تهون الحياة ... ولكن مصرنا لا تهون

أشرف إبراهيم حجاج

تهون الحياة ...

ولكن مصرنا لا تهون

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

من الممكن ان يضحي بعضنا بنفسه على سبيل التضحية من أجل أن ينال الغير منا حريته ويستعيد كرامته .

ومن الممكن أن ينال غيرنا الحرية ويعيش فيها ويتمتع بها ولكنه قد ضحى بغيره أو من مات في سبيل الله تعالى ثم حرية الآخرين .

ومن الممكن أيضا أن يكون من يمثل لنا ثورة لم تكن للبلاد منذ زمن بعيد ولكن الله أمر لها أن تكون فكانت .

والغريب هو أن هذا الشعب العظيم العريق قام بها وقدر الله له أن ينتصر على الظلم والطغيان والقهر ولكن القليل من هذا الشعب يعمل على إعادة ما أسقطه شباب مصر الأعزاء وهم الثوار ومن لقب بالشهيد وهو الآن من الأحياء عند الله يرزقون .

ولنا هنا وقفة غير سريعة مع الأحداث  والتى تمر بها مصر الغالية العزيزة :

أولا :

 كلنا يعلم لما قمنا جميعا بالثورة المباركة ضد نظام فاسد وحاكم أفسد .

وكلنا أيضا تمنى أن تكون نهاية الثورة كما قدر الله لنا هذه النهاية وبهذه الطريقة .

وكلنا كان يحلم بالعرس الديمقراطي الأول وهو انتخابات مجلسي الشعب والشورى وكما كنا نحلم أراد الله تعالى أن يكون ، فانتخابات شرعية  نزيهة رأينا بل رأى العالم كله كيف لمصر بكامل شعبها أن يكون صاحب عرسا ديمقراطيا كبيرا  كان نتاجه القوي هو إرادة شعب بالكامل مع وجود قلة مغرضة هي بقايا النظام البائد الظالم والتي لا تريد خيرا لنا وللبلاد  .

وبدأت جلسات مجلس الشعب ولم نر مثلها من قبل فكانت كل المبشرات تقول أننا على مرحلة ديمقراطية جديدة حقا ، ولكننا لم نتعلم من الماضي كيف نحافظ على ما اكتسبناه في حياتنا فباتت الحرب خفية وسماها بعض الناس بــ ( اللهو الخفي ) أو( الطرف الثالث ) .  فكانا يعملان على قدم وساق لخراب هذه البلاد لكي يحسب هذا الخراب على عاتق جماعة الإخوان المسلمون وحزبهم الحرية والعدالة فزاد حقد الحاقدين وعمل المخربين على تشويه صورة هذا الفصيل من الشعب وعليه أن يتحمل مادامت نيته لله تعالى فكلما زاد الابتلاء زاد الفرج قربا ، مع كل ما حدث من إنتاج لمجلسي الشعب والشوري إلا أن المغرضين صاحوا في كل دقيقة بـماذا فعل الإخوان في المجلس ولهم أربعة شهور ؟ وهم يسمعون كلاما ويرددوه وكان المفروض علينا جميعا أن نناقش المضمون وهو دراسة ما حدث بمجلس الشعب منذ بدايته وحتى الآن .

واجهنا كثيرا من التحديات والمصائب ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

1-      أحداث محمد محمود .

2-      أحداث ماسبيرو .

3-      أحداث  وحريق المجمع العلمي ( أقسم بالله العلي القدير ظللت أبكي أكثر من ثلاثة أيام على التوالي بعد معرفتي بهذا الحريق وتوابعه ) .

4-       أحداث بورسعيد المؤسفة .

5-      أحداث مكتب مصلحة الضرائب .

6-      أحداث حرق أقسام الشرطة والسطو عليها .

7-      أحداث نقص البنزين والسولار . وكلها لإعاقة عمل الإخوان وشل حركتهم في البناء والتنمية ، وغير ذلك تشويه صورتهم وإضعاف شعبيتهم . 

وغيرها الكثير والكثير من الأحداث  كان ورائها اللهو الخفي أو الطرف الثالث كما اعتقد البعض منا   . 

