في ظلال معركة بدر الكبرى
متى نصر الله ؟!
شريف قاسم
مما لاريب فيه أن النصر من عند الله عزَّ وجلَّ ، وأنَّ الله سبحانه قادر على أن ينصر عباده المؤمنين مهما كانت قوة أعدائهم ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) 10/ الأنفال، ومما لاريب فيه أن للنصر أسبابا وعلامات ، وأن للهزائم أسبابا وعلامات لاتخفى على المسلم البصير ، وهنا يأتي السؤال الذي يفتت الأكبادَ جوابُه ، هل هذا الواقع المرير المتخم بآثار الكبائر والمنكرات والإلحاد والفساد هو من صنع أبناء أمةٍ تربَّوا على مبادئ الإسلام ؟! أم أنه من صنع أبناء أمة صدُّوا عن الإسلام والتحقوا بركب الأحزاب العلمانية الجوفاء التي جرَّت الأمة إلى التناحر والتفرق والنكبات المتتاليات ؟ يوم رفعوا رايات الضلالة ، وسعوا خلف الشيطان في حاناته وملاهيه ، وأطاعوه في الفجور والسفور والزنى والخنا ، ورضوا دعوته لهم يوم دعاهم إلى الرِّدة عن دينهم ، فحاربوه بكل ما لديهم من قوة مادية ومعنوية ، فكيف تطلب الأمة النصرَ من الله وأبناؤُها هم مَن جانبوا دينَه وتعاليمَ شريعته ، فلم ينتصروا لها :( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) 40/ الحج .
مَن ينكر أن الدول التي تسمى بالدول الإسلامية لا تحتكم لشريعة الله ؟ ومن ينكر أن شوارع مدنها ملأى بالخمارات والملاهي والسينما ؟ ومن ينكر وجود أماكن الدعارة والفجور والقمار والتمثيل ؟ ومن ينكر صولة أهل الباطل والضلال في جميع ميادينها الاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات ؟ ومن ينكر تبعيتها لمنظومات عالمية همُّها أن لاتقوم للأمة الإسلامية قائمة على وجه الأرض ؟ هذا وغيره الكثير الذي لايخفى على ذي عينين ... هذا الواقع ليس من الإسلام في شيء ، وليس فيه أثر من آثار تربية الصوم أو الصلاة أو تلاوة القرآن ... ناهيك عن سائر العبادات التي أمرنا الله بأدائها على الوجه الصحيح ، والتي شهد المسلمون الأوائل آثارها الكريمة في سلوكهم وفي أحوالهم ، وفي معية الله لهم ، فقد نصروا الله في أفعالهم وأقوالهم وعباداتهم ومكارم أخلاقهم ، فنصرهم الله على أنفسهم وعلى أعدائهم ، يقول الله تعالى : ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَادُ ) 51/ غافر ، وما أجلَّ هذا التأييد من الله للمسلم في حياته ، وساعة موته ، ويوم يقوم الناس للحساب ، وما أجلَّ هذا التأييد للأمة من ربها في معاملاتها مع الأمم الأخرى ، وفي ميادين جهادها لإعلاء كلمته سبحانه وتعالى ، وإنه لوعدٌ من الله عزَّ وجلَّ القدير الخبير ، يقول تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) 55 / النور ، فالمستخلفون هم المؤمنون أصحاب الأعمال الصالحات ، فهل مايقوم به الكثير الكثير من شباب المسلمين وشاباتهم يُعد من الأعمال الصالحات ؟!
لابدَّ من التغيير ، تغيير مافي هذه النفوس من بهرج وفساد ، وتغيير مافي هذا الواقع المترهل الذي يشمخر فيه الطغاة والمجرمون ، وتعلو فيه أصوات أهل الغناء والمفاسد ، ويخفت فيه صوت الحق والإنقاذ ، لابد من التغيير الذي يحوِّل المسلم من صورة جامدة باهتة جوفاء ، إلى قوة روحية فاعلة مؤثرة ، يستشعر من خلالها معنى العبودية لله وحده ، فتهون أمامه مغريات الدنيا ‘ لعلمه بأن ماعند الله خير وأبقى ، هذا الشعور هو الذي كان يراود الجيل الذي نصره الله واجتباه ، وجعل له التمكين في الأرض ، يتجلى ذلك في سِيرِ أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعيهم على مرِّ العصور ، في صور فردية ، وفي صور تشهد للأمة على مكانتها عند الله ، في مواقف معبرة عن قوة الإيمان عند الفرد المسلم ... هذا عمير بن الحمام رضي الله عنه وفي ظلال معركة بدر الكبرى ، المعركة الأولى في الإسلام ، يسمع لرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول لأصحابه: ( قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ) وكان بيده رضي الله عنه تمرات فقال : بَخٍ بَخٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ) . قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: ( فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ) ، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ . قَالَ : فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ ). رواه مسلم . هذه الصورة الرائعة المشرقة بالرعاية الإلهية ، تنطق بالشعور الإيماني الفياض الغامر ، وهذا الفداء الذي لايكمن أن يوصف بالكلمات ، لِما فيه من سُمُوٍّ وجاذبية ، يدلل بدون أدنى ريب أن هؤلاء الرجال عرفوا الله حق المعرفة ، فتوكلوا عليه حق التوكل ، وأخبتوا له في صلواتهم ، وأدُّوا حقوقه كما أمرهم ، فأنجز الله لهم ماوعدهم من نصر وتمكين ، بل إن أبابكر الصديق رضي الله عنه ــ رفع رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدعو ربَّه ويستغيث به يوم بدر وألبسه إياه وهو يقول : ( إنَّ الله منجز وعده لك يانبيَّ الله ) . فهذه عقيدة المسلم رغم كثرة العدو في عدده وفي عُدده ، فالإيمان بالله وتقوى الله والصدق في الله عند المسلمين هي التي تقاتل أعداءَهم ، فالتقوى سيف المؤمن ، والدعاء سهمه الذي لايخيب ... ( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) 76 / آل