صور ناطقة للتحوت والروابض

أحمد الجدع

[55]

نزع سلاح الفلسطينيين منهج سارت عليه كل الدول التي تولت أمر القضية الفلسطينية ، ونزع سلاح كل من حاول مساعدة الفلسطينيين أمر معروف ، بل إن المجاهدين المصريين الذين تطوعوا للجهاد في فلسطين أودعوا السجون !!

ولم تكن مهمة الجيوش العربية التي دخلت الحرب في فلسطين سوى المساعدة في إقامة دولة لليهود في فلسطين ، وذلك بنزع السلاح البسيط الذي كان الفلسطينيون يدافعون به عن أنفسهم .

وبحجة أن جيش الإنقاذ قد وصل إلى فلسطين ، وسوف يدحر اليهود نزع سلاح المجاهدين الذي لم يعد له لزوم لأن جيش الإنقاذ جاء ليحقق المعجزات في دحر اليهود الغاصبين .

وقد كان الفلسطينيون يعلقون بمرارة على جيش الإنقاذ ويقولون : إنقاذ من ؟

وفي لبنان تم نزع سلاح الفلسطينيين في المخيمات تمهيداً لإبادتهم ، وقد كان ، فأبيدوا في مذبحة لا نظير لها في صبرا وشاتيلا ... ولم يبكِ لهم أحد !

ومن يتابع المذابح التي نصبت للفلسطينيين في فلسطين يدرك أن ما يدعوه اليهود بالهلوكوست ومذابح هتلر إنما هو تصور لما سوف يفعلونه بالفلسطينيين ليحققوا أهدافهم ، وإذا سكت العالم على أفعالهم فسوف يكررون مذابحهم في كل من يظفرون به مسلماً كان أم غير مسلم .

وبعد أن أقرَّ الروابض من أهل فلسطين بنزع سلاح المقاومة والمقاومين في أوسلو قال زعيمهم : لا ترفعوا السلاح في وجه اليهود حتى ولا دفاعاً عن النفس .

ثم جاء مَن بعده وأقسم أنه لن يسمح بعودة الانتفاضة إلى الشارع الفلسطيني ما دام حياً ، وسرى مفهوم لا بديل للمفاوضات إلا المفاوضات حتى لو استمرت إلى قيام الساعة !

أيها الناس لم تتحرر لينن جراد من عدوان هتلر إلا بعد أن قدمت ثلاثة ملايين قتيل .

ولم تتحرر فيتنام من أمريكا إلا بعد أن قدمت ملايين المدافعين عن الوطن .

والأمثلة أكثر من ذلك بكثير .

وأنا أسأل وأسأل وأسأل : كيف تتحرر فلسطين بدون سلاح وجهاد .

أيها الناس : الله الله في أنفسكم ... إن ما بعد فلسطين فلسطين أخرى ، وإياكم أن تظنوا أنكم سالمون .

حسبنا الله .

==========

[56]

-------------------------------

هنا صورتان ، صورة ذلك الرجل الذي قال لي لشدة شغفه بالقراءة : أتمنى أن يكون في الجنة كتب ومكتبات .

هذا رجل من الفحول ، وهو رجل من الوعول التي لا تعيش إلا في القمم ، وبمثل هذا تتقدم الأمم .

والصورة الأخرى صورة ذلك الرجل الذي رآني أقرأ في مجلة فانتزعها مني ، فلما رأى عنوانها "المسلمون" ألقى بها بعيداً وهو يقول : لقد صدعتمونا بإسلامكم !!

يقول بإسلامكم ، وكان اسمه "محمد" ، ولعله كان ينقم على أبويه أن سموه "محمداً" .

وقد قرأت أن صحفياً جزائرياً قال لأسياده من الفرنسيين : إني لأخجل أن أكون جزائرياً مسلماً !

القراءة أيها السادة هي التي أخذت بيد ذلك الرجل إلى الفحولة ، والجهل ونبذ القراءة هي التي جرت هذا وذاك من أقدامهم إلى الفسولة .

قال لي أستاذ جامعي مفاخراً : لم أقرأ كتاباً واحداً منذ ثلاث سنوات ... ومثلهم في جامعاتنا كثير ... بل هم الكثرة الكاثرة .

القراءة يا سادتي هي سلم الصعود إلى القمم ، ونبذها هي درجات النزول إلى دركات الجهل والتحوتية .

متى نستفيق ... متى ؟

حسبنا الله .