد وقال المحقق فيه : إسناد صحيح .

فأبو بكر إذن لا يعد له في الفضل أحد .

وهو كذلك عند عمر رضي الله عنه والذي قال يوم بيعة الصديق : كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك

إلى إثم أحب إليّ من أن أتآمر على قوم فيهم أبو بكر .

وقوله رضي الله عنه :

ليلة من أبي بكر خير عمر الدهر كله , وليوم من أبي بكر خير من عمر الدهر كله . أما يومه فيوم ارتدت العرب .

وأما ليلته فليلة الغار حين وقى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه .

فضائل الصحابة وقال المحقق إسناده ضعيف وله شاهد صحيح أخرجه البيهقي في الدلائل 2/208

وقوله رضي الله عنه :

أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا أو كذا ثم قال : (من قال غير هذا أقمنا عليه

ما نقيم على المفتري ) فضائل الصحابة للإمام أحمد وقال المحقق فيه : إسناده صحيح .

3-      وعلي رضي الله عنه الذي ينسب له الدجالون زوراً النيل من أبي بكر رضي الله عنه ثبت عنه بالتواتر أن

خير هذه الأمة بعد نبيها هو أبو بكر الصديق .

فعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال :

خطبنا علي يوماً فقال (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها ؟ أبو بكر ثم قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها

وبعد أبي بكر؟ عمر ) فضائل الصحابة للإمام أحمد وقال المحقق فيه إسناده حسن .

وعن عون بن أبي جحيفة قال : كان أبي من شرط علي . وكان تحت المنبر فحدثني أبي أنه صعد المنبر – يعني

علياً – فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر

والثاني عمر  وقال يجعل الله الخير حيث أحب )

فضائل الصحابة للإمام أحمد وقال المحقق فيه صحيح .

وإلى الحلقة القادمة والحياة مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في إحدى خطبه العصماء عن سادة هذه الأمة

أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .