في عيد الشغل أول مايو2012، هل يتغير الحال في سوريا؟

في عيد الشغل أول مايو2012،

هل يتغير الحال في سوريا؟

رضا سالم الصامت

تاريخ أول مايو من كل عام هو عيد لكل الشغالين بالفكر و الساعد، و إذا ما نظرنا إلى الوراء فان هذه المناسبة  تذكرنا بتعرض عدد من العمال في أغلب الحضارات القديمة إلى انتهاكات حرمتهم من نيل حقوقهم و حتى أجرتهم ، فكانوا يستغلونهم في أعمال قاسية و شاقّة دون تأمين مستلزمات راحتهم الحياتية، و يُجبرون على العمل في المناجم وتعبيد الطرق وبناء القصور والأسوار و الخنادق .. وغيرها. فاضطر عدد منهم إلى تأسيس منظمات تدافع عنهم و تطالب بتحسين ظروف العمل و تأمين العيش الكريم لهم حيث تمخض عن تلك المطالب ظهور هيئات نقابية عمالية

ففي سنة 1869 تأسست في أمريكا منظمة نقابية تدافع عن العمال و تسعى إلى تحسين ظروفهم العمالية و تخفيض ساعات العمل و نجحت في تكوين هيئة للعمال عام 1886 تبنت الدعوة لاعتبار أول مايو أيار من ذلك العام عام إضراب عام و حصلت مظاهرات سميت ثورة عمال شيكاغو ضد ظلم الرأسمالية و الاحتكارية ،حيث حصلت مصادمات و مناوشات بين العمال و رجال الشرطة أدت إلى سقوط العديد من القتلى و ألقي القبض على عدد من القيادات و تمت محاكمتهم و أعدموا أربعة منهم

منذ ذلك التاريخ صار اليوم الأول من مايو ذكرى سنوية يُحتفل به في كل أنحاء العالم بهدف لفت الأنظار إلى دور العمال ومعاناتهم، والعمل على تأمين متطلبات عيش كريم لهم

بعد ربيع الثورات العربية و اندلاع ثورة تونس في 14 يناير 2011 و ثورة مصر  في 25 يناير 2011 و ثورة ليبيا و اليمن و الآن سوريا  فالشباب العربي الذي لديه ما شاء الله من الشهائد العليا التي تؤهله لإيجاد عمل  قد يفيد البلاد و العباد ، هؤلاء انتفضوا من اجل إيجاد عمل يحميهم و يحافظ على كرامتهم  و رغم نجاح هذه الثورات فان  البطالة ما تزال متفشية فهل يتغير الحال و نحن نحيي أول مايو هذا العام 2012 و يحصل هؤلاء الشباب على عمل أو وظيفة ؟

 إن الشباب لعب  دورا هاما من أجل البناء و التعمير و نشر العلم و المعرفة لكن فيهم من تعرّض إلى هضم حقوقهم و اطردوا و تم الاستغناء عنهم و مورست عليهم أنواع شتى من القهر والتعذيب و عملوا في ظروف غير ملائمة ، فهل يتغير الحال بعد ربيع الثورات العربية  ؟  هل يتغير الحال في تونس  التي صنع شبابها ثورة الكرامة و يجدون  وظائف ؟ و هل يتغير الحال في سوريا و تنجح الثورة و ينتهي نظام بشار و تعاد كرامة الشغالين و يلقى الشباب وظائف ؟