رسائل مفتوحة من وحي الأزمة إلى من يهمه الأمر
بدر محمد بدر
أيا كانت النتائج المترتبة على الأحكام القضائية التي صدرت أمس الثلاثاء من القضاء الإداري، سواء فيما يخص التأسيسية، أو الإعلان الدستوري المكمل، أو مجلسي الشعب والشورى وغيرها، فسوف تعبر بلادنا بإذن الله هذه المرحلة الضبابية، رغم الصعوبات والأزمات المصنوعة والمفتعلة، ممن لا يريدون لمصر الاستقرار والنهوض من جديد.
ولدي عدة رسائل مفتوحة، أتوجه بها في هذه المساحة إلى من يهمه الأمر؛ الأولى للسيد الرئيس الدكتور محمد مرسي: أتمنى أن تستثمر الحالة الرائعة من الالتفاف الشعبي حولك في هذه المرحلة، في انتزاع ما تبقى من صلاحياتك الدستورية، وأن تسارع إلى تنفيذ إرادة الشعب الواضحة، بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل (إعلان العار)، وإعادة الهيئة التشريعية التي اختارها أكثر من ثلاثين مليون مصري للعمل لصالح الوطن حتى تكمل مدتها من خلال استفتاء شعبي أو إعلان دستوري جديد.
والثانية لمن يتعمدون قتل البسمة والفرحة لدى الشعب: لماذا تسارعون إلى هدم كل مؤسسة اختارها الشعب، والسعي بهمة لافتة لعودة الوطن إلى المربع الأول، ثم على ماذا تراهنون؟! هل تتوقعون أن يرفض الشعب اختيار الإسلاميين في الانتخابات المقبلة؟ هذا وهم تضحكون به على أنفسكم، فالشعب المصري انتزع حريته واسترد كرامته واختار بحرية أم تدركون أن وجود الإسلاميين في السلطة سوف يكشف الكثير من زيف دعاويكم؟ وبالتالي فلا مكان لكم في المشهد القادم؟!
والثالثة لأعضاء المجلس العسكري: كنت أتمنى أن تدركوا سريعا، مدى إصرار الشعب المصري، على ضرورة خروجكم تماما من المشهد السياسي، وأن تتركوا الساحة لمن اختاره الشعب في انتخابات حرة وديقراطية ونزيهة، حسب وعدكم الدائم الذي نفذتموه فقط على الورق، وكنت أتمنى أن تحافظوا على بعض نقاطكم البيضاء في هذه الفترة الانتقالية، وبدلا من الأصوات التي تتعالى في الميادين بسقوطكم، كنتم ستجدون أخرى تنادي بضرورة تكريمكم، فأي الموقفين أفضل؟!
والرابعة للتيارات العلمانية واليسارية والليبرالية: لن يغفر لكم التاريخ هذا الانحياز السافر ضد الديمقراطية، ولن يسامحكم الشعب المصري وأنتم تخذلونه في أهم وأخطر مراحل ثورته، وبأيديكم سوف تحصدون ما تزرعون مرا وعلقما، من انحياز ودعم لكل صور الانقلاب على الديمقراطية وأهداف الثورة، والوقوف بوضوح مع الحكم العسكري، لقد أدرك الشعب الواعي أنكم لا تمثلون إلا أنفسكم، ولا تعبرون عن آمال وطوحات المصريين الأحرار وانكشفت الكثير من سوءاتكم.
والخامسة للزملاء العاملين في وسائل الإعلام: إن الصحفي أو الإعلامي الذي يمارس مهنته بلا ضمير وطني، وبلا قيم ومعايير وثوابت من الأخلاق والدين، أخطر على الوطن من آلاف الفاسدين واللصوص وقطاع الطرق، فاللص يسرق ويبقى تأثيره محدودا في المكان والزمان، أما الإعلامي الذي باع شرفه وقتل ضميره، وخان ميثاق الشرف الصحفي الذي أقسم على احترامه لعرض زائل من الدنيا، فيضلل الأمة ويزيف حاضرها ومستقبلها فإنه أكثر خطورة وأعظم ضررا.
والرسالة السادسة إلى شعب مصر العظيم وشبابه بصفة خاصة: لقد أحيت فينا ثورة 25 يناير الشعور بضرورة وحدة الهدف وتلاحم الصفوف ورفض الخنوع والانكسار، ومنحتنا قوة نفسية ومعنوية هائلة ترفض الظلم والاستبداد والفساد، وتبذل الأرواح طواعية من أجل الحرية والكرامة والعدالة، ومهما كانت العقبات والصعاب ومن يقف وراءها، فهي مرحلة سوف تمر سريعا بإذن الله ولكن علينا أن نزيد من قوتنا، بالمزيد من وحدة الصف وطول النفس.
وأخيرا: لقد نجح صمود وإيمان هذا الشعب، في إجهاض الكثير من المؤامرات والمكائد، وسوف تسطع شمس الحرية في ربوع الأمة رغم كيد الشياطين.