إلى الله العظيم

أبو طلحة الحولي

إلى الله العظيم ، من عبادك  المساكين  ، اللهم إنك العالم بالسرائر والمحيط بمكنونات الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامنا بما حمص فيها ، ان بشار عبد من عبيدك ، قد كفر بنعمتك وما شكرها ، وألقى العواقب وما ذكرها ، أطغاه حلمك ، وتجبر بأناتك ، حتى تعدى علينا بغيا ً، وأساء إلينا عتواً وعدواناً. اللهم قل الناصرون لنا ، واعتز الظالم ، وأنت المطلع العالم ، والمنصف الحاكم ، بك نعتز عليه ، وإليك نهرب بين يديه ، فقد تعزز علينا بالمخلوقين ، ونحن نعتز بك يا رب العالمين.

اللهم إنا حاكمناه إليك ، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك ، وقد رفعنا ظلامتنا إلى حرمك ووثقنا في كشفها بكرمك ، فاحكم بيننا وبينه ، وأنت خير الحاكمين ، وأرنا منه ما نرتجيه ، فقد أخذته العزة بالإثم.

اللهم فاسلبه عزه ومكنا بقدرتك من ناصيته يا أرحم الراحمين.

يا ودود يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعالاً لما تريد نسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفينا أمره بما شئت ، يا مغيث أغثنا ، يا مغيث أغثنا ، يا مغيث أغثنا

لا اله إلا انت سبحانك انا كنا من الظالمين

آمين وصلي اللهم على نبينا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون

أبشري يا حمص .. أقولها والعين تدمع ، والقلب يحزن ، رحمة بمصابك ، وليس جزعا أو يأسا أو تراجعا ..

أبشري  يا حمص .. فالنصر قريب ، والفرج قادم ..

أبشري يا حمص .. فأنت في القمة ، في مقام لا يليق إلا بك .. حيث العزة والإباء ..

أبشري يا حمص فإن خذلك العالم كله ، فالله معك .. والى الله الواحد الاحد نرفع شكوانا ..

أبشري يا حمص فالجيش الحر قد أخذ بالأسباب بعد أن تعلق بالله ، ورفع شكواه الى الله .. واعتمد عليه " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " ..

فلا تبتئسي بما يعاملك به النظام الوحشي ، والعالم من خلفه .. وبما يقصفونك ، فلا تسأمي ولا تيأسي . فأملك ليس مرتبط باعتراف العالم بالثورة المباركة وبالجيش الحر ، فأنت تمضين في مسيرتك الحقة ، تجرفين الباطل بقوة إيمانك ..

أبشري يا حمص لأن أملك بالله القوي الجبار ...

أبشري يا حمص فأنت على حق والحق يعلو ويفرض نفسه ..

أبشري يا حمص فأسطورة إرهاب النظام الوحشي تحطمت في أذهان الناس ، وإن إحساس النظام الوحشي بأنه عائش للأبد قد انهار في نفوسهم ..

إن أبناء هذه الثورة المباركة الذين كانت ترتعد فرائصهم عند ذكر اسم الطاغوت الحامي للدولة اللقيطة أصبحوا الآن يتسابقون إلى ميادين القتال والانضمام إلى الجيش الحر النظيف لمجابهة النظام الوحشي ومواجهته سلميا وعسكريا ..

فابشري يا حمص فالثورة قلبت المعايير الدولية ، وأنت يا حمص الأبية قلبت موازين القوى فلم يكن يخطر في بال النظام الوحشي ومن خلفه العالم أن يأتي عليهم يوم ينظرون فيه إلى اصطفاف أبناء الشعب السوري المستضعفين أمام الطاغوت المستكبر كأنهم بنيان مرصوص .

فابشري يا حمص { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *  إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (الصافات : 171-173)

{ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (الصف : 13)