محمد رسول الرحمة والإنسانية

هيئة علماء المسلمين في لبنان

وسط الأحداث الأليمة المستجدة والمتسارعة في لبنان والمحيط،  ومع استمرار سياسة الاستضعاف التي تطال المسلمين في كل مكان، وتآمر قوى الشر عليهم وتسليط سيف الظلم على شبابهم ورجالهم، فإنّ هيئة علماء المسلمين في لبنان:

١- تؤكّد رفضها لدعوى حرية الرأي كذريعة لتبرير تهجّم الصحيفة الفرنسية وغيرها من المجلات الأوروبية على الأديان عمومًا وعلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم خصوصًا الذي أرسل رحمة للعالمين، قال الله تعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"؛ وتضمّ صوتها إلى صوت الكثيرين حول العالم الذين دعوا إلى الفصل بين الإساءة الشخصية من جهة  وحرية الرأي من جهة أخرى، وتتمنى على سماحة مفتي الجمهورية تقديم اعتراض رسمي باسم المسلمين في لبنان إلى السفارة الفرنسية.

٢-  تدعو الدولة الفرنسية والاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية العالمية إلى استصدار قانون يجرّم الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية، مع العلم أن لجنة الفتوى في الهيئة ستصدر فتوى شرعية تتناول فيها حكم تأييد المعتدين على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

٣- تدعو المسلمين إلى العودة إلى الالتزام بالدين الكامل وإلى التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى التخلق بأخلاقه كأفضل رد على الإساءات والعمل على نشرها وإظهار المحبة بالاقتداء لا بالادعاء فقد قال الله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله".  

٤- تستنكر ما حصل في سجن رومية من اعتداء على سجناء عُزّل وضربهم ضربًا مبرحًا نتيجة وشاية كاذبة تبيّن أن لا أساس لها من الصحة، كما ترفض إهانة المعتقدات عبر شتم الذات الإلهية والأنبياء والصحابة وإهانة الكرامات عبر تجريد المساجين من ثيابهم وتركهم لأكثر من ليلة على هذه الحالة.

٥- تدعو القضاء إلى محاسبة المتجاوزين، وتحميل المسؤولية لمن أصدر الأوامر لمثل هذه الممارسات الوحشية، وتطالب المنظمات الإنسانية والحقوقية للكشف السريع عمّا حصل وإظهاره للرأي العام.

كما تصرّ على إقفال هذا الملف بشكل نهائي من خلال محاكمات عادلة سريعة وشفافة، فقد قال الله تعالى: "إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".

٦-  تتمسّك في حق وواجب نصرة الشعب السوري المقهور فقد قال تعالى:" وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"، وتعتبر أن الإساءة الى الهيئة والنيل من علمائها محاولة لكم  أفواه الأحرار ولمنعهم من نصرة المظلوم؛ وتعتبر هذا الفعل محاولة للعب بالنار وإيقاظاً للفتنة الداخلية من جهة وظلماً لهيئة نذر علماؤها أنفسهم للدفاع عن المظلومين وحماية السلم الأهلي والمحافظة على الوطن من جهة أخرى. 

       والله ولي التوفيق

  هيئة علماء المسلمين في لبنان

بيروت في ٢٠١٥/١/١٦

           ١٤٣٦/٣/٢٤