تفجير مقر الأمن القومي وصواريخ النجدة
أبو طلحة الحولي
قال تعالى :{ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس } ( آل عمران : 140(
الله أكبر والعزة لله ..
لقد ذكرت في مقال سابق ( مجزرة الحولة وانهيار النظام ) أن مجزرة الحولة هي نقطة فاصلة للثورة السورية ، وبداية جديدة في صناعة المستقبل للثورة السورية ،
وهي دعوة لمرافقي المسئولين والحراس والطباخين والسائقين أن يعودوا الى آدميتهم وإنسانيتهم فيكون لهم دورا فعالا في القضاء على الديدان والوحوش المفترسة والكلاب المسعورة ..
ودعوة للعمل " ولو بشق تمرة " دون السؤال عن النتيجة .."
فجاء هذا العمل البطولي الرائع ، وسواء كان الفاعل حارسا أم طباخا أم سائقا أم مرافقا فهذا أمر لا يهم ، بل المهم هو عودة الإنسان إلى إنسانيته ، وعودة الإنسان إلى حريته وكرامته ، لا يستذل لأحد أو يستعبده احد بمنصبه أو مكانته أو ماله ، انه حر ، ويمارس حريته ..
انه عمل بطولي ، استقبلته الثورة بفرح ، وسرور بدون شماتة ، فهذا جزاء القاتل " بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين " إنها عدالة السماء تنفذ على الأرض ..
واستقبله النظام بكل رعب وخوف وهلع وهكذا تتم صناعة الرعب ، للنظام وشبيحته ..
استقبله برعب فراح يقصف هنا وهناك عشوائيا ، يدور كما يدور الحمار في الرحى ..
واستقبله الغرب بكل رعب وخوف لا يقل عن خوف ورعب النظام الوحشي ، فراح يحذر من الأسلحة الكيماوية ، وفي الحقيقة أنه تحذير من الجيش الحر ، ومن قوته ومن عملياته النوعية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من القصر الرئاسي .
واستقبله الغرب بكل دهشة واستغراب ومكر وخداع فراح يتحدث عن العنف والإرهاب وانتشار الحرب خارج سوريا ، والحل السلمي وأن الموقف مناسب جدا لتسليم السلطة لنائبه !!!
فوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يتبجح علنا أن الهجوم الذي وقع يعزز الحاجة إلى إجراء حاسم في مجلس الأمن الدولي .
بينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين أن الأنباء التي يبثها التلفزيون الرسمي في سوريا عن الهجوم المميت على وزير الدفاع السوري داود راجحة يظهر أنه حان وقت تبني القرار المرتقب من مجلس الأمن
كما دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله على لسان متحدثه اليوم إنه يتعين محاولة فعل كافة الأمور لكسر وتيرة العنف في سوريا ، ودعا فيسترفيله مجددا إلى إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا، وقال " يتعين علينا التصدي للانتهاكات أيضا من خلال عقوبات المجتمع الدولي"
وقد عبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن قلق الإدارة الأميركية إزاء ما يحدث في سوريا ، معتبرا أن " الوضع في سوريا يخرج عن السيطرة بسرعة"
إنهم أعداء لا يختلفون عن النظام الوحشي إلا أنهم دبلوماسيون في حربهم ضد الثورة بشكل عام ، وضد الجيش الحر بشكل خاص .
سنة وبضعة أشهر وهم يراوغون ويتفرجون على دماء الشهداء والجرحى ، ويكتبون أعداد المعتقلين ، ويتسلون بأعداد المغتصبات ، وسماع قصصهم ، ولا يتحركون ولا يصرخون لنجدة الشعب السوري ، ولكن عند التخلص من القتلة السفاحين يتألمون ويخافون ويصرخون في وجه مجلس الأمن الحل السريع والحاسم ويطلقون الصواريخ الكلامية والمكوكية لنجدة النظام الوحشي قبل أن يأخذ الجيش الحر زمام الأمور !!
إن هذا العمل البطولي يدق ناقوس الخطر بالنسبة لهم ، فالجيش الحر يقض مضاجعهم ببطولاته ، وبعملياته النوعية ، ويفسد مخططاتهم ، وما اعتراف وزير الخارجية الأمريكية عن خروج الوضع في سوريا عن السيطرة إلا دليلا على كل هذا القتل في الشهور الماضية كان يحدث تحت سيطرتهم وإشرافهم ، وما النظام إلا لعبة في أيديهم ـ قادرين على تغييرها ولكنهم ينتظرون البديل .. وما صرخاتهم لإجراء حاسم في مجلس الأمن إلا لقطع الطريق ـ حسب زعمهم ـ على الجيش الحر ومن ورائه الثوار السلميين أن يسقط النظام ..
ولذا على المجلس الوطني أن ينتبه إلى أبعاد هذه المخاوف التي يبديها الغرب في تعامله الأحداث الجارية في سوريا، فعليه الاستزادة في دعم الجيش الحر ، فالجيش الحر بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي والسياسي ، بحاجة إلى حماية ظهره ، وكان على المجلس الوطني أن يرد على هذه المخاوف الوهمية لدى الغرب فور صدورها..
إن هذا العمل البطولي يبشر بالخير ، وسوف تتوالى البشائر بإذن الله في شهر رمضان المبارك ، فتكون نهاية النظام وسقوطه في هذا الشهر العظيم ، شهر النصر والعزة والتمكين ..
وسوف تتوالى أعمال الجنود الأخفياء " وما يعلم جنود ربك إلا هو " وقد يكون الجندي القادم ابن أو زوجة أو حارس أو مرافق أو صديق فيقضي على الوحش وعلى أعوانه المقربين ...
فيا أيها المسئول القاتل انتبه إلى حرسك إلى طباخيك إلى مرافقيك إلى أبناءك إلى زوجتك إلى أصدقائك .. انتبه فدورك قادم ربما اليوم وربما الليلة وربما غدا ، فقف مكانك فالموت يلاحقك ، فأين المهرب ؟
إن هذا العمل البطولي رسالة إلى الثوار بالانتباه من الخطر المحدق بالثورة القادم من خارجها .. ولذا عليهم الانسجام التام والتعاون كالبنيان " وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم " وعليهم الانتباه وعدم الانجرار في مفاوضات أو مبادرات مهترئة ، أو مجرد الاستماع إلى ما يقال في مجلس الأمن .
كما على الجيش الحر أن ينتبه إلى خطواته ، مستعينا بالكتمان ، محيطا نفسه بسياج الحذر ، مستمرا في عملياته النوعية ..
الله أكبر والعزة لله ، والنصر قريب .. فموتوا بغيظكم ومكركم وعداوتكم أيها الأعداء ، واستبشروا أيها الثوار .. أيها الأحرار .. أيها العالم الإنساني بالنصر والتمكين ..
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .