يا أبطال الشام!
يا أبطال الشام!
محسن عثماني الندوي - حيدراباد - الهند
عميد ورئيس قسم اللغة العربية (سابقا)
يا أبطال شعب الشام وأشبال دين الإسلام وحماة الثغور وذادة المعاقل والحصون وأنصار الغيرة والحمية ومحافظي الكرامة والحرية ‘صبرا قليلا على سكرات الموت ‘سوف تلمح نجمة النصرعما قريب وسوف يلمع نورالفتح في بضعة أسابيع من الزمان والأمر بين أصابع الرحمان. إن الله وعدكم النصروأنتم وعدتموه الصبر فأنجزوا وعدكم ينجز الله لكم وعده.
أيها الأبطال ‘لا تظنوا بالله الظنون و الانتصارهو من غير طريق الفرار وإنما هو بالثبات ورباط الجأش فإن فررتم لأضعتم الشرف وخذلتم المجد وزمام الحكم.
أيها ألإخوة! أنتم لا تقاتلون النظام السوري الباسل بل تقاتلون النظام القاتل الفاشل ولا تقاتلون رجالا أشداء بل تقاتلون رجالا جبناء لا يتجرءون لحد الآن أن يدخلوا أزقتكم وشوارعكم في كثير من مدنكم وهم يقذفون القنابل من سمائكم ويقصفون من الدبابات والمدرعات قصفا من حقولكم ومزارعكم .
(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثار ا في الارض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق).
ايها الأبطال أنتم لا تقاتلون رجالا شجعانا بل تقاتلون أشباحا ورجال شبيحة لابسين الأقنعة على وجوهم خوفا من أن يعرفوا ويؤخذوا في المستقبل يلوذون في مخابئهم ولا يأتون في قارعة الطريق ورائعة النهارهم كلاب فخذوا هم حيث وجدتموهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم واطلبوهم بكل سبيل وفوق كل أرض واقعدوا لهم كل مرصد وتحت كل سماء وأزعجوهم حتى عن طعامهم وشرابهم ويقظهم ومنامهم فما أعذب الموت في سبيل تنغيص الظالمين الذين قتلوا اطفالكم و بقروا أبطان نساءكم وأخذوا بلحى شيوخكم الاجلاء فساقوهم إلى حفائر الموت سوقا فماذا تنتظرون بأنفسكم؟
يا رجال ويا أبطال ! إن هذه قطرات الدماء التي تسيل من أجسامكم ستستحيل إلى شهب نارية حمراء تهوي فوق رؤوس أعدائكم فتحرقهم وإن هذه الأنات المتصاعدة من صدوركم ليست إلا أنفاس الدماء المتصاعدة إلى السماء أن يأخذ لكم بحقكم وينصركم على عدوكم والله سميع الدعاء.
العالم كله يعرف ان الجيش السوري النظامي ينتهك حرمة أرضكم ودياركم ورجالهم يطئون بأقدامهم وأحذيتهم المدنسة والنجسة مساجدكم ومعابدكم ويمزقون الصحف المقدسة ويهدمون بالمدفعيات منارات عالية شامخة من مساجدكم في أحيائكم و يقودونكم إلى مواقف الذل والهوان .إني قد رأيت بأم عيني اقلام فيديو عن مجازر سوريا فهناك تنوح النائحات وتبكي الباكيات الثكلى على فلذات أكبادهن وتطير النفوس وتصعق القلوب وتدوي المنازل والدور بالنحيب والعويل رآيت أرملة تعدو هائمة في الطرق والمذاهب تسائل الغادين والرائحين ما فعل الوحوش بولدها أو زوجها او شقيقها رآيت الشيوخ الكبار والاطفال الصغار والعاجزين والضعفاء لائذين بالتلال والآكام يحاولون أن يتقوا بها صواعق الحرب ووويلاتها فلا تقيهم فيسقط كل منهم صريعا إني رأيت الناس يستغيثون فلا يجدون مغيثا ويستصرخون فلا يجدون مجيبا وقد تقطعت بهم الأسباب وأعوزتهم الوسائل فلا يبقي لهم منها إلا سبيل الموت وفي الموت راحة البائسين والمنكوبين من شقاء الحياة. فافتدوا بأنفسكم من هذا المصير المهين بجولة تجولونها وبحملة تحملونها في سبيل الله فموتوا لتعيشوا فو الله ما مات كريم ولا عاش ذليل. إن المستميت لا يموت والمستقتل لا يقتل فإن كنتم لابد تطلبون الحياة فانتزعوها من بين براثن الموت. واحفروا يا أبطال الشام بسيوفكم ورماحكم قبورا وحفرا فالقبر الذي يحفر بالسيف والسلاح لا يكون حفرة من حفر النار.