ولكني الآن أسأل من هو ؟

 ولحساب من يعمل ؟ 

ومن الذي يفكر له ويدبر ؟

ومن يعمل لديه وينفذ له هذه الأوامر المختلة ؟

نحن أمام عدو خفي غير معلوم ولكننا بعد دراسة وافية حقيقية من واقع ملفات الثورة التي قام بها المصريون الشرفاء والقادرين على تحويل مصرنا الحبيبة إلى أمة حقيقية لها وزنها الثقيل في المنطقة العربية كلها ، فكلما قرأت في الماضي كانت الحقيقة قريبة مني وهلة تلو الأخرى . ومن ما استقرأته ما يلي :

أولا : المستفيد الوحيد من خراب هذا البلد الأمين وإشاعة الفوضى فيه كما نر في هذه الأونه هو أتباع نظام مبارك المخلوع الذين تعودوا على السرقة والنصب والاحتيال وغير ذلك البلطجة والاستعانة بمن يمثلونها .

ثانيا : وأنهم كلما اقترب الإسلاميون من إخوان وسلفيين وغيرهم حاربهم أعوان هؤلاء وقد رأينا بأعيننا في مجلس الشعب فالمعترضون على مصلحة الوطن هم من غير الإسلاميون ونماذج ذلك كثير رآها المثقف وغير ذلك ويثيرون الجدل وعمل البلبلة وإظهار الإسلاميون في صورة جبروتية كثيفة لا يسمعون غيرهم ولا يتكلم أحد في وجودهم ، وكلما وضح أحد أعضاء مجلس الشعب الأمر للجمهور يخرج علينا الطباليين والزمارين ليهللوا ويقولون ويفسرون الكلام على أهواءهم والجمهور صاحب حزب الكنبة كما يسمونه يصدق ويصنع الأخطر من ذلك يقوم بتوصيل ما سمعه بزيادة الكلمات إلى من لم يسمع هؤلاء وبهذا يزيد الحقد على الإسلاميون .

ثالثا : نحن نعلم جيدا أن أعوان النظام البائد مازالوا بيننا يفكرون ويدبرون ويصنعون المكائد والمصائب ولديهم ما يحرك لهم هذا وهو المال والأخطر منه هو البلطجية الذين تعودوا على خدمة هذا النظام  ، وعلاوة على ذلك رأس الأفعى " س م "  وهي العقل المدبر لكل ما يحدث من كوارث داخل مصر .

رابعا : جهاز الأمن " الشرطة " والتي أصبح لا دور لها على الإطلاق في حماية المواطنين من البلطجة وعمليات السرقة بالإكراه والسطو المسلح وخطف الأطفال والبنات وطلب فدية كبيرة لاطلاق سراحهم . وبمساعدة الحكومة الهزيلة والتي زادت المشاكل على يديها وفي وجودها " حكومة الجنزوري " بهذا تكون الخطة محكمة بل شديدة الإحكام على القضاء على الإسلاميين ، والأغرب من هذا أننا الأن أصبحنا نواجه بعض الإسلاميين والذين انتسبوا إلى فصيل من المصريين والإعلاميين المأجورين في الهجوم على الإسلاميين الذين يعملون بكل طاقة لهم لكي يقوموا ببناء جديد لهذا البلد والهدف هو عودة مصر للخلف لا للأمام وعدم النهوض بها إلى العالمية من حيث  التجارة والصناعة وغير ذلك مما يفيد البلاد العربية كلها .

خامسا : كل ما سبق كنا نقدر عليه وهو من تداعيات ثورة قام بها شعب ناضج وعاقل وكان لابد من رد الفلول على هذه الثورة بقسوة أشد مما كان عليه النظام البائد في طريقة التعامل مع الناس وذلك بطرق غير تقليدية وجديدة من نوعها وهي الطرق الخفية في التعامل ، مع الذكاء والدهاء الكامل في التنفيذ .

