ماجدة صنعت مجدها في الفضاء

كاظم فنجان الحمامي

ماجدة صنعت مجدها في الفضاء

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

من كان يصدق إن الفتاة السعودية (ماجدة أبو رأس) ستتسلق سلم المجد في علوم الفضاء, وتدخل وكالة (ناسا) من أوسع أبوابها ؟؟؟.

ومن كان يصدق إن المرأة التي حرمتها القوانين المحلية في بلدها من الحصول على إجازة قيادة السيارات ستحصل على رخصة للعمل في المحطة الكونية المركزية لقيادة المركبات الفضائية ؟؟. .

مما يبعث على الفخر والاعتزاز إن وكالة (ناسا) هي التي اختارتها لتكون ضمن أعضاء فريقها العلمي, وهي التي استدعتها وطلبت منها الانضمام لبرامجها الميدانية المستقبلية, لم تكن عند ماجدة أية (واسطة) مهدت لها الطريق على غرار السياقات الإدارية الشائعة في مؤسساتنا, ولم يقع عليها الاختيار من باب المجاملة لمجلس التعاون الخليجي, ولا من باب مناصرة المرأة العربية, بل جاء اختيارها لاعتبارات مهنية وفكرية وإبداعية تميزت بها ماجدة منذ تخرجها في جامعة (سري) البريطانية, ومنذ نيلها شهادة الدكتوراه في التقنيات الحيوية للملوثات الضارة بالبيئة, ثم شقت طريقها بكفاحها وصبرها ومثابرتها, لتقف بين القيادات التدريسية لجامعة الملك عبد العزيز بجدة, فسجلت اسمها في سجلات العلماء المتميزين في مجالات البيئة والإنسان والتنمية المستدامة, حتى صارت من أعضاء الفريق العلمي المكلف بتنفيذ سلسلة من برامج هذه الوكالة الدولية المعنية بعلوم الفضاء. .  

من المؤمل أن تنضم الدكتورة ماجدة إلى مسيرة الإبداع والتميز للمرأة العربية, وستواصل خطوات التحدي لتكسر القيود المفروضة على الأنشطة العلمية التي حاربها أصحاب العقول المعطلة من الرجال الذين آثروا السير في الاتجاه المعاكس.

المثير للدهشة إن المرأة السعودية سجلت هذا العام (2012) انتصارات مشهودة على صعيد الريادة النسائية في المجالات الإبداعية, تمثلت باختيار الدكتورة ماجدة للعمل مع وكالة (ناسا) للفضاء, واختيار السيدة (منى عابد خزندار) لإدارة معهد العالم العربي في باريس, وهي أول امرأة عربية وخليجية وسعودية تصل إلى هذا المركز المرموق عن طريق تصويت السفراء العرب في العاصمة الفرنسية.

من نافلة القول نذكر إن (منى) حاصلة على باقة من الشهادات العالية, منها شهادة الدبلوم بالدراسات التاريخية, والماجستير بالدراسات اللغوية من السوربون, وليسانس الفنون والآداب من الجامعة الامريكية في فرنسا, وتجيد التحدث بثلاث لغات: العربية والانجليزية والفرنسية, وتنحدر من أبويين لامعين في الميادين الأدبية والفكرية, فأبوها الأديب (عابد خزندار), وأمها الكاتبة (شمس خزندار). .

وقبل بضعة أيام حصلت الناشطة السعودية (سميرة بدوي) على لقب أشجع امرأة في العالم من بين عشر نساء أخريات. .

نحن إذن أمام قفزات نهضوية هائلة حققتها النساء السعوديات هذا العام عن جدارة واستحقاق, وبكفاءة مشهود بها على الصعيد العالمي, فمن قال إن الماجدة والمنى والسميرة والمها والهنوف لا تستحق إجازة السوق لتقود هذه المركبات الصغيرة المدولبة, وهي التي تقود اليوم أرقى الفرق العلمية والأدبية والاجتماعية, وتعمل بإيقاعات معاصرة تثير العجب, وتبعث على الفخر والافتخار ؟؟. . . .

ختاما نقول ما أروع النسوة اللاتي خرجن من قلب الصحراء, فاكتسحن الحواجز الكونكريتية في كل القارات, ووقفن في الصدارة مع المبدعين والمبدعات, وحققن من الانجازات ما لم يحققه (الأخضر), الذي سجل فشلا ذريعا على أرضه وبين جمهوره, ولم يستطع التأهل إلى الدور الرابع الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل, على الرغم من الدعم المادي الهائل والإمكانيات غير المحدودة, وهكذا نجحت المرأة في الفنون والعلوم والآداب حيث فشل الرجل في الرياضية. .  . .