البيت المتعاون : من أجل زوج متعاون
البيت المتعاون : من أجل زوج متعاون
د. جمال سعد حسن ماضي
مقدمة مهمة :
بعيداً عن العادات التي تقدمت عن الدين لدي الكثير من البيوت ، نحاول أن نصل إلى حقائق فطرية ، بين أفراد الأسرة الزوجين والأبناء ، حتي لا نقع في فخ المزج بين عادات وأعراف وتقاليد ألفناها وبين مبادئ وتعاليم الدين، وتكون نتيجة ذلك تشوه شديد في نمط حياتنا الأسرية ، التي هي أصل الانطلاق السعيد في الدنيا والآخرة .
ومن أهم القضايا المطروحة في هذا المضمار : قضية التعاون الأسري ، في تحمل أعباء المشاركة المنزلية وتربية الأبناء وتحمل المسئولية ، فكثيراً ما تردد الزوجات : زوجي غير متعاون ، بل وتصرخ بعض الأمهات من أبنائها الذكور والإناث معاً ، سواء في نظافة البيت وترتيبه ، أو في المأكل والمشرب ، أو في الهدوء والراحة .
ومع إن الكثير من الأمهات يتفقن على أنهن في حاجة إلى التشجيع والتحفيز.. خاصة مع تعقد الحياة اليوم فقد تغيرت أهمية الأعمال المنزلية بفعل تطور الأجهزة المنزلية واستخدام الكهرباء وآليات التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الرفاهية المستعملة في الغسيل والتنظيف الطبخ في الوقت الراهن، كما أن تربية الأطفال ورعايتهم أصبح لها متطلبات أكثر تعقيدا عن ذي قبل من حيث أساليب الثقافة والوعي والتعليم في العملية التربوية مرورا بالتغذية الصحية والرعاية وغير ذلك "
ولا ننسي حجم المشكلات الزوجية والاجتماعية..لعدم وجود الزوج المتعاون الذي يساعد زوجته ويعينها، نتيجة لعدم وضوح الأدوار وتوزيع المسؤوليات التي يقوم بها الزوجين وبالتالي عدم تكافؤ المشاركة والتعاون في الأمور المالية والمنزلية ورعاية الأطفال .
أما إذا كانت الزوجة بجوار ماسبق من العاملات ، فقد اتفق الخبراء أن النجاح المرجو في أمرين :
1 – زوج واع ومتفاهم إلى أقصى حد، إذ يرحب بخروج زوجته للعمل، ويشجعها عليه، والزوج هنا هو بمثابة سر النجاح
2 – التوازن بين البيت والعمل من الزوجة العاملة بحيث لا يشعر الزوج باضطراب أو خلل في البيت، أو في حياة الأولاد .
قد أجريت عدة دراسات عن واقع حياة النساء العاملات وموقف أزواجهن من عملهن، منها دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية حول هذا الموضوع أظهرت أن الحياة التي تعيشها المرأة العاملة بين عملها وبيتها جعلتها ذات طبيعة مختلفة وصلبة، حيث تتحمل جميع مسؤوليات المنزل والزوج والأطفال، ولا تتذمر أو تشكو، وفي الوقت ذاته تستطيع ضبط مطالبها؛ لأنها تعرف قيمة النقود والمشقة التي تتحملها في الحصول عليها.
من أجل زوج متعاون :
أولاً : المعنى
1 - كثيراً ما نسمع هذه الشكوى من الزوجات ، فهل فعلاً كل الأزواج في هذه الآونة غير متعاونين مع زوجاتهم ؟ .
2 - يساعد الزوج زوجته عند تعبها أو ضعفها أو كثرة الأعمال عليها بحيث لا تستطيع أن تقوم وحدها بهذا الأمر ، خاصة عند كثرة الأولاد وكثرة حاجات البيت ، فعلى الزوج عندئذ أن يساعد زوجته .
3 – على الزوج ألا يطلب منها إنجاز ما فوق طاقتها ثم يلومها بعد ذلك إن قصرت في خدمته ، فالأصل عدم تكلفة المرأة مالا تطيق ، فإن كلفها مالا تطيق فلابد أن يعاونها ..
4 - ولكن على الزوجة ألا تجعل من هذا الأمر – أي عدم معاونة الزوج إياها في أعمال المنزل - مشكلة وتختلف معه أو تنغص عليه حياته .
ثانياً : آثار الزوج غير المتعاون
1 - تشترك معظم الزوجات في مأساة واحدة ألا وهي إلقاء الأعباء المنزلية بكاملها على عاتقها ، ويعتبرها الرجال أمر نسائي بحت .
2 - حتى الزوج المتفاهم نادراً ما يساعد زوجته وإذا حدث ذلك يقوم به فى الخفاء خوفاً من سخرية الأصدقاء ونظرة المجتمع .
3 - وبالرغم من أن سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم أفضل مثل يضرب في تعاونه مع زوجاته وأهل بيته إلا أن مازال هناك رجال متكبرين يرفضون حتى الفكرة .
