سورية: إعدام الرئيس.. مطلب رئيس
سورية:
إعدام الرئيس.. مطلب رئيس
م. عبد القادر زيزان
انطلقت الثورة المباركة في 15 آذار من العام الماضي تنادي بالكرامة والحرية التي غابت عن سورية قرابة النصف قرن ، فجوبهت بالرصاص الحي ولأن المواطن السوري ليس له قيمة عند عائلة الأسد ، فالمهمة الأساسية في حكمها كتم الأفواه وسرقة الثروات ولو قتل من الشعب نصفه، لماذا لا ؟ ونصف الشعب مهجّر خارج الوطن كما تذكر إحصائيات وزارة المغتربين التي كانت "تملكها" بثينة شعبان ، حيث تذكر الإحصائية أن عدد المهجّرين يزيد عن 15 مليون نسمة وعدد سكان سورية المقيمين في القطر 23 مليون نسمة !!!
مع تطور القتل في سورية زادت مطالب السوريين ، انتقلت من المطالبة بالحرية والإصلاح إلى إسقاط النظام .. لم يفهم المجرم بشار وعصابته أن الشعب مُصر على إكمال ثورته لينال حريته الحقيقية ، بل زاد وطور من فنون الإجرام ، من قتلٍ بالرصاص ، وإعتقال إلى التعذيب وتقطيع الأوصال ، ثم الاغتصاب والتشريد والدمار ..
نذكر هنا أن فنون التعذيب والقتل هذه التي لم تعرفها من قبل الدول المحتلة هي توصيات من دولة الشيطان " الجمهورية الفارسية الإيرانية المجوسية " الداعمة بشكل واضح فاضح ، وكذلك من حزب اللّات الذي لم يستحِ من الكذب على مرأى ومسمع من كل الشعوب التي وقفت معه أيام الحرب الكاذبة التي خاضها مع صديقه العدو الصهيوني!!
ولا ننس موقف العراق المحتل من مجوس إيران عصابات المالكي وجيش المهدي وغيرها التي تمثل دور المقاوم الذي يقاوم أهل الأرض الأُصلاء داعماً المحتلين !!..
عموماً الثورة السورية ثورة يتيمة ، ولكنها الثورة الحقيقية التي سوف تسحق كل جذور الفساد والإجرام من أرض الشام المباركة ، " طوبى للشام وأهلها " ..
لم يبق الآن من وسائل إلا وقد جربتها العصابات الأسدية ولم تفلح لا في المدن الكبيرة ولا حتى بأصغر قرية ، لأن العقيدة الآن عند المواطن السوري أنه منصور بكل الأحوال .. إما الموت فينتصر بالشهادة على قاتله وإما النصر المبين ..
إن توصيف الواقع الحقيقي هو خروج معظم المناطق عن سيطرة العائلة الأسدية (بشار، ماهر، آصف، بشرى، وأنيسة) ، ودليل ذلك محاصرة مدن وقرى وأحياء بالآليات الثقيلة ؛ بالدبابات والمدفعية ، بابا عمرو في حمص والأتارب في حلب ، والزبداني ورنكوس وغيرها في ريف دمشق ، واستخدام القذائف عن بُعد ، قذائف الهاون العشوائية وصواريخ غراد وسكود التي تستخدم في الحروب بين الدول .. أكبر دليل على فقدان السيطرة ، وأن القوات الراجلة لا يمكن الاعتماد عليها فمعظمها ينشق عن صفوف الجيش ويلتحق بالجيش الحر البطل أو يقتل أو يعتقل على يديه .. هذه هي أهمية الجيش الحر ؛ عسكرة المنشقين ، سلمٌ للمتظاهرين ..
ولا نبالغ إذا قلنا أن الجيش الذي تسيطر عليه العصابة في أضعف حالاته ، فذلك الدعم العلني في إرسال البوارج الإيرانية وكذلك الدعم الروسي بالسلاح ، ومحاولة إنقاذ الدبابات بالمازوت الفنزويلي ، كلها دليل ضعف ..
والرهان الآن خاسر لكل الدول والسياسيين الذين يدعمون العصابة الأسدية أو للذين لا يقفون الموقف الصحيح بجانب مطالب الشعب ، وأخص بالذكر هيئة التنسيق الوطني التي تسمي نفسها بالمعارضة ، المعارضة التي لا تفهم مطالب الشعب هي نسخة مفبركة من دوائر المخابرات ..
وأخيراً .. إن سياسة الثورة السورية وبعد هذه المجازر اليومية بحق العزّل لا تسعها إلا أن تطالب بإعدام الرئيس فقد أصبح مطلب رئيس في كل التظاهرات ..
ولا عجب إذا سميت جمعة بـ " جمعة إعدام الرئيس " ، لعل الرسالة تصل للمؤتمرين والمتآمرين..