الأسرى .. والوقفات التضامنية
مصعب شنيورة
يَعِيْشُ الأسرى الفلسطينيون في سجونِ الاحتلالِ الصُّهْيونِيِّ أَقْسَى الأوقاتِ وأصعبَ اللحظاتِ ، خاصَّةً مع التضييقِ الصهيونيِّ المتزايدِ عليهِم يوماً بعدَ يوم ، ولَكِنْ في مقابلِ هذا التعذيبِ يزدادُ الأسرى صموداً وصبراً ، وقَدْ تَجَلَّى ذلكَ مُؤَخَّرَاً في خوضِهم الإضرابَ عنِ الطعامِ بشكلٍ واسعِ نفَّذهُ قرابةُ 4000 منَ الأسرى ، وقد صَاحَبَ هذهِ الإجراءات عددٌ من الفعالياتِ والأنشطةِ الشعبيةِ في محاولةٍ للعملِ على إحياءِ قضيةِ الأسرى وإيصالِ مُعاناتهم .
أيَّاً كانتْ هذه الفعالياتُ والوقفاتُ التضامنيةُ " الموسميةُ " ، فإنَّهَا ليست كافيةً – على الأقل – لأنْ تُكافئَ الأسرى بعضاً من صبرِهم وتضحياتِهم ، فكيفَ إذا ما قُورنت بالدورِ المطلوبِ منا تجاه الأسرى ، والمتمثلِ في إظهارِ حجمِ المعاناةِ ومقدارِ القسوةِ التي يعيشونها ؟..
إن الوسيلةَ الأنجعَ والتضامنَ الأجدى بأن نعايشَ ما يمُرونَ بهِ بشكلٍ مستمرٍ، فمرةٌ واحدةٌ أو اثنتان لا تكفيان ، بل من حق الأسرى وواجبنا ، أن نجعلَ هذه القضيةَ قضيةً رئيسيةً على رأس سلم الأولوياتِ لدى المسئولينَ قبل المواطنينَ ، خاصةً أننا في مثل هذه الفعاليات المؤقتةِ لم نلحظ أيَّ نشاطٍ كافٍ منَ الجهاتِ الرَّسميةِ ، وهي التي يقعُ على عاتقِها الدورُ الأبرزُ ، مهما كان حجمُ تأثيرِه ، فحتماً " الرَّصَاصَةُ التي لا تُصِيْبُ ، تُزْعِجْ "
هَذَا كلُّه يدفعُنَا إلى العملِ المتواصلِ والمستمرِّ على جميعِ المستوياتِ الرسميةِ وغيرِ الرسميةِ ، لإظهارِ القضيةِ في كافةِ المحافلِ وفي كلِّ الأوقات .
فمتَى سنرى القواتِ الصهيونيَّةَ ، تنزعجُ من الرسائلِ التضامنيَّةِ الفلسطينيةِ المكثفةِ مع الأسرى،مثلمَا تُزعجُها بطولاتُ الأسرى وتَحَدِّيَاتُهُمْ التي يقومونَ بها بأنفُسِهِمْ ؟!