حديث الغيب
ناديا مظفر سلطان
لأيام خلت اتصلت بي إحداهن من سوريا ، وحدثتني عن صديقة لها بعيدة كل البعد عن عالم الأدب والأدباء ، قالت أنها رأتني في المنام وأنا أكتب ....فتقول لي "ما شاء الله ما أْجمل خطك!!! وما أْبدعه!!!!. من علمك هذا الخط الجميل ؟، فأجيبها :لقد تعلمته من الشيخ "سرور العيسى".
والحقيقة أنني لا أعلم من هو هذا الشيخ ولم أسمع به قط في حياتي ، ولكن صديقتي التي هتفت لي ، قالت أنه أحد الصالحين من أهل العلم والتقوى.
فحدثت نفسي أن ما أكتبه عن الثورة ، قد يكون فيه الرضى من الله ، والفائدة لمسيرة الثورة ...والله أعلم.
ولعل حديث الغيب ، يمكن أن يكون غريبا ومستهجنا على مائدة الحوار السياسي حيث المفردة الأولى في الحوار هي المصالح المادية والأسلوب المعتمد في التعامل هو الزئبقية ...ولكن الحقيقة التي لا يمكن أن تخفى على أحد أن هتاف الشارع منذ قيام الثورة وحتى الساعة لم يكن إلا "حديث غيب".
واثقون بنصر الله ، الله أكبر ، الله معنا ، أتى أمر الله فلا تستعجلوه.، نصر من الله وفتح قريب، إن تنصروا الله ينصركم. تلك هي تسميات أيام الجمعة على مدى ستة عشر شهرا من عمر الثورة ...
فهل يعقل أن تجري عربة الثورة بوقود الإيمان في ساح المعركة ، بينما حديث المعارضة ينتظر دفشة من الدب الروسي الذي أنشب مخالبه في أعناق ركابها ؟؟؟أي تناقض !؟
هل يعقل أن يتوكل الثوار على الله في القتال ،بينما يتوكل "بعض "أعضاء مجلس المعارضة على تعاليم لينين وستالين .. أي تناقض!
الدب الروسي ذاته عاد يرتاد الكنيسة في الآحاد ونبذ هذه التعاليم البائدة ، فهل يعقل أن لايزال البعض يحفظ تعاليما بهتت في أقبية التاريخ؟؟؟؟
هوة عميقة هائلة الاتساع بين حديث الشارع المفعم بالإيمان بالغيب ، وبين حديث المعارضة التي هرعت لروسيا فكانت كالشاة التي ذهبت تبحث عن قرنين فرجعت بلا أذنين!!!
فهل من مالئ لهذه الحفرة ؟
هل من أياد تعيد من جديد بناء سوريا المتصدع في ظل وثنية ،و إلحاد مقنع مع شعار "إلى الأبد مع آل الأسد"؟؟؟
سوريا اليوم يعاد رسمها من جديد على صفحات التاريخ بقطع فسيفسائية ،وبأيدي مسلمة ومسيحية ، ولا أعتقد أنها تتسع بعد
لأي مشاركة علمانية بعد اليوم.
شعار "الله أكبر "رفعه الثوار منذ ولادة الثورة فبات النصر قاب قوسين أو أدنى ، وفوز الحوار السياسي لن يتم إلا ب" بسم الله"
فمن يرفع في سوريا شعار الدين ؟؟؟ دين دون إكراه .* لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي *(2،256)
بالأمس هتفت لي صديقتي أيضا ، فقالت لي أن المرأة ذاتها قد حدثتها أنها رأتني في المنام للمرة الثانية وأنا أستعد للذهاب للحج وأقول لها إنني ذاهبة إلى حلب لأن الكعبة هناك!!
فهل تراها حلب ستقصم ظهر... الأسد!؟
إنه حديث الغيب - أزجيه إليكم أيها الثوار - لعل فيه شيئا من فائدة.