نظره على العلاقة الامريكية - الاسرائيلية
نظره على العلاقة الامريكية - الاسرائيلية
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
لقد أدركت الحركة الصهيونيةخلال منتصف القرن الماض أن الحكومة البريطانية والبريطانيون أصبحوا أكثر اهتماماً بمصالح بريطانيا الحيوية وحقيقة ارتباطها بالعالم العربي، وتحديداً التوجهات البريطانية التي كانت تهدف إلى بناء حلف عربي بريطاني .. وعندها تحولت أنظار الحركات والمنظمات اليهودية والصهيونية إلى أمريكا: الأرض الجديدة، وباندلاع الحرب العالمية الثانية، تدفقت موجات الهجرة اليهودية بكثافة إلى أمريكا، باعتبارها الملاذ الآمن الذي يوفر الوقاية من خطر العداء للسامية، وأيضاً يتيح مزايا الحصول على المال وحرية التجارة. وتحديداً، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، بدأ المجتمع اليهودي الصهيوني الأمريكي بغرس أقدامه جيداً في الرمال الأمريكية، واستطاع أن يتمكن من التأثير على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حتى استطاع لاحقاًً أن ينتقل من مرحلة مجرد التأثير على السياسة الأمريكية إلى مرحلة الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على عملية صنع واتخاذ القرار الأمريكي
إن العلاقة القائمه بين امريكا والكيان الصهيوني تعود بالاساس الى ثلاث عوامل رئيسيه أثرت في اسلوب وطريقة التعامل والتعايش والدعم بينهما ألا وهي :
· اللوبي الصهيوني في امريكا:
الوجود اليهودي داخل المجتمع الامريكي والذي يبلغ 2,5% من حجم السكان في امريكا اثر بشكل كبير على القرار الامريكي ، خاصة ان علمنا ان هذه النسبه من اليهود تمتلك رأس مال كبير وكذلك مراكز اقتصاديه نشطه في امريكا والعالم كان لها دور مهم في دعم الاحزاب الامريكيه في الانتخابات ، وبالتالي التأثير في القرار بالاضافه الى ان هذه النسبه ( 2,5 % ) لها دور فعال في الانتخابات الامريكيه في ظل عدم المبالاة من الشعب الامريكي غير المسيس بالانتخابات ونتائجها، كما وتتركز نسبو وجود اليهود في الولايات صاحبة القرار والمهمه في امريكا والتي لها الاثر والدور المهم في بعض القرارات ، فنسبة 16% من سكان نيويورك يهود لذا استطاع اللوبي الصهيوني استغلال الدعم المادي وقضية المشاركه بالانتخابات للتأثير على الحكومات الامريكيه المتعاقبه والحصول على قرارات افادت الدوله العبريه،وتعد اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة المعروفة باسم جماعة "إيباك" أشهر جماعات الضغط اليهودية، وواحدة من أقوى خمس جماعات ضغط في واشنطن، وتقول جماعة إيباك عن نفسها في موقعها الالكتروني أن دورها لا يتعدى تقديم المعلومات لصانعي القرار الأمريكيين، وتنفي ممارسة أي نوع من الضغوط على السياسيين الأمريكيين لحملهم على تأييد إسرائيل.
· الجماعات الامريكيه المسيحيه:
الشريحه الاكبر من الشعب الامريكي هي من اتباع الكنيسه البرتيستانتيه والتي تقوم على تفسير التوراة تفسيرا حرفيا ( لا جزئيا كالارثودوكس) والبروتوستانت يؤمنون بوجوب تجميع اليهود في فلسطين وذلك ليعود المسيح المخلص ، لذا ومن منطلقهم الديني هذا يسعون لاقامة الدولة اليهوديه واقامة الهيكل وبالتالي تسريع عودة المسيح المخلص.لذا يجري الضغط على الحكومات الامريكيه –خاصة ان الحزب الجمهوري من البروتوستانت- من اجل تسهيل الوجود اليهودي في فلسطين وتقديم الدعم الكامل لهم.
· المصالح الامريكيه في الشرق الاوسط:
تعتبر هذه النقطه من اهم اسباب الدعم الأمريكي ، إذ أن رؤوس الأموال الأمريكية – طبقة الصفوة – يسعون دائما للحفاظ على الاسواق لكي تبقى مفتوحه لبضائعهم ، وتنظر امريكا للشرق الاوسط على انه ارض لمصالحها السياسيه والاقتصاديه وسوق مناسب جدا لبضاعتها واسرائيل خير حارس لهذه المصالح.