فلسطين: المشروع [المسكين] ..والحرب المستمرة !
فلسطين:
المشروع [المسكين] ..والحرب المستمرة !
عبد الله خليل شبيب
ذكر مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية ان محمود عباس .. حين اراد ان يغادر رام الله ليقدم مشروعه لمجلس الأمن .. قدم طلبا إلى [ بيت إيل= الإدارة اليهودية للاحتلال العسكري – شرق رام الله والبيرة المحتلتين ] .. يحدد فيه كل ظروف المغادرة : المرافقين والسيارات والمواعيد ..إلخ .. – كما يفعل كل مرة يريد فيها أن يغادر !
فإن منعوه فلا يستطيع أن يتحرك!
وقد أحيط [مشروع عباس] بهالات وضجيج وزفة ..خيل للناس – جراءها- أنه مشروع تحرير فلسطين الحقيقي – كاملة- .. وكأنه اختزل كفاح وشهداء وعمليات وحروب وجبهات التحرير منذ بدء القضية !
..حتى بعض الدول الأوروبية [ شربت حليب السباع] وتمردت على [ الابتزازات والغضب اليهودي] وأقرت بعض برلماناتها [ احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية]!!
وكان للمحتلين اليهود دورهم في [الزفة] حيث أرعدوا وأزبدوا وتوعدوا ..إلخ كعادتهم حتى لو ذكر أحد في أوروبا أو أمريكا اسم فلسطين ..أو تعاطف مع الفلسطينيين !
..وإذا بالمسألة ..كما يقال[ تمخض الجبل فولد فأرا]!
فالمشروع المذكور – ولو بلغ غايته يفتقر إلى [ أبسط قواعد الشرعية ] ..وهو الموافقة الشعبية .. فالمفروض أن يعرض للاستفتاء الشعبي – داخليا وخارجيا – بعد أن ينشر كاملا بدون [ إخفاء] شيء من بنود سرية وملاحق – كما يفعلونه عادة في المعاهدات والتعاملات مع العدو .. حتى إن كثيرين يتعاملون ويلتقون معه وأحيانا [ يتآمرون] في عتمات الليالي ووراء الأستار المغلظة والأبواب المغلقة ! ويظنون أن لا أحد يدري !
كما أن [المشروع العتيد] قد رفضته جميع – أو معظم - الفصائل والجهات والشخصيات الفلسطينية – حتى فتح -! ..واعتبرته تفريطا في الثوابت الفلسطينية الأساسية!
(ومنهم شركاء محمود عباس في منظمة التحرير مثل "الجبهة الشعبية والديمقراطية"وفدا وغيرهم, والأدهى من ذلك هو أن حركة فتح التي يرأسها "عباس" غير موافقة على مشروع القرار وتؤكد على لسان السيد جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أنه لا يجوز أن يقدم هذا المشروع من غير التعديل عليه, وأن المشروع بصيغته الحالية غير فلسطيني, وقد عرض على مركزية فتح عبر الإنترنت ووضعت عليه ملاحظات، كما عرض على الأسير مروان البرغوثي أبرز قيادات حركة فتح ورفضه بشدة ! (.
.. فكيف والمشروع العتيد – كما يسمى الميثاق الفلبسطيني سابقا!- قد وصل ممسوخا متغير المعالم من كثرة التعديلات لمحاولة – إمراره – وتجنب الفيتو؟!..
سؤال غير بريء!: لو كانت دولة العدو اليهودي أرادت تقديم قرار مشابه – أو أقل منه أهمية – فهل كانت تتجاهل وتتجاوز الشعب والبرلمان ..ولا تلتفت لرأيهم؟..ماذا يكون مصيرها لو فعلت ذلك؟!
فكر بعقلك فقط ..وأجب ! والجواب واضح معروف مؤكد!
ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ملاحظة طارئة!:
بعد كتابة هذا الكلام رد مجلس الأمن مشروع عباس – مع أنه حصل على 8 أصوات من 15 مع امتناع 5 عن التصويت واثنان معاديان: الولايات وأستراليا ! ولكن كان له [ الفيتو الأمريكي] بالمرصاد ..كأي مشروع قرار [ يعكر المزاج الصهيوني]! – حتى لو كان لا يقدم ولا يؤخر – ككثير من القرارات الدولية التي رمى بها المحتلون عرض الحائط بكل وقاحة ولم يبالوا بما يسمى [المجتمع الدولي] الذي يحمي باطلهم وعدوانهم ويشجعه!
