لماذا بَعضنا يهاَب الوقوفَ أمام المرآة .!!؟
لماذا بَعضنا يهاَب الوقوفَ أمام المرآة .!!؟
أميرة منير الفرا
الكثير مِنا عندما يَقف أمام المرآة , تَنتَابهُ نَزعة مِن الخوف. مُصدِراَ ضَجيجاَ داخل نٍفسه., فَماذا
يَحدث عِندما نَنظُر إلى المرآة؟.!
سأستِهل حَديثي بِقول مأثور عَن (فرنسيويس دي لاروشيفو كلاند ) والذي قال " كثيرٌ مِن أفعالنا سَتُشعِرنا بِالخزي ..إن عَلم الناس الدافع الحقيقي مِن ورائها"..
هذا هو جَوهر حديثنا اليوم والذي له علاقة وطيدة بِصديقتنا التي نَكنُ لَها الكُره ..عزيزتنا مَن نَتَجمل أمامها . ونقف أمامها متجاهلين ما تقوله لَنا , عن حقيقة ما نُخبئه.
إنها تَقوم بأعظم وظيفة على الإطلاق , فهي تَجعلك دوماً في حالة إيقاظ دائم لِما تَفعله وتَغشى أن يَنكَشف ذات يوم, ما نَفعله بيننا وبين أنفسنا , أو مع شَخصٌ آخر .
هي كذلك " المرآة " التي لا تَكتفي عن إظهار كُل ما نُخفيه , ونُحاول نًحنُ جاهدين بِعدم الاكتراث .
وكأننا مُتجاهليِن تَماماً ما تَعرضُه أمامنا .!
فَتنتسِبه لِشخصٌ آخر . أو نُغمِض عينانا لِثواني ما . عَلّنا نطفئ تلك النار المشتعلة داخلنا .. بِسبب ما نراه أمامنا يدور وكأنه شريط تَسجيلي يَعرض أخطائك وتفاهتك وكُل ما يَمكن أن يُشوه أسمك كَمواطن ناجح . أو كإبن مُحب لوالديه.
هَي تُجردنا مِن ملابسنا تَماماً , لِنُصبح عُراة أمامها . وكأن مَن اكتشف "المرآة" عَلِم تَماماً أن هذه الأداة لَيست بِالهينة , بَل هي تَعكس مَشاعِرنا الحقيقية . وأفكارنا السوداوية , وبجانب آخر تُذكِرنا بِذكرى جَميلة عَزيزة على قلوبنا , أو بِموقف جيد أثمرته جهودنا . أو إنجاز جميل حَظينا بِه يوماً ما .
"المرآة " أداة تَشتهر بِالذكاء لِمن يَعرف قِيمتها و أسرارها وكمائنها. فَهي تُمارس دورين مُتناقضين في آن واحد, وتَقوم بِعمل إعادة تأهيل. وتَحفيز وتشجيع أيضاً .
فَكم هي مؤلمة .. وكَم هي مُحفزة لِنا.
أمام " المرآة" عوالم لا نَعرفها ومَحطات مِن حياتنا تَظهر تَكون قد غَرقت في داخلك ألآلاف السنين , ولكن فِي لحظة وقوفك أمامها صدقني القول سَتجد نَفسك أمام نفسك.
رغم أنها جماد وتُحيز مِن الفراغ شيء كبير إلا أنها تُعد البوابة الأولى للِعبور أمام النفس.
هل جَربت يَوماً أن تَجلس أمام" المرآة " وتَنظر بإمعان إلى نَفسك؟
إن كُنت تَدعي بأنك لَن تَشعُر بِشئ ولن يَحدث لكَ شيء. فَبِكل فَخر أقول لك يا قاريئ سُطوري . أن هناك داخل كُل نَفس ما يُسمى بِــ " المُقاومة" . هل تَعلم بان النَفس تُعد المرآة هنا شَخص ما يُحاول جاهداً أن يَكشف أمامك حَياتك التي تتغاضها وحقيقتك التي تغشاها؟ لِذلك البَعض مٍنا سيواجه عُنصر المُقاومة والذي سيقف بطريق هذه البوابة ويمنع وصولك لحقيقة نفسك.!
وتَبقى عالقاً هُناك فِي الطريق اللولبي الذي لا يَنكف عن الدوران بِك , فَستشعر بالضيق , وستعود لممارسة كُل أفعالك الغير مُستحبة والتي بينك وبين نفسك تَعلم عٍلّم اليقين بأنها ستؤدي بك إلى الهاوية وبأن هناك . أفعال عدة وكثيرة صحيحة ورائعة ومحفزة وسترفعك درجات عدة والتي سَتُنجيك مِن كُل شيء رذيل ولكن ببساطة بَعضنا يستتفها ويتغاضى عنها .!
. ولكن لِنتسائل قليلاً,,
لِماذا "الهو" فِي يومنا هذا نَراه المُسيطر ,؟! وللتوضيح الهو هو المسئول عن الغرائز وهو ما يقول بان كل شيء مباح وهذا هو "الهو" في أبسط تَعريفاته وهو أحد أجزاء الجهاز النفسي .
لِماذا هو المُسيطر ولِماذا هو الفائز ؟ لِماذا نَركُض خَلف كًل ما هو ممتع ويُشعِرنا بِلذة ما ؟
بِالرغم مِن أن الشِعور بِالمتعة واللذة في كل الأحوال والاحتمالات يكون قَصير المدى ويكون ثواني عَدة .
أما الشعور بالألم والحُزن يَكون مُضاعف كثيراً ومُتعِباً كثيراً . عندما ذكرت هذا المِثال لَيس لأقول أنه يَجب علينا أن نحزن . ولكن لدي مَقصد مِن كُل شيء. فأنا أقصد لذة ..الحرام لذة الخطأ لذة تعذيب الآخرين لذة الانتقام لذة النِفاق لذة عدم الوفاء .. والكثير مِن هذه اللذات .فـ ـ والله لو خَيروني مِن بَين هذه اللذات سأختار لذة الحزن . ولا اختار ما هو مبني على خطأ وغير منطقي وفوق هذا . لا يقنعني كإنسانة مثقفة متعلمة!!
أعلمتم كيف تكون الاختيارات الصعبة والاحتمالات الأصعب , فحياتنا بِعجرفتها أرحم لنا من أن نأتي بِعمل .. غير أخلاقي وغير منطقي أيضاً .
ما تفعله تِلك "المرآة" الجميلة التي نقف أمامها ونرى أنفسنا وهيئتنا , أبسط ما تقوم بِه أي أداة في حياتنا . ولكنها أعظم اختراع بالنسبة لي . فعدم حجابها لأنفسنا هو بِحد ذاته فِعل لا يقوم بِه أي شخص.
فقط جَرب أن تتجرد مِن كُل تِلك الجماليات التي يجب أن تكون بِها . قف أمام المرآة وكُن صَادق لو لِمرة واحدة في حياتك .
لن تَخسر شيء.
قِفي .. يا مَن تقرئين سُطوري .وتَجردي مِن بِسمتك المزيفة أمام الجميع , فقد آن أوان المواجهة والحِساب..
لا تتهاون فِيما قرأته فلقد آمنت فِي يوم ما أن لِكل مِنا رِسالة يَحملها وعليه أن يؤديها على أكمل وجه .
لا تنسى ولا تنسي .. انه سيأتي يوماً وسَنُحاسب جميعنا . لا أقصد " يومَ القيامة"
بَل أقصد فِي أيامنا هذه . فــ الله "يُمهل ولا يُهمل "
فاعتبروا يا أولى الألباب.