أمل جمعه... حرية يحاصرها الاحتلال والمرض
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
كما الزيتون الرومي ممسك بتراب الأرض يضرب في أعماق التاريخ ، ينبت بالخير على مد سني عجاف ، ولدت الاسيرة المحررة امل جمعه وترعرت في مخيم عسكر في مدينة نابلس ، في عائلة مرابطة مغروسة تضرب جذورها في عمق الزمن فيها كبرت امل وكبرت معهم قصص البطولة والتضحية والفداء التي أخذتها من جدّها ووالدها .
اعتقلت امل بتاريخ 24 /5/2004 وحكم عليها الاحتلال بالسجن 11 عاما، امضت سبع سنين وتم الافراج عنها مؤخرا في صفقة وفاء الاحرار، لم تتوقف معاناة امل على صعوبه السجن وقهر السجان انما طالت المعاناة جسدها صحتها ، فقد اصيبت بمرض خبيث هو من اصعب الامراض التي قد تصيب الانسان ، لكن ذلك لم يشفع لها عند الاحتلال انما استمر الاحتلال بظلمه وعنجهيته وابقى عليها في السجن ليحرمها من العلاج .
الوطن عند امل جمعه ليس مجرد كلمات بل هو المأوى المجد والعزة والكرامة وهو الحياة ، حيث كان لوالدها ووالدتها المتوفين دور كبير في إرضاع أبنائهم لبن حب الوطن السليب ، ففتحوا آفاق التفكير لدى أبناءهم نحو مقاومة المحتل والمغتصب للأرض، وقد اوصت امل اخوها بآخر زياره لها : عند وفاتي لاتضعوني بالثلاجه وادفنوني بالقرب من ابي ..لاتضعني بالثلاجه فقد سئمت السجون وألبسني الابيض ولا تتركني بكيس اسود ..
معاناة بعد التحرر:
في قاموس السجان والمحتل الاسرائيلي لايوجد كلمة انسانيه ، ولايوجد حقوق لاي انسان او مريض، فبالرغم من خروج الاسيرة امل جمعه في صفقة وفاء الاحرار وبالرغم من كل المعاناة التي تعانيه من مرض فهي لاكثر من 3 سنوات تعاني من المرض والنزيف داخل سجون الاحتلال دون تقديم أي علاج لها سوى المسكنات فقط ، والان يقف الاحتلال من جديد ليمنع اخراج الاسيرة المحررة امل جمعه للعلاج في الخارج وكأنه يريد لها الموت البطيء بفعل المرض الخبيث.
الاسيرة المحررة امل جمعه ..زهرة من زهرات فلسطين التي اينعت رغم كل الجراح والالم التي احاطت بها ، ترفض المحررة جمعة، العلاج في المستشفيات الصهيونية، لعدم ثقتها بالأطباء الصهاينة، مؤكدة ان جميع الأمراض التي تعاني منها كانت نتيجة الإهمال الطبي من ادارة السجون والأطباء الصهاينة.تحتاج امل الان لكل شرفاء الامه وكل المؤسسات الحقوقية والانسانيه لتقف معها وتسهل سفرها للعلاج في الخارج.