تحديات عامنا الجديد 1
تحديات عامنا الجديد
(1)
أميرة منير الفرا
كما نرى الكثير من الأحداث المتتابعة حدثت في عام 2011 وكان لها وقعها الخاص على المجتمع. وعلى الساحة السياسية ايضاً. ويفصلنا عن دخول العام الجديد القليل فقط.. وستدق أزاهير أيامنا لتستقبل هذا العام.. المكسو بالتحديات الكثيرة.. والتي تتفرق ما بين تحديات الفكر. وتحديات السُلطة.. وتحديات التَحرر والثورة.. والكثير من القضايا الساخنة التي انفجرت في الآونة الأخيرة من زمننا المتعجرف.سأتحدث عن منطلقين فقط.. وسأتابع الحديث عن باقي المنطلقات في مَقال أخر..
تحديات الفكر..
ما نراه على الساحة الفكرية الموسمية.. هطول غزير للأفكار التحررية والتفريعية.. منها المنطقية ..ومنها اللامنطقية واللامنهجية أيضا .فالعقل السليم المنطقي يرفض بشكل مطلق ما قامت بٍفعله ) علياء المهدي) مِن تَعرية جَسدها وفوق كُل هذا وذاك تعتقد بأن ما فعلته يُدعى بالحُرية! مَن قال هذا يا فتاة والعقل السليم والتفكير المنطقي والإنسان السوي الصحيح نفسياً وجسدياً يرفض هذا الفِكر وهذا النوع مِن الحرية..فِكر تلك الفتاة ضار جداً.. فهو ليس بالمنطقي ولا بالسوي.. بَل هو فِكراً لا يُجدي ولا يثمن مِن جوع.لأن الغرائز والشهوات تُشبع بطريقة منطقية جيدة سليمة الأفق.. بحيث لا يوجد عَرض للجميع للجسدَ. ( للأسف لقد افتريتي على جسدكِ وأصبح هَشيماً تَزروه الرياح) أما فيما يَخص
الفكر.. فهو يَرتبط ارتباط وثيق بالمنطق.. فهما وجهان لعملة واحدة.. ومن يعلم ماهو المنطق.. !؟
المنطق. كما قال أرسطو :- هو الفكر المنطوق.. ما نترجمه على ارض الواقع سواء كان هذا الفكر منطوق.. أو كتابي أو حتى فِعلاً فهو يُعبر في النهاية عن منطق ما.ولكن المنطق له صورة واحدة وهو دائما يأتي في صورة عقلانية وليست كما فعلت (الفتاة العارية) فأين منطقها وأين فكرها.. لايوجد ترابط. فَمن يفكر بِعقل مُتزن سَيعلم أن لا منطق في الحرية التي فرضتها هي !
أما فيما يَخص المذاهب الفكرية المعاصرة والتحديات التي تواجه الأجيال الصاعدة. فإنها سريعة التيار ونحن لا نلاحظ هذا. فذاك الذكاء الاصطناعي الذي يولد عند كل شخص يحمل مذهب فكري خالص نراهُ يُترجمه لأطفالنا في رسومهم المتحركة! وتبدأ هنا المعركة والتداخل في المفاهيم لدى الطفل.. بَل إن هذا العمل يمكن أن أطلق عليه (عملية غسيل للمخ بطريقة مُحدثة) فغسيل المخ يكون عن طريق زراعة خلية حول شخص ما وتبدأ تلك الخلية بالتحدث حول مذهب ما ليغيروا مبادئ الشخص ومعتقداته والتحدث لا يكون لِساعة بل لأكثر من 6 ساعات بحيث يمنعوا هذا الشخص من المغادرة أو التحرك وعندما يقوم بنقدهم والامتناع عن قول وجهة نظره.تبدأ المرحلة الأخرى من تلك العملية العقيمة وهي تسخير الذات وإذلالها وإهانتهاا..
لن أدخل في تفاصيل هذه العملية ولكني فقط أريد التنويه لمدى أهمية هذا الأمر الذي يحدث ونحن غافلون عنه تماماً,كما إن هذا الداء .. ليس بالجديد ولكنه سَيكثر ويصبح كــ الوباء الذي لا دواء..
المنطلق الآخر الذي أود إلقاء الضوء عليه والذي سينطلق معنا إلى العام الجديد .. تحديات السلطة.. ويا لهو من تحدي عقيم لكل مواطن يريد العيش في سلام وهناء وراحة بال. فالمثال الذي نراه الآن حي.. يرزق! هو ما يحدث في الدولة الشقيقة مِصر العزيزة
وللأسف الشديد ما أراه هو تطرف في حد ذاته لكل الشعب في الأصوات التي يقوم بتصويتها الشعب المصري أقدم له كل احترام ولكن هذا الشعب كان جائع ولازال جائع. كان يعيش في عشوائيات ولازالت كما هي العشوائيات.. هذا الشعب كان طبقي ولازالت الطبقية هناك مرصعة.. فكيف ستكون الانتخابات التي تقام متقنة وعادلة وكل ما يوحي بالظلم لازال موجود!
فِكرة فقط صغيرة.. المواد الإعلانية التي تطرحها الفضائيات فيما يخص ( بعدم بيع صوتي لأحد. وأنا صوتي لِمصر) من قال أن الأصوات لم يتم شرائها ؟؟
لن أتحدى احد ولكني أعلم شيء واحد أن النزاهة في الانتخابات قد انقشعت عن حياتنا وعن الحياة السياسية بالأخص.. فشراء الاصوات ومعالجتها أصبحت إحدى حيل السياسيين الذين يودون بكل صراحة أن يتمكنوا من الجلوس على ( الكرسي).
هنا يكمن الخطر..فالسلطة ستأخذ مَنحى آخر عندما يجلس شخص ما لأول مرة على ( الكرسي) وينظر من فوق القمة إلى الأسفل ليجد الشعب هناك.. فيضعه بين فَكي الليث الظالم.. ليخيرهم ما بين أن تأخذوا الخبز مقابل أن تعتنقوا فكرنا وتطبقوه عقائدنا ومعتقداتنا وهذا ما يحدث في غزة بكل صراحة وهو ما سيحدق في مصر وفي تونس وليبيا وغيرها ما يحدث أن الإخوان المسلمين الأعزاء سيتمكنون من نشر فكرهم الجليل عن طريق هذه المبادئ.. فالشعب يقع ضمن الرأي الائتلافي وهو من أخطر أنواع الآراء العامة والتي يتم شرائها بأرخص الأثمان للأسف..
وما يَخص السلطة سيعود الفساد ولكن بِحلة جديدة.. وسيعود الظلم ..و سَتُعج السجون بالأبرياء .. بمن لا يريد أن يعتنق فِكرا.. لا يريده ولا يحبذه..
لا أريد الإطالة.. فإن كان لابد من الحديث والكتابة .. فإني أرشد إلى المنطق.. والى الصراحة .. وإلي الحق..
وفي النهاية أقول
الجميع ينتظر الدين الإسلامي الصحيح حَسب القرآن والسُنة وليسَ التَسَتُر وراء الدين للوصول إلي ( الكرسي) والمَصالح الحَزبية وهنا تتضح الصورة الجلية بعد جلوسهم على الكراسي الذهبية بأنهُ لافرق بينهم وبين ما يدعونهم بالعلمانيين المفسدين!