الشعب يريد الشخص الأمين
الشعب يريد الشخص الأمين
محمد حسين حسن
ايام قليلة ويبدأ ماراثون الانتخابات الرئاسية وما زلنا لا نرى إلا الكلام فى الفضائيات والعويل والبكاء من الليبراليين او اصحاب المصالح الخاصة, ومحاولة توجيه اطياف الشعب حول " خريطة طريق" تهدف الى مصالح خاصة بهم دون مراعاة مصالح الناس البسطاء.
وبالإضافة الى ذلك نجد ان الانفلات الامني مازال مستمر والذى ظهر بشكل كبير خلال الاعتداء على مشجعى النادى الاهلى وقتل اكثر من 70 شاب ثم الاعتداء على المرشح الرئاسي المعروف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح او حتى استمرار عمليات السرقة او الخطف في المناطق النائية.
ويرجع السبب في كل هذه الاشياء الى التخبط والتكاسل بل يصل الامر في بعض الاحيان الى العجز فى اتخاذ القرارات, فاغلب المشاهد التى قامت من اجلها الثورة لم تتغير حتى ألان, فنرى من هو مسئول كبير يفشل في اتخاذ القرارات المناسبة ويتقاعس عن العمل بجد او حتى ان يحاول اصلاح البلاد من هذا المنحدر الخطير وتصحيح الاخطاء التى تم ارتكابها من النظام السابق- ولا ننكر انه يوجد محاولات من بعض القيادات- التى تحاول السيطرة على الامور ولكنها لا تكفى اثناء هذه الفترة الحرجة.
فالمواطن المصرى البسيط وصل الى مرحلة من الحيرة والتخبط واليأس الذى يجعله غير قادر على الإدراك, نتيجة لما يسمعه من هنا وهناك على الفضائيات المأجورة واختلاف الافكار من اقصى اليمين الى اقصى اليسار بالإضافة الى سرعة الاحداث والحالة الضبابية المستمرة حتى الان.
الخروج من المأزق
لكى نستطيع الخروج من هذا كله لابد من الرجوع والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه الكريم وان نتقى الله فى كل فعل وحركة بل في كل نفس نتنفسه.
فلابد على من يجلس على مقعد المسئول ان يكون مسئولاً بحق وان يعمل بجد واجتهاد ويبحث عن حلول حتى نعبر المأزق الذى نحن فيه او نحاول تغييره فنصل الى النجاح والتقدم, وعلى كل مواطن في المجتمع ان يختار من هو قادر على العبور من خلال مقياس عملى وخير مقياس هو ما ذكره الله تعالى فى كتابه الكريم:
}قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين{ القصص الآية 26
حيث ذكر الله كلام على لسان ابنة سيدنا شعيب عليه السلام يتلى إلى يوم القيامة حيث ذكرت أهم الصفات التي إن وجدت في شخص كانت هذه الصفات كفيلة بوضعه في أحسن المناصب فكانت الصفة الأولى هي القوة والصفة الثانية الأمانة وما أحوجنا في هذا الوقت الفارق من وجود رجل يحمل هذه الصفات الان.
فقد استطاعت هذه الفتاة معرفة الرجل من موقف او اثنين وعلى هذا الاساس ذهبت الى ابيها لتخبره وتشرح له صفات هذا الرجل لكى يستأجره ليعمل لديهم لما رأت فيه من القوة والأمانة.
واختيار الرئيس القادم لمصر في هذه الظروف لابد ان يحمل صفة القوة في العمل وانجاز المشاريع ومحاسبة المقصرين وان يمتلك من القوة ما يجعله يحافظ على الامن والاستقرار واتخاذ القرارات الفاعلة, وان يعرف عنه الامانة والإتقان ويعلم انه يعمل لدى الشعب فهو خادم له.
اما في حالة اختيار الحاكم من يعمل معه فهو ايضا في كتابه الكريم على لسان سيدنا يوسف قال تعالى:
}وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا كين أمين 54 قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم 55 وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين 56{ سورة يوسف
فضرب الله مثلاً في هذا المشهد العظيم عن كيفية اختيار الحاكم لمن يعمل معه من الرجال وأيضا في كيفية تعامل من أوكل اليه مهمة او منصب, وظهر هذا عندما شاهد عزيز مصر صفة الامانة والعلم في سيدنا يوسف عليه السلام فطلب منه ان يكون معه وبجواره بعد ان تحدث اليه وتأكد من علمه ومعرفته.
والاهم من ذلك هو رد سيدنا يوسف على عزيز مصر فطلب منه ان يتولى مهمة خزائن الارض حيث بين لنا الله على لسان سيدنا يوسف ان لكل انسان امكانيات وعلم فى مجال معين من الافضل ان يعمل فيه لأنه فى هذه الحالة يكون ناجح متقن لعمله وفعال في هذا المجال, ومن خلال هذا الاتقان والنجاح يأتى التمكين وعمارة الارض.
بالعلم مع القوة والأمانة يكون هذا الانسان تقى مجتهد في عمله وفعال في المجتمع, فمصر حالياً بحاجة الى رجل يحمل في صفاته هذه الصفات لكي نعبر هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا الحديث.
فالشعب عندما توحد وخرج يهتف "الشعب يريد اسقاط النظام" استطاع بفضل الله ان ينتصر فنتمنى في الايام القادمة ان يتوحد مرة اخرى تحت شعار "الشعب يريد الشخص الأمين" حتى لو يهتف به كل مواطن داخل نفسه.