تعليق حول ندوة حول تنظيم الدولة

بشير

في  الاجتماع الذي حضرناه لسفراء دول الكور١١، تشرين ١ 2013 - وكان في لندن - وكنت يومها رئيساً لوفد الائتلاف لغياب الرئيس وفي ألوفد كان د.برهان ود. اسعد مصطفى وزملاء اخرين.

افتتح نائب وزير الخارجية البريطانية الجلسة ليبلغنا ما اتفقوا عليه للبيان الختامي للدورة العادية لدول الكور١١ ، تلى البيان وكان مكونا من أربعة عشر نقطة ، سبعة منها تتحدث عن الارهاب والسبعة الاخرى تتحدث عن القضية السورية تصدى له الدكتور برهان وقال : هذا البيان لا يخصنا نحن السوريين هذا بيان يخص محاربة الإرهاب ، قال نائب وزير الخارجية نحن هنا جميعا اتفقنا على هذا البيان قلت له إذن هذا بيانكم وليس بياننا ، تابع الحديث وقال نحن لسنا مستعدين لتعديله وسنصدره كما هو ، قال له برهان نحن إذن سنصدر فورا بيان اخر ونقول فيه بأننا لم نوافق على البيان او نعمل مؤتمر صحفي نبين فبه الحقائق .

وقمنا من مقاعدها للانصراف . هنا توقف نائب وزير الخارجية ، وهدء قليلا . ثم قال:

إذن ماذا تريدون واخرج البيان والقلم للتعديل . قلنا تعديل فقرات الإرهاب واستبدالها بفقرات تخصنا نحن . عدلنا اربع فقرات . وأصلحنا الفقرات الثلاث بعبارات مقبولة . وهكذا انتهت المشكلة ؟.

أوردت هذه الحادثة لأقول ان المؤامرة لصناعة داعش بدأت تظهر خيوطها من ذاك اليوم .

قضية اخرى اكثر وضوحا : بعدما تموضعت نويات داعش الاولى حول عدد من المدن ، كان سفراء دول الكور أواخر ٢٠١٣ أوائل ٢٠١٤ يركزون طلباتهم بمحاربة داعش والذهاب لجنيف . بعد إتمام تنظيف كل الاراضي السورية من داعش عدا جيب في الرقة وجيبوتي في الحدود مع العراق . قلنا لهم لقد تم اخراج داعش . عندها أوقفوا كل الدعم العسكري والاغاثي الا الفتات عن كل المناطق التي حاربت داعش حتى عادت داعش ونمت وكبرت كما ترون . عندما نتكلم معهم بذلك ، يصمتون ولا يتكلمون.

أيها الاخوة داعش صناعة أمريكية بامتياز . داعش مشروع أمريكي متعدد الأوجه والوظائف  . يراد منه إيجاد المبرر لعودة القوات الامريكية ( التحالف ) لتنفيذ مشاريع وخطط في المنطقة : منها استثماري وفي مقدمته البترول . ومنها ادارة الصراع وبشكل مباشر في المنطقة والسيطرة على مكوناته ومخرجاته وكذلك على مالاته . في المرحلة القريبة الماضية ، بدأت بعض القوى تخرج عن المرسوم لها حرفيا من قبل ( المعلم )

منها دول ومنها قوا ثورية .. الخ . إذن يراد ضبط الساحة وبشكل كامل دون اي انزياحات . لذلك كانت تراوحت التقديرات في عملية القضاء على داعش بين الخمس سنوات والثلاثين سنة . اذ هي مشروع استراتيجي وطويل الأجل جداً  . علينا ان ندرك بعناية ماذا يعني هذا الكلام. (فهل من مدكر).

اخوكم بشير