..ولا نريد أن نطيل ولكن لنا ملاحظتان:
1- تصر أمريكا في مناسبات كثيرة أن تظهر عداوتها للعرب والمسلمين – بكل وقاحة وتحد ..وهم لا يحسون ولا يرعوون !! ويدعمون عدوانها ودولارها –ولولا نفطهم- لأصبح في الحضيض! ومن يدري ؟ فقد يكون إحساسهم ليس بأيديهم ..وقرارهم ليس لهم؟..فتاريخ فيتو الولايات في صراعنا مع اليهود تاريخ أسود متكرر ..عشرات الفيتوات[ هذا الفيتو يقال إنه رقم30- ضد فلسطين والعرب!] ..كما يصدر اليهود عشرات القوانين العنصرية ضد العرب! ..وتبقى عندهم تسمى [ دولة ديمقراطية]!
ويكفي أن الولايات تقتل منا بطائراتها عشرات ومئات يوميا .. – في أكثر من مكان- معظمهم من المدنيين!
2- كان عباس قد توعد بأمور وخطوات – إذا لم يمر مشروعه في مجلس الأمن ..أن يعلن انضمام فلسطين لكثير من الهيئات الدولية ..كالمحكمة الجنائية الدولية ..تمهيدا لمكحاكمة مجرمي الحرب [ والسلم]- الصهاينة على جرائمهم المنكرة ..والتي لا يمكن أن تسقط بالتقادم !....وقد بدأ ( محمود عباس) في هذا – مشكورا! ربما ليفعل شيئا يذكر به ويشكر – بعد موته!..وقد دنا الأجل! كما وعد أن يقطع كل صلة له باليهود : ونحن بانتظار هذا – وربما كان - ..وخصوصا إيقاف ما يسمى [ التنسيق الأمني] .. فهل يفعل؟ ..مع أن مثل هذه الخطوات واستكمالها - ..قد تعني حل السلطة ونسف جميع التزاماتها في [ خدمة العدو] وإدارة شؤون المحتلين نيابة عنه ..! وهو ما استراح منه من زمان – على حساب المانحين وأشباههم ! ..وتخلى المحتل اليهودي عن مسؤولياته ولم يتخل عن احتلاله فالاعتقالات والقتل والهدم والمصادرات والاهانات والتعسفات والاعتداءات والتدنيسات اليهودية .مستمرة ويومية !!!
وماعلى الفلسطينيين إلا أن يصبروا ..ويتحملوا فترة من [ الفوضى والامسؤولية والضياع وربما بعض الجوع وتعطل بعض المصالح] ..مما يهيء لتولد [ ثورة عارمة ] أكثر من [انتفاضة] قد يخسر فيها الفلسطينيون الكثير ..ولكنهم سيكبدون اليهود خسائر جسيمة - بالرغم من عشرات السنين من التنسيق الأمني ومحاولة تجريد الشعب الفلسطيني من كل إمكانيات للمقاومة - وأخيرا سيجعلون الصهاينة يولون الأدبار وينفضحون عالميا ..مما يزلزل أسس كيانهم الهش المصطنع ..ويهيؤه للزوال المحتوم ..ويدق مسامير مهمة ..- وربما قبل الأخيرة في نعشه!!
اليهود في حالة حرب [ دائمة ] معنا!:
مخطيء من يظن أن اليهود المعتدين قد وضعوا السلاح – بعد انتهاء حرب غزة !
فهم لن يضعوا السلاح ..ما دام هنالك فلسطيني يطالب بحقه ويدافع عنه!– بل ما دام هنالك عربي أو مسلم مؤيد - والأغلبية الساحقة من العرب والمسلمين - مؤيدون للحق- ..فكيف إذا كان ذلك المطالب أو المدافع ..مسلحا ..أو مُصِرًّا ..ورافضا التنازل عن حقوقه المشروعة التي لا يملك أحد في الكون إجباره على التنازل عنها أو النيابة عنه في ذلك !!
..أليست الاعتقالات والآَسْر من مظاهر الحرب؟ !!..
واليهود يعتقلون يوميا العشرات من الفلسطينيين !
حتىى الأطفال يستهدفهم اليهود باعتقالهم وتعذيبهم وإرهابهم ..ويعتقلونهم بالآلاف!
ولنقرأ التقرير التالي ..لنعرف حقيقة – أو جزءا من حقيقة – هذا العدو الدنيء !:
(3755) طفلا خلال الأربع سنوات الأخيرة
هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال اعتقل (1266) طفلا خلال العام 2014
غزة- 30/12/2014- قال مدير دائرة الاحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة مكتبها في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، بأن استهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين واعتقالهم والزج بهم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، قد تصاعد بشكل خطير ومقلق خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث سجل خلالها اعتقال نحو (3755) طفلا، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على واقع الطفولة الفلسطينية ومستقبلها. ويتطلب تدخلا عاجلا من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة لحماية هؤلاء الأطفال من الاعتقالات وما يصاحبها ويتبعها، وما يُقترف بحقهم من تعذيب وانتهاكات جسيمة وحرمان داخل السجون الإسرائيلية.