إن كتاب التاريخ قد علقوا أقلامهم بين أناملهم ووضعوا صحائفهم بين أيديهم وهم ينتظرون ماذا تصنعون من التاريخ ماذا تملون عليهم من حسنات وسيئات فأملوا عليهم من أعمالكم ما يترك في نفوسهم مثل تلك الأعمال الجليلة التي سجلها التاريخ لأولائك الأبطال العظام الذين أنجبتهم أرضكم .فهذا سيف الله خالد بن وليد الذي تبسم في وجه الموت وسخر بالمخاوف ورمي بنفسه في كل معركة ظن فيها لشهادة فخرج منها ظافرا منتصرا وهو ذلك البطل الذي استهان بحياته فعزت وهانت نفسه عليه فكرمت هوالذي أذاق بلادكم يا أبطال الشام لذة الإيمان والعدل والرحمة والمساواة ولا يزال ضريحه في حمص رمز قوة الإسلام ومفخرة الشام . وسجل تاريخكم من الأسماء اللا معة أسم أمين الأمة ابوعبيده بن جراح القائد الذي جمع بين الشجاعة و الرحمة والبطولة والحكمة والسياسة والدين والشدة واللين . وفي حجرأرضكم يا ابطال الشام يرقد ذلك الآسد الذي ملأ الفضاء بزئيره وخلع قلب الغرب بشجاعته واجلب عليه بخيله ورجله فناهضه وحده وكسره في حطين كسرة شنيعة لم يقم بعدها وتعرفونه باسم صلاح الدين الأيوبي. ولعلكم تتذكرون يا أبطال الشام أن قادتكم العظماء فتحوا البلاد ونشروا الدين في العباد كذلك فعل محمد بن قاسم في الهند وطارق بن زياد في الأندلس وموسى بن نصير في المغرب وهؤلاء الفاتحون كلهم تحركوا من أرضكم وفتحوا البلاد و خضعوا العباد لحياة كريمة شريفة فاعتمدوا آيها الأبطال على قوتكم ومعنوياتكم و استلهموا من تاريخكم الو ضاء المشرق في مقاومتكم ضد النظام القاتل الفاشل والفاسد والمفسد.
يا أبطال الشام ! أنصتوا إلي قول رسو الله صلى الله عليه وسلم (ليس شيئي أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الاثران: فأثر في سبيل الله تعالي وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى.)
واستمعوا ألى هذا الحديث النبوي (ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي اللون لون الدم والريح ريح المسك).
أيها الأبطال والأسود والأشبال! إن جميع أسلافكم من دينكم وتاريخكم وإن أبطالكم المشهورين‘خالدا وعليا وحمزة والزبير وسعدا وابا عبيده وطارق بن زياد وعقبة بن نافع وجميع حماة الإسلام وذادته من السابقين الاولين والمجاهدين الصابرين يشرفون عليكم اليوم من علياء السماء لينظروا ماذا تصنعون بميراثهم الذي تركوه في أيديكم فامضوا في جهادكم ولاتسلموا أعناقكم إلى أعدائكم وما النصر إلا من عند الله ‘ونصر من الله وفتح قريب.
أنا أعرف ايها ألا بطال وأعترف ببالغ الحزن إن العالم العربي والإسلامي المجاور قد خذلكم مع أن الشريعة الإسلامية تفرض مساعدتكم والوقوف بجانبكم والمشاركة في جهادكم وأعرف آيها الأبطال أن هناك رجالا يوجد فيهم النفاق فيعملون لصالح بشارالجزاروهم في إيران ولبنان والعراق وحتى في الهند والسفارات السورية في مختلف الدول ترسل هؤلاء المنافقين إلي سوريا وهم يعودون ثم يدلون ببيانات مدلسة في صالح النظام ولا يعرفون إن الشعب السوري قد أزمع على إسقاط النظام و قد وصل قاب قوسين أو أدني من الهدف المنشود والمطلوب المقصود فلا تيئسوا يا أبطال الشام ولا تقنطوا من روح الله.
وسيكون مصير بشار مثل مصير الرؤساء المخلوعين او المقتولين وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وإذا هلك كسري فلا كسري بعده ‘ حالفكم النصر والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله.