تغيب السلطة وتحضر التقوى..
نداء إلى شعبنا السوري الحر الأبيّ
من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
نبارك لشعبنا الثائر على قوى الشر والظلم صومهم. وندعو الله أن يبارك لهم في رمضان وأن يتم عليهم النعمة، وأن يربط على قلوبهم، ويثبت أقدامهم..
أيها الإخوة المواطنون.. يا أبطال ثورة العدل والحرية..
إن الانتصارات العظيمة التي تحققونها ساعة بعد ساعة، وتداعيات سلطة الطغاة التي تنهار على أرض الوطن، في كثير من المدن والبلدات والقرى والأحياء؛ تفرض على كل مواطن سوري حر شريف، أن يكون القدوة والمثل، في الحفاظ على الأمن العام والسلم الأهلي، والمشاركة العملية في حماية الحقوق الأساسية، التي أناط بنا إسلامنا الحفاظ عليها. تهيب الثورة بكل ثائر حر شريف، وبكل مواطن سوري أصيل، أن يكون ظلا للعدل، سورا في وجه أي محاولة للظلم والبغي والعدوان..
إن حماية الحقوق الخاصة والعامة، ومرافق الدولة ومؤسساتها، هو واجب الوقت حيث تغيب السلطة، واجب الوقت يتعلق بعنق الفرد فيسعى إليه الأفراد بالمبادرة الذاتية حسب الوسع، ويقع في مسئولية الجماعة يتطلب من القادرين على التنظيم أن يبادروا إليه، وأن يأخذوا على عاتقهم الوفاء باستحقاقاته.
إن حماية حق الحياة هو قدس الأقداس في منظومة قيم الإسلام، فلا بغي ولا عدوان، ولا مساس بحياة أي مواطن، على أيّ خلفية دينية أو مذهبية أو عرقية. نحن أبناء وطن واحد، نحن إخوة شعارنا: الوطن يسعنا، والعدل يظللنا، والإخاء يجمعنا. ولا يجوز في ظلّ غياب السلطة أن يغيب القانون، أو أن يشعر مواطن سوري واحد أنه ضعيف أو مستضعف، على أيّ خلفية من الخلفيات. تذكروا تحذير نبيكم (من آذاهم فقد آذاني).
وحماية الملكيات الخاصة والملكيات العامة، بما فيها مؤسسات الدولة. فهذه المؤسسات هي لكم وليست لعائلة الأسد، فحافظوا عليها وصونوها وتعاونوا على حمايتها، وصيانة محتوياتها. حتى وثائق الشرّ التي كتب فيها ظلمنا وقهرنا.. ستكون وثائق عدلية، تساعد على حساب المجرمين بالقسط، وبالطريقة الحضارية التي يتمناها الجميع..
أيها الثوار الأبطال يا أحرار سورية الأماجد..
كذّبوا بشار الأسد في كل ما نَسب إليكم، وادعى عليكم، وأظهروا معدنكم الحضاري الأصيل. تذكروا أنكم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، أحفاد أبي عبيدة وخالد وصلاح الدين والأيوبيين..
أيها الثائرون الأحرار..
تغيب السلطة فتحضرون أنتم، تحضر التقوى، ويحضر القانون، ويحضر العدل والإخاء، فكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم. وأروا الله والناس من أنفسكم خيرا..
الذين إن مكناهم في الأرض، أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهَوا عن المنكر. ولله عاقبة الأمور..
غرة رمضان المبارك 1433 الموافق 20 تموز 2012
زهير سالم
الناطق الرسمي من جماعة الإخوان المسلمين في سورية