عمران ، وإذا ما تأخر النصر عليهم ، قال قائلُهم راجعوا أنفسكم ، فلعلكم أحدثتم ما أغضب ربُّكم عليكم . فلا بد من تقوى الله ، وإعداد المسلم بمآثر هذه التقوى لمواجهة الحياة في سلمها وحربها ، والأمة المسلمة أمة دعوة وليست أمة سفك للدماء وإثارة الحروب ، ولا تتمنَّى أبدا الحرب ، ولكنها إن دارت رحاها كان أبناؤها نعم الفرسان ونعم المجاهدون أهل المقارعة والمنازلة ، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ) رواه البخاري ومسلم. إنَّ العُلوَّ بالباطل ، واحتضان الفساد والمفسدين إذا تمكنا من الأمة فإنها تهون وتذل وتخسر دنياها وآخرتها ، يقول الله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) 83/القصص ، فالعُلو بالباطل ، والفساد الذي هو نتيجة الإخلاد إلى الأهواء ، والانحرافات في العقيدة وفي الفكر وفي المعاملات ، والأمة إذا غرقت في وحول هذا التردِّي خسرت ولاية الله لها ، وأسلمت نفسَها لأسباب الخور والخوف يقول تبارك وتعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 / يونس ، إنَّ من أهم ماخسره المسلمون في العصور المتأخرة هي تقوى الله تبارك وتعالى ، التقوى بمعانيها الجليلة التي تخلق الرجال العظام الذين تتماهى في سيرهم قيم الربانية التي توطئ للمسلم التقدم إلى التكوين المتميز بما للربانية من سمت كريم ومسلك سامٍ يوصله إلى موئل الفوز برضوان الله تبارك وتعالى ، يقول عزَّ وجلَّ : ( يَا أَيُّهَا الٍٍَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) 70/71/ الأحزاب ، فأين ألأمة اليوم من هذه النداءات الإلهية والإرشادات النبوية ؟ أين خطاها الحثيثة نحو ماوعد الله المتقين ؟(وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ(30) )جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُون كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) 30/31/النحل ، ويقول سبحانه : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) 34/القلم ، ويقول عزَّ وجلَّ : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) 90 / الشعراء . يحبب المولى تبارك وتعالى التقوى إلى عباده الصالحين ليؤبوا إلى رشدهم ولا يتخاذلوا عن طي صفحات المآسي والآلام والأرزاء التي حلَّت بأمتهم ، وهاهي نراها عيانا تدمي القلوب وتفجر العيون بالدموع وتكوي الأكباد بنار اللأواء والشدائد والفجائع التي لاتطيقها الجبال الراسيات ، مع الأخطار التي تهدد الأمة وعقيدتها ووجودها ، فأيُّ مشروع ينقذ الأمة غير التقوى ؟ وأيُّ تربية تنقذ الجيل التائه المترهل غير مناهج التقوى ، وأيُّ صحف قيمة تحذر الشباب من التغريب والحداثة والعولمة غير صحف التقوى ؟ لقد ركب الجيل موجة الأحزاب فباء بالخسران ، وامتطى صهوة الشهوات والملذات فبارت تجارته وأفلست جيوبه من كل خير ، ورمته الحضارة المادية البائرة إلى ملعب القلق واليأس والخسران ، أين أبناء المجتمع الإسلامي الصالح الفاضل الذين جاءهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم يرشدهم ويرسم لهم الطريق السوي في كثير من الأحاديث الشريفة ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (( لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ) . رواه البخاري . أجل هذا هو السبيل ، سبيل النجاة والفوز وليس في غيره إلا الهلاك والتبار والخسران ، والشاهد ماتعانيه الأمة اليوم بسبب بعدها عن تقوى الله ، والشاهد ماجرى للأمم السابقة عندما ضلَّت طريق الرشاد ، فأهلكهم الله بذنوبهم يقول الله تعالى : (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) 40/العنكبوت
فلا بد من الخروج من دائرة الآثام ، والعودة إلى الله ، وتحكيم شرع الله ، ولا بد من المبايعة الصادقة لله في المنشط والمكره ، وهنا نتذكر موقف الأنصار رضي الله عنهم حين وصل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامهم ، حين قالوا : يا رسول الله أنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا ، ثم نتذكر موقفهم يوم بدر حين استشار النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمر ، فتكلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وتكلم المقداد بن الأسود رضي الله عنه و قال : يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه ... كلمات تنم عن إيمان عميق مكين ، وعن ثقة بالنفس ، وتدل على أثر العقيدة في النفوس . وأما سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال في ذلك الموقف : ( لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء. لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله ). فسُرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من قوله ، وقال : ( سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم ) .
نقرأ في هذه الآثار المباركات ماكان عليه المسلمون من تقوى لله ، ومن صدق في الأقوال والأفعال ، ومن سُمُوٍّ في الأرواح ، ومن شوق إلى لقاء الله ، ومن معرفة حقيقية لقيمة هذه الحياة الدنيا ،فكانت لهم قيمة ، وكان لهم أثر ،وكان لهم تأثير ، وكانوا لهم السبق في ميادين العزة والكرامة ، ليأتي الجواب واضحا جليا على السؤال الذي تحمله القلوب المفجوعة : متى نصر الله ؟