وأضاف: أن سلطات الاحتلال اعتقلت (1266) طفلاً خلال العام 2014. وأن الغالبية العظمى من هؤلاء كانوا قد اعتقلوا في النصف الثاني من العام، وتحديدا عقب حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة بتاريخ 12 يونيو/حزيران الماضي، فيما اللافت أن هذه الاعتقالات شكلت زيادة مقدارها (36%) عن العام الذي سبقه. وزيادة بنسبة أكبر تصل (7,43%) عن العام2012. وبزيادة قدرها نحو (87%) عن العام 2011. الأمر الذي يكشف وبوضوح أن مؤشر اعتقال الأطفال يسير نحو الارتفاع، وأن حجم الاستهداف الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين وخاصة في القدس المحتلة، يتصاعد بشكل كبير.
وبيّن فروانة الى أن نحو (700) طفل من مجموعة الأطفال المعتقلين كانوا من القدس المحتلة، وهؤلاء يشكلون ما نسبته (55,3%) من بين مجموع الأطفال المعتقلين.
وكشف بأن شهادات الأطفال وافاداتهم تؤكد بأن جميعهم تعرضوا – وبدرجات متفاوتة- لشكل أو أكثر من أشكالالتعذيب والتنكيل والاهانة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية. وفي بعض الأحيان تحولت بعض المستوطنات الى مراكز للتحقيق والتهديد والضغط وانتزاع الاعترافات من بعضهم تحت وطأة التعذيب والقوة. وأن المحاكم العسكرية الإسرائيلية لا تراعي أوضاعهم وحقوقهم، وطبيعة الظروف والاجراءات التي تعرضوا لها، وقدم البعض فيها اعترافاته.
وأعرب فروانة عن قلقه الشديد جراء استمرار استهداف الاحتلال للأطفال الفلسطينيين، وتصاعد الاعتقالات في صفوفهم. الأمر الذي يشكل خطرا على واقعهم و مستقبلهم. ويستدعي تدخلا عاجلا لوقف اعتقالاتهم، ووقف الاجراءات العقابية والانتقامية بحقهم.
عبد الناصر فروانة
أسير محرر ، و مختص في شؤون الأسرى
وقبل إعمار ما دمره وخربه اليهود في غزة !:
.. واضح ان اليهود لم [ يضعوا عصا العدوان] ..ويهددون بضرب غزة من جديد ليقتلوا ويدمروا المزيد قبل أن يتم إعمار شيء ..كما فعلوا من قبل حيث لم تكد آثار عدوانهم الأسبق تمحى وتنسى ..حتى عادوا لجرائمهم!
..ولقد قلنا حينها ..وما زلنا نقول : إنهم لا يرعوون ولا يتأدبون إلا أن يُلجَموا ..وخصوصا بأمرين :
1-ضمان عدم عودة عدوانهم الفظ – تحت طائلة عقوبات دولية !.. ولكن هذا مستبعد .. وهم ما زالوا [ الطفل الشقي المدلل] للغرب وأمريكا ..يعربدون ويصولون ويجولون ويجرمون ويحطمون ..وبالكاد هنالك من يشد آذانهم..أو يوجه إليهم [ كلمة عتاب- بدل لكمة عقاب!] – فكما يقول الخبير القانوني الدولي أنيس القاسم عن دولة اليهود [إسرائيل دولة نووية تنام في حضن امريكا ليلاً وتصحو صباحاً وهي في حضن اوروبا. ]!
2- ..وحتى نصل لتلك المرحلة ( البند السابع – أي التدخل الدولي بالقوة- ضد المحتل والاحتلال)– ربما مستقبلا- ..لا بد من الضغط عليهم حتى يصلحوا ما أفسدوه ..ويعمروا ما خربوه – أوعلى الأقل تكون عليهم نسبة كبيرة منه – ليحسوا أنهم كلما دمروا خسروا ..وإذا حسب اليهود حساب الخسارات ..لربما أحجموا وأُلجِموا – أو تحفظوا على الأقل ..فلا يدمرون تدميرا عشوائيا – ولا يقتلون قتلا جماعيا [عن جنب وطرف] – كما يفعلون عادة = دون أي شعور بالمسؤولية ..ودون ضمير أو رادع أو خُلُق أو إنسانية!!