في سوريا ، رمضان 2012 ووضع يزداد ألما،

رضا سالم الصامت

يزداد أملا في النصر و إنهاء حكم بشار

رضا سالم الصامت

شهر رمضان هذا العام 2012 جاء في أجواء من الخوف والرعب في دمشق، التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين، بعد أيام على تفجير أودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين في البلاد ،و قد تتفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه ، فأي حادث عرضي قد يولد ردود فعل غير متوازنة

تعودت العائلات السورية في شهر الصيام على اللمة العائلية ، لكن هذا العام لم يعد لهذه اللمة أي مزاج و كل العائلات تواجه خطر المداهمات و القصف العشوائي من طرف جيش بشار و شبيحته

فمنذ حوالي 16 شهرا على بدء الحركة الاحتجاجية لم يتغير شيء سوى المزيد من الدمار و قصف المزيد من الأرواح البشرية فأي رمضان هذا ؟ و الوضع خطير بهذا الشكل المأساوي ،العديد من العائلات السورية لا تحتفل بالشهر الكريم لأن فيهم من افتقد أبنائهم للأبد و فيهم من أدخلوهم السجون و المعتقلات

فحتى نساء سوريا يعشن حالة رعب و خوف فلا يوجد محل تجاري مفتوح و كل الشوارع مقفرة و هناك أحياء في العاصمة دمشق لا ترى فيها مباهج الشهر الكريم ، بل ترى إلا الدمار و تشتم رائحة الموت في كل مكان

المحال التجارية أغلقت أبوابها في حي الصالحية والشعلان و أحياء أخرى شعبية ، بينما يضطر كثيرون للعودة أدراجهم وهم في طريقهم إلى عملهم، بينما قل عدد سيارات الأجرة. هذا و قد أكد أحد الممرضين العاملين بمشفى دمر بالقرب من العاصمة دمشق ، أن نحو ربع العاملين فقط تمكنوا من المجيء، و واجهوا صعوبات كبيرة للالتحاق بمقرات عملهم حيث قطعت الطرقات بدوريات الأمن والجيش السوري 

شعب سوريا الأبي الآن يفكر برمضان و يبتهج به وسط اشتباكات في حي الميدان في العاصمة دمشق وريف حمص، و كله أمل في إنهاء حكم بشار و تحقيق النصر في القريب العاجل والمعارضة تتحدث عن مقتل مائة وثلاثين في مناطق متفرقة من سورية فحتى الأهالي يحاولون مساعدة بعضهم البعض و يطلقون نداءات استغاثة عاجلة عبر المساجد

هذا هو الوضع في رمضان 2012 في سوريا ، وضع متردي ، يزداد ألما و يزداد أملا في النصر و إنهاء حكم بشار الأسد.