الفتح الإسلامي لمصر 4
د. محمد عبد الرحمن
عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين
وصف معارك فتح الدلتا
قبل فتح الإسكندرية
حملة عقبة بن عامر الجهنى تجاه الفيوم؛ لتأدب الروم هناك ثم العودة للدلتا.
حملة عمير بن وهب الجمحى باتجاه دمياط والبلاد التى تقع على فرع دمياط ففتح هذه المناطق وصالحها على عقد الجزية. فتح: دمياط – تدنة – دميرة – شطا – دقهلة – سمنود – أبو صير.
عبد الله بن حذافة السهمى استكمل المنطقة المحيطة بعين شمس ثم رأس الدلتا: منوف – أتريب – طنطا.
حملة عقبة بن عامر الجهنى فى استكمال فتح قرى الدلتا (غرب الدلتا) بعد العودة من مطاردة الروم باتجاه الفيوم.
خارجة بن حذافة العدوى لمنطقة المنزلة وما يحيط بها وشرق الدلتا.
أقام عبد الله بن سلام فى جزر بحيرة المنزلة لفتح باقى الحصون الرومية فى بحيرة المنزلة، وعلى شاطئ البحر المتوسط هناك وأخضعها جميعاً، ويعرف مكان إقامته هناك باسم "كوم ابن سلام".
فتح الإسكندرية
الجمعة أول محرم 21 هـ - أواخر نوفمبر 641م.
تحميها الحصون والأسوار والمياه. وتم فتحها بعد أربعة أشهر من الحصار. كان بداخلها خمسون ألف مقاتل، والمسلمون خارجها ثمانية آلاف.
اقتحم الأسوار عبادة بن الصامت بمساعدة الثلاثة الذين وصفهم الخليفة عمر: الواحد منهم يعدل ألفا (الزبير بن العوام – المقداد بن الأسود – مسلمة بن مخلد).
فتحت فى: الجمعة أو ل محرم 21 هـ - نوفمبر 641م. وبعد ذلك أغار عليها الروم مرتين:
الإغارة الأولى:
أغار الروم من البحر بجيش كبير (300سفينة) وأعادوا احتلالها، فعاد عمرو بن العاص بسرعة واقتحم المدينة بالسيف، واستخلف عليها عبد الله بن حذافة.
الإغارة الثانية:
أغار الروم فى عهد قسطنطين بن هرقل، فاستولوا عليها وتقدموا باتجاه الفسطاط، تصدى لهم عمرو بن العاص، فكانت معركة قرب سلطيس فانهزموا وفروا إلى الإسكندرية، فاقتحمها عمرو بالسيف، وقتل قائد الجيش الرومى وجميع قادته، ومن ساعدهم من الأهالى، ثم هدم جميع أسوار المدينة.
فتح الصعيد والنوبة
حملة عقبة بن عامر باتجاه الفيوم قبل فتح الإسكندرية.
بعد فتح الإسكندرية، حملة خارجة بن حذافة بدءاً من الفيوم حتى أسوان (21هـ).
وقد دارت معارك عنيفة فى: الفيوم – أبريط – أهناسيا – البهنسا حتى أسوان.
فتح النوبة: حملة عقبة بن عامر تحت إمرة عبد الله بن سعد بن أبى سرح والى مصر فى عهد الخليفة عثمان بن عفان. ففتح النوبة إلى دنقلة من أرض السودان 36هـ، وساعده فيها "وردان". وكانت معارك النوبة عنيفة؛ حيث اشتهر أهلها بدقة رمى السهام، وإصابة العيون، فسموا بـ: "رماة الحُدق".
أيام لا تنسى
10 ذى الحجة 18 هـ / 5 ديسمبر 639م: دخول عمرو بن العاص بجيش الفتح إلى العريش ومعه 4 آلاف مقاتل.
أواخر جمادى الأولى 20 هـ / 6 أبريل 641م فتح حصن بابليون وفتحه الزبير بن العوام.
الجمعة رجب 20 هـ/ أواخر مايو 641م إقرار عقد الجزية والصلح مع المقوقس، وبذلك فتحت مصر صلحاً وبقى بعد ذلك تطهيرها من الروم المحتلين.
أول المحرم 21هـ/ أواخر نوفمبر 641م فتح الإسكندرية.
أرقام
بلغ جملة من شارك فى الفتح شاملاً الدلتا والصعيد: خمسة عشر ألفاً وخمسمائة مسلم؛ استشهد منهم ما يزيد عن ستة آلاف:
2200 شهيد حتى فتح حصن بابليون.
2000 شهيد فى فتح الدلتا أغلبهم فى الطريق إلى الإسكندرية وفى فتحها واستردادها مرتين من الروم (ملحوظة: استشهد من حامية المسلمين بالاسكندرية حوالى 700 قتلهم الروم غدراً عندما نقضوا الأمان واحتلوا الإسكندرية فى المرة الثانية).
وباقى ستة الآلاف شهيد (حوالى 2000) استشهدوا فى فتح صعيد مصر. واختلف فى تعداد أهل مصر وقتها، أكثر الروايات تذر أنهم كانوا أكثر من 9 ملايين، حيث ورد أن عدد من ضربت عليهم الجزية هو 6 ملايين، فكان خراجها 12 مليون دينار، وقيل أن الـ 6 مليون هو تعداد أهل مصر وأن من ضربت عليهم الجزية كانوا مليوناً فقط أى أن خراج مصر كان 2 مليون دينار من الجزية سنوياً فقط وقد انكسر هذا الخراج فى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بدرجة كبيرة حيث أسلم أغلب أهل مصر.
أما بعد
فقد جاهد هؤلاء الصحابة وحملوا راية الإسلام وبذلوا دماءهم وأرواحهم على أرض مصر ليقيموا شرع الله فيها.... ولينعم أهلها بالإسلام ويحرروهم من ظلم الرومان– ليس فقط تلك الملايين الستة وقتها – وإنما أبناؤهم وأحفادهم إلى يوم القيامة لقد سلموا راية الإسلام عالية منتصرة على هذه الأرض الطيبة بعد أن خضبوها بدمائهم...
واليوم ماذا نحن فاعلون بها وبهذه الأمانة ؟!!
إن التهاون والتفريط فى دعوة الله ليس فقط تفريطاً فى المسئولية نحاسب عنه أمام الله، والأجيال القادمة، وإنما هو خيانة لهذه الدماء الطاهرة ولهؤلاء الشهداء من الصحابة رضى الله عنهم.
----------
مراجع يمكن الرجوع إليها :
فتح مصر لابن عبد الحكم
أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الاسير
تاريخ الطبري
البداية والنهاية لابن كثير
الطبقات الكبري لابن سعد