محمد البندوري أكاديميا ومجربا
محمد البندوري أكاديميا ومجربا
قراءة في أعمال محمد البندوري
طه سبع - العراق
محمد البندوري، الذي أدعي أني عرفته، إنسانا، وشخصا محبوبا ودودا، ادعاء عارف قريب من تجربته الإبداعية. أن يلج البندوري، عالم التشكيل، وهو مسلح بمعرفة واسعة، بعالم الخط العربي، وبدراسات أكاديمية عنه، وبخط جميل مبتكر. كل هذا يجعله سيد ميدانه؛ في المزاوجة مابين الشكل والخط. لا هو بالخطاط ولا بالرسام فحسب، وإنما هذا الراقص البارع الذي يراقص رفيقتين جميلتين، وعلى أنغام الشكل واللون .
إن أستاذية البندوري وإشرافه على عملية التكوين وإدارة الموائد بهذا الشأن. كل هذا مقرونا بحنوه على أعماله التشكيلية، محولا عقد القران المقدس بين صرامة قواعد الخط وانفلات اللون. يجعل من مهمته التشكيلية أكثر صعوبة، ومن جلاميد المصاعب تنبثق عيون اللون.
إن قسوة الامتثال للصرامة المتمثل في قواعد الخط، لم يمنع فنانا كمحمد البندوري من ترويض هذا الحصان الجامح ليسرج عليه سرج اللون؛ سرج مزين بكل زينة اللون الذي تحركه أنفاس الريشة. صرامة لم تمنع الحصان من الرقص على موسيقى اللون.
فالألف المنتصبة كسيف، تـحيل عنده إلى خط حان يشطر اللوحة، وبكل جمالية إلى شطرين جميلن، تزداد به اللوحة جمالا وبهاء.
انه باختراعه شكلا من أشكال الخط العربي، يقدم لنا نموذجا جريئا، بالتصدي لما يبدو للآخرين انه نهائي وقار، وإن التصدي له يعد ضربا من محال .
البندوري، بنظري، يحمل كل صفات الثوري، على جمادات القواعد الصارمة، التي ألجمت الخط العربي، وأدخلته دار الطاعة، ادعاء انه لا يصلح إلا لكتابة المظالم والفرامانت.