4 – هذه الصور تزعج النساء ، وتلقي بظلالها على العلاقة الزوجية ، بالحسرة والندم ، وخاصة عند المقارنة بغيره من المتعاونين .
5 – تنغص على بعض الزوجات حياتهن ، خاصة إذا وادت عن حدها ، مثل : من يقوم بازعاج زوجته أثناء نومها من أجل وجبة أو كوب ساخن من الشاى وخاصة فى وقت راحتها دون مراعاة اى نوع من أنواع الذوق أو المشاركة.
6 - لاشك أن سلبية الرجال ظاهرة عالمية ، ولكن استطاعت بعض الدول حلها قانونياً ففي إسبانيا يواجه الرجال إجراءات قانونية مشدده لإجبارهم على المشاركة في الأعمال المنزلية، إذ أقر البرلمان الإسباني صيغة لعقد الزواج تكلف الرجال بقسط من الأعمال المنزلية بالإضافة إلى العناية بالأطفال والمسنين من أفراد العائلة، وذلك تفعيلا لدور الرجل في حياة الأسرة.
ثالثاً : خطوات عملية من أجل زوج متعاون :
1 - قاومي شعورك بالرغبة في توبيخ زوجك على عيوبه. على سبيل المثال، إذا كنت تنزعجين من عادة تركه للأطباق المتسخة على طاولة القهوة تأكدي من أن تمدحيه عندما يقوم بوضعها في غسالة الأطباق.
2 - اعلمي زوجك إذا كنت تشعرين بالضيق. إذا كنت تشعرين بالانزعاج من كسله في عدم مساعدتك في العناية بالأطفال، تحدثي معه : إغلاق الأبواب بقوة، أو التمتمة أو المعالجة الصامتة ستوصل الرسالة لزوجك بأنك غاضبة فقط ؛ لكنه لن يعرف لماذا بالضبط.
3 - اشرحي لزوجك كم تؤثّر أخطائه على زواجكما. إذا كان إهماله بالمال يجعل الديون تتراكم عليكما ، أو إذا كان ذلك يؤثر سلبيا على تقييم أهليتكما البنكية، تحدثي معه حول طرق علاج مشكلة التمويل. بدلا من أن تعاقبيه على أخطائه، ركزي على الإيجابيات التي يتحلى بها.
4 - لا تقللي من طريقة تربيته للأطفال. إذا كنت وزوجك لا تتفقان على أفضل طريقة لتربية أطفالك، أجلسا معا وناقشا الطرق المتشابهة والمختلفة في أسلوب التربية، وكيف يمكن أن توظفا هذه الطرق لمصلحة الأطفال.
5 - حتى يشعر الزوج بدوره الأكمل في العائلة يجب أن يشعر بأنه طرف في الزواج، إذا كنت تقومين بإبعاده عن تربية الأطفال ورعايتهم فلن يستطيع أن يتعاون معك. تقربي من زوجك ودعيه يعرف بأن الأطفال والبيت مسئوليتكما معا.
خطة نسائية مجربة :
لتشجيع زوجك علي مساعدتك وتحمل المسئوليات تجاه منزله هذه خطة نسائية مجربة :
* توقفي عن التقاط الأشياء خلف زوجك ، فبعد أن يمضي أسبوعًا وهو يدوس على جواربه المتسخة وملابسه المبعثرة هنا وهناك سيدرك أنها ستبقى في مكانها إلى أن يقوم بالتقاطها بنفسه.
* دعيه يعرف ما هو مطلوب منه بالتحديد ، فالرجال لا يعرفون دوماً ما ينبغي فعله ، إذ يجب عليك ذكر ما يتوجب عليه القيام به فلا يكفي أن تطلبي منه ترتيب الصالة ، بل يجب أن تحددي له الخطوات المطلوب منه اتباعها لتحقيق ذلك. وإلا فإنه سيكتفي بترتيب الأثاث تاركاً المكان مغبراً.
* امتدحيه عندما يؤدي المهمة بشكل جيد فإذا ما أدى مثلاً أربعة أعمال منزلية جيدًا وأخطأ في الخامس مثلاً لا تنتقديه ، ولكن أخبريه أنه أجاد غسل الصحون وتحضير الطعام مثلاً ، واغفري له مزجه بين الغسيل الأبيض والملون.
* لا تلحي في تذكيره بالمهام المطلوبة ، فمخ الرجل متوجه بطبيعته نحو العمل وإذا قال بأنه سيصلح خيوط الستائر يوم الجمعة لا تبدئي بالإلحاح عليه لو لم يفعل ذلك يوم الخميس ، فأغلب الاحتمال أنه سيفي بوعده.
* اشكريه بطريقة رومانسية ؛ فالرجال يستمتعون عادة برؤية زوجاتهم سعيدات ، ولذلك لا تكوني بخيلة في إبداء علامات الرضا والسعادة حينما يبذل زوجك جهداً أكبر في مساعدتك في أعباء المنزل .