 ومرت الأيام وجاء الحدث الهام لكل المصريين بنوعياتهم وطوائفهم المختلفة وهو انتخابات الرئاسة وهي المرحلة الأخيرة لإسدال الستار على الأحداث التي تبعت الثورة فوجنا الطريف والجديد علينا وهو تقدم فلول النظام البائد ولا أحد ينصف الثورة إلا جماعة الإخوان وحزبهم في مواجهة هذا الموضوع الخطير جدا بتحريك الشباب والرجال والنساء للوقوف على عدم مشاركة هؤلاء في هذه الانتخابات وبالفعل اتحد الناس وثاروا واعتصموا بميدان التحرير حتى خرج المدعو عمر سليمان من الانتخابات وبقي لنا أحمد شفيق وعمرو موسى ولجنة الانتخابات لا تستجيب لنداء الثوار .

سادسا : حدث ما لم يخطر لثائر على بال سقط في الانتخابات بالجولة الأولى ثوار كانوا في مقدمة العملية الانتخابية سقوطا شرسا مما أثار دهشة الجميع ، والمصيبة الكبرى هو السقوط الأخير وصول أحمد شفيق للمنافسة الشديدة وهو في المركز الثاني باكتساح مما أثار الشكوك لكثير من تدخلات اللهو الخفي من جديد ولكن على نطاق واسع منه انتشر وباء اسمه ترشيح شفيق ، فكيف لنا بعد التضحيات وتحمل المشاق والصعاب من اجل بناء مصر الغالية الحبيبة والمرور بها إلى العالمية من خلال التقدم وقع خبر تقدم شفيق عليّ بل على كثير من شباب الثورة كالصاعقة على رؤسنا جميعا وظللنا في تعجب شديد من وراء هذا التقدم الخفي الذي أطاح بالثورة والثوار فهذا يعني أننا تقدمنا بخلع مبارك لتقديم مبارك آخر أشد قسوة منه وهو أحمد شفيق الذي صرح بالأتي :

-       أن مثله الأعلى المخلوع مبارك ؟

-       انه سيقوم بحذف آيات القرآن من المناهج التعليمية ؟

-       أنه يستطيع إعادة الأمن للبلاد في خلال 24 ساعة فقط ؟

-       لا رحمة ولا تهاون مع من ينزل إلى ميدان التحرير ؟

-       الجيش سيتصدى لمن يعترضون على فوزي بانتخابات الرئاسة ؟

وغير ذلك الكثير من التصريحات القاتلة للثورة بما فيها من تحديات للصعاب وكثير من الأعمال التي تعيد وتفرز لنا نظاما أكثر قسوة مما سبقه .

ولي الآن أن أسأل من وراء اكتساح شفيق بهذا الشكل الخطير في الانتخابات ؟

ومن هنا اكتشف أنه في هذه الأونة نعرف بالضبط من يقوم بالثورة ممن يقوم بهدم الثورة تماما ويعيد لنا نفس النظام الذي حاربنا من أجله وضحينا بشبابنا الأعزاء .

وكانت المفاجأة القوية والتي اهتز لها العالم كله وهو فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية فكانت أية الله في هذه الثورة .

     ونقول للجميع أنتم على منحنى خطر جدا ، بعدم تعاون أجهزة الدولة بكامل قطاعاتها وطوائفها امتثالا لأمر نظام بائد يريد تشويه كل من هو إسلامي ، والآن عليكم أن تتحدوا من أجل مصر الغالية والوقوف أمام هذا العدوان الخفي والشديد الخطورة على مصر كلها .

تدبروا كيفية المرور بالمحن والصعوبات الشديدة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الكرام من أجل الدعوة إلى الله تعالى وذلك بتحمل القسوة والشدة والاضطهاد والظلم والضرب والقتل والتعذيب والكثير من هذه النوعية من طرق التعامل مع أصحاب الحق في هذه الدنيا .

ولنسأل الشعب كله " كيف هانت عليكم دماء الشهداء " ؟ ولمصلحة من ؟ . 

وأقول لكم قول الله تعالى : "  وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)  "  البقرة .

  وأيضا قوله تعالى : "  إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) "   . الأحزاب .

وقوله :   " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)" النساء .

والكثير من الآيات والأحاديث في هذا الموضوع ولكن الله غالب على أمره .