زيارة الغنوشي للجزائر

لها أهمية كبرى على مستقبل علاقات الجارين

رضا سالم الصامت

تأتي زيارة الغنوشي و هي الأولى من نوعها للجزائر بعد أسابيع قليلة من فوز حركة النهضة التونسية بانتخابات المجلس التأسيسي، و الثانية لزعيم النهضة في ظرف أشهر قليلة لما شارك في تأبين رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المغفور له  عبد الرحمن شيبان، وحظي حينذاك باستقبال من طرف السيد عبد العزيز بلخادم بصفته وزير دولة ممثلا شخصيا للرئيس الجزائري  عبد العزيز بوتفليقة.

هذه الزيارة تندرج في إطار علاقات الأخوة الجيدة التي تربط الشعبين التونسي و الجزائري ، و يجري الشيخ الفاضلراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية  عدة لقاءات مع مسئولين رسميين جزائريين وعلى مستوى أحزاب في التحالف الرئاسي، و يرافق الغنوشي  نائبه وهو المرشح لوزارة العدل، وقيادي ثان يرشحه لتولي وزارة الخارجية، وتجهل الجهة التي وجهت الدعوة لراشد الغنوشي، في وجود أنباء تقول بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سيستقبله شخصيا ، و هو ما يعني ذلك تصنيف الزيارة بكونها رسمية ، ويعطيها أبعادا أخرى قد تنفي أنباء ترددت عن مخاوف جزائرية من وصول حزب إسلامي إلى الحكم من بعد سقوط نظام بن علي الفاسد .و فور وصول زعيم حركة النهضة  إلى مطار هواري بومدين الدولي صرح  بأن ''علاقاتنا جيدة مع الشقيقة الكبرى الجزائر''.

هذا و من المحتمل أن يحظى الغنوشي باستقبال  رسمي من طرف السيد عبد العزيز بلخادم  و يقيم  مأدبة عشاء على شرفه.

 علما و أن هذه الزيارة  تدخل في إطار تلاحم القوى السياسية الفاعلة في المغرب العربي. و هي الأولى من نوعها للجزائر بعد أسابيع قليلة من فوز حركة النهضة التونسية بانتخابات المجلس التأسيسي

إن زيارة الغنوشي لها دلالات و  إشارات على قبول التعاون مع النظام، الذي سينتج من التجربة التونسية، ونفيا لمخاوف من احتمال وصول '' إسلاميين'' للحكم في تونس.

و الجزائر تحاول أن تعطي انطباعا بأنها تتابع تطورات الثورة التونسية من بعد سقوط نظام بن علي، لكنها تعبر عن ''رفضها التدخل في الشأن التونسي الداخلي، كما أن رئيس الوزراء المؤقت  السيد الباجي قائد السبسي هو السياسي الرسمي الوحيد الذي زار الجزائر بعد سقوط نظام  بن علي، ووافقت الجزائر وقتها  على منح تونس مساعدة مالية بقيمة مائة مليون دولار، نصفها هبة للشعب التونسي والنصف الآخر كقرض ... فزيارة الغنوشي لها أهميتها  بالنسبة لعلاقات التعاون بين بلدين شقيقين تونس و الجزائر .