إذا خفتَ لا تَقُلْ .. وإذا قلتَ لا تخَف
إذا خفتَ لا تَقُلْ .. وإذا قلتَ لا تخَف
محمد أبو النصر صبحي
إن سمات وملامح الشباب الذين هم يثورون لهدم النظام الفاسد ليسوا معنين بإسقاط الدوله ، وشأنهم في هذا كشأن كثيرين ، فرسالتهم ليست في أن يزيدوا المعرفة معرفة بل في مسار تغيرها ، فهم يؤمنون بأنهم لم ولن يصنعوا حياة جديدة بل يكفيهم أن يضيفوا إليها ، ولكن لو قرأنا مشهد حالنا وهو خفىّ على قوم برّاق لدى آخرين ، ودفاترنا المصريه مليئة بشخصيات من شأنها أن تبتر أحلام الشباب وتزيد الحالم منهم سفاهة فعندما نتحدث عن بيئةٍ يقود فيه الجاهل من يحتاج إلى معرفة ، فأنّ لنا أن نتصور مصيرنا ؟!! وغراب ساق بعشيرته طريقا ليمررهم على جيف الكلاب ، ومنهم من يتغنى على نفسه تارة وعلى الناس تارة أخرى ونسى أنه من ذوي المشافر المشقوقة و الأصابع المضمومه فيستبيح بذلك آذان الناس باسم الفنون الجميلة والعظيمة ويدعي أنه لاعمل له سوى الغناء وهو لايحسن الغناء ، وآخر ينتابه الشك في كل لحظة وأخرى فهى هدف للحيرة وبها يتزعزع أركان الفكر كله وتغير معالمه وسط دروب المعرفه فيلتبس عليه معرفة الخير من الشر متذبذب الأمزجه أسير لغرائز الهوى المتناقضة لا يأمن من صاحبه إلا فكرة الموت ، وهناك من يعاني من حب الذات فينصب نفسه صنما للعبادة ، وحراك النفس بداخله هى التي تجسد ملامح وجهه فلا تيأس عندما تجده بين نضرة الشباب والصبا وغضون الشيخوخه وحاله في هذا حال كثير من المخلوقات .
لعلك أيها القارىء العزيز قد تشاركني الرأي في أن تعبيرنا عن مكنوننا الداخلي لخلجات النفس الملتهبة بمشاعر الغضب والظلم تجاه الرعاء لن يضر بنا فالكلاب ومن على شاكلتهم من الحيوانات هم الذين يعجزون فقط عن التحدث وعن التلفظ بأية حرف ؛ زعما منهم أن صمتهم هو الذي يجعل سيدهم يقدم لها الطعام فلماذا يعبروا عن ظمآهم أوحتى جوعهم ، فهو لايبخل عليهم بشيء ، ولكنهم نسوا أن سيدهم يعاملهم على أنهم كلاب !!!!! اشترى وأمر وضرب ومنع وحبس وباع و....!!!!! وقد قيل لأحدهم كيف تكون جهنم ؟ فقال مكان لا رجاء فيه وقد صدق في قوله ، فهيهات ثم هيهات بين الكلام والصمت .
أيها القارىء العزيز إن الباطل هو أهل للهزيمه ولاريب في هذا ، لكنه مع هذا يبحث عمن هو أهل للانتصار عليه ويشتاق إلى معرفته فلا يجده إلا في الأساطير لكن بعد ثورة 25 يناير أظن أن الباطل ومن يرافقه قد أدركوا تمام الإدراك ماكانوا يغفلونه ألا وهو الحق ومن يسعى لصنعه .
حفظ الله مصرنا الغاليه