إلى أصحاب الضمير الحي

إلى أصحاب الضمير الحي

محمد نضال شيخاني

يجب أن لاننسى جرحانا

صرخة خرجت لإغاثة المدعو مصطفى أسبرو من مواليد جسر الشغور المصاب بأربع عيارات ناريه بقناصات شبيحة نظام الاسد

مصطفى أسبرو شاب من شرفاء وأحرار الوطن في العقد الثالث من العمر متزوج ولديه طفلين إلتقيته في مخيم الريحانيه للاجئين السوريين الواقع في تركيا على الحدود السورية من خلال زيارتي للمخيمات لتصوير روبورتاج عن المعاناة التي تعرض لها الشعب السوري من نظام القمع والإستبداد

 كان وجهه شاحباً حاملاً آلاماً عميقة مما قد عاناه نتيجة إصابته بأربع

عيارات ناريه من عصابات الاسد في مدينه جسر الشغور في بدايه الاحداث .

 يقول مصطفى :

 في صباح يوم ٣-٦-٢٠١١ خرجت أنا وصديقي ( باسل المصري ) على دراجة نارية للمشاركة بالمظاهرات السلمية في جمعة أطفال الحرية في منطقة جسر الشغور, وصلنا إلى مكان التظاهر ففوجئنا بتطويق كبير في المنطقة من قِبل قوات الأمن العسكري وبدأ إطلاق الرصاص الحي بإتجاهنا فهرعنا هاربين وما من لحظات حتى أصيب صديقي باسل المصري الذي يقود الدراجة بطلقة في عنقه أدت لإستشهاده فوراً وأصبت أنا بأربع طلقات نارية واحدة في يدي وثلاث في ظهري

فسقطت أرضاَ لا اشعر إلا بحرارة الدماء التي خرجت من أحشائي فأتو فاعلي الخير لإنقاذنا فحملوا صديقي الشهيد باسل على الفور الذي نُقل إلى المقبرة 

ومن ثم شعرتُ أني محمول على أيدي وهناك من يتسابق لحملي وصرخات تصدح في أذني عندها أدركت بأني مصاب.

تم وضعي بسيارة وسلكنا طريقاً ترابياً

 وعرٌ جداً وأثناء مسيرنا توقفنا خوفاً من عناصر الأمن الذي كان يغطي المكان 

 ثم تم نقلي الى تركيا بصعوبة رغم النزيف الذي استمر حوالي 6 ساعات حيث كنت أنزف من ٧ أماكن نتيجة أختراق الرصاص لجسدي

إستغرق الطريق حوالي الأربع ساعات لنصل وبقينا ساعتان على الشريط الحدودي التركي ننتظر وصول سيارة الاسعاف

 الآتيه من أنطاكيه

 تم نقلي فوراً إلى مستشفى الدولة في تركيا ومن ثم تم إدخالي إلى العناية المشددة لمدة ١٥ يوماً لم أرى بهم طبيباً حيث كنت مقيداً في سريري , فأتى أحد أقربائي لزيارتي وعلم بحالي فتفاوضوا مع المستشفى لنقلي لمكان أخر نتيجة اللا مبالاة .

نقلوني إلى مستشفى الجامعة الذي تلقيت منه ترحيباً واسعاً لكن دون عناية طبية فمكثت هناك ثلاث شهور وخضعت لعملية استأصال الكليه اليسرى التي تهشمت نتيجة الرصاص وعمليه أخرى بيدي اليمنى .

بعد ذلك تم نقلي لمشفى الاكاديميه بأنطاكيه وخضعت لعمليتان واحدة في البطن و الأخرى في الظهر نتيجة اصابة السلر بالعامود الفقري أيضاً

أه ه ه ه ه ه يتنهد مصطفى ويقول ماذا حل بنا ? وكم باهظ ثمن الحرية في سوريا

يواصل مصطفى

 وفيما بعد ذلك تم تحويلي لمشفى الدفنى بأنطاكيه وخضعت أيضاً لعمليتان بالظهر وبالعقر بأسفل الظهر

وفي أخر المطاف قاموا بإرسالي إلى مخيم الريحانية وتركوني هنا منذ شهرين أصارع ألمي بإنتظار وعود لنقلي إلى الخارج لتتم معالجتي

وينظر إلى نفسه ويتابع قائلاً قضيت متجولاً في المستشفيات لمدة ٦ أشهر دون جدوى فالأن أنا مشلول الحركة أعيش على كلية واحدة ملتهبة

وبداخلها بحصة يتم تفتيتها من الحين للآخر بواسطة اللايزر خوفا من إجراء عمل جراحي لها

وعند سؤالي له عن عائلته قال :

قال بارك الله بالثوار منذ حوالي الشهر إستطاعو تهريب زوجتي وأولادي من جسر الشغور إلى تركيا رغم المصاعب والخناق الأمني الذي إجتازوه ويصمت . 

مارأيته في حالة مصطفى تنحني الرؤوس لما قد عاناه , و يستدعي بأن لا نقف مكتوفي الأيدي فهو بحاجة ماسة إلى نقله للخارج أو إلى إسطنبول فوراً لإجراء عمليه جراحية لوصل السلر في عقر الظهر ومعالجة فيزيائية لكي يستطيع السير على قدميه الذي لم يحركهم منذ ٨ أشهر 

?شاب قدم دمائه لحريتنا فهل ننساه