سوريا بعد الانتصار
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
وجهّت بعض وسائل الإعلام العربيه والعالميه أسئله لشخصيات سياسيه وإعلاميه كانت تدور في معظمها حول الوضع في سوريا بعد نجاح ثورتها المباركه. حزمة هذه الأسئله ذات طبيعة واحده مضمونها يتلخص في: كيف سيتصرف الشعب السوري بعد الإنتصار؟ ...هل ستكون هناك فوضى وعدم إستقرار؟ ...من سيقود الوطن وهل تملك المعارضه الكفاءات التي تستطيع إنتشال سوريا بعد حقبه إمتدت لعقود عاشها الشعب تحت مطرقة أمنية لا ترحم وسياسة داخليه وخارجيه وأمنيه يقودها رأس النظام فقط وكل ماعداه هم موظفون عنده يفعلون مايؤمرون؟
أعزائي القراء
إن مجرد طرح هذه الأسئله في هذا الوقت بهذه الطريقه يوحي بأن معظم المهتمين بالوضع السوري باتوا على قناعه تامه من أن الخط البياني للثوره وصل إلى مرحله دقيقه وحرجه شجع الإعلام العالمي على طرح مثل هذه الأسئله والتي كانت غير وارده قبل عدة اشهر. إذن نستطيع القول ان الإقتناع بالتغيير القريب في سوريا صار امر مقبولاً بل ملحاً من الحكومات العربيه والأجنبيه وكل ما يتمنوه ان يتم ذلك بأقل الخسائر.
الذين إستقبلوا أسئلة الإعلام كانوا فئتين ,الفئه الأولى على معرفه تامه بالأوضاع السوريه وإمكانات السوريين العلميه والثقافيه فأعطت تحليلاً متفائلاً ..الفئه الثانيه على معرفه بالوضع السوري الا انها كانت تميل الى رسم صوره سوداويه وأعتقد انها إنطلقت من واقع علاقتها بالنظام.. ولكن بالنسبه لغالبية السوريين فالأمر محسوم تماماً وذلك لوجود ثقه لديهم معززه بأرقام من ان الإدعاءات التي تغذيها مخابرات السلطه..حزب الله اللبناني .. وإيران.. وقله قليله من الكتّاب المعروف إرتباطهم بالنظام السوري بتعرض سوريا الى هزات عنيفه بعد الإنتصار هي مجرد أوهام دعائيه الغايه منها تخويف الدول العربيه والدول المجاوره.
أعزائي القراء
بعد الإنتصار هناك عمل ضخم ولاشك يجب ان لانهون منه وإن كنت اقترح على المعارضه السوريه وخاصة المجلس الوطني أن يُحدث منذ اليوم غرفة عمليات خاصه لدراسة الوضع الداخلي تماماً "اما السياسه الخارجيه فتفرضها ظروف الواقع في حينه" تعتمد إسلوباً علمياً لتحديد أولوياتها حتى لاتؤخذ على حين غره.
فالدراسه التي يجب ان يقوم بها أستاذه متخصصون تعتمد على علم الإحصاء ومعرفة كافة الإمكانات الوطنيه المخلصه التي ستعتمد عليها إدارة مابعد الإنتصار من إقتصاديين إلى فنيين الى سياسيين وحتى عسكريين وقوه أمنيه مختاره بدقه وليس من المراتب الأولى فقط بل من الفئات الأولى والثانيه والثالثه والتي ضربها الفساد من اخمص قدمها إلى قمة رأسها..وأن عملية إستبدال الطواقم الفاسده بطواقم كفؤه لا يعتمد على تقارير إرتجاليه رفضناها من النظام الأسدي البغيض ..بل يجب ان تكون مبنيه على معرفة دقيقه وموثقه. وستصادف عملية الإستبدال بطاله واضحه وأي خلل في المجتمع قد يؤثر على المسيره الديموقراطيه بلاشك..وهذه مشكله يجب الإستعداد لها منذ الآن وخاصة وجود اكثر من ١٢٠٠٠٠ شبيح وعنصر مخابراتي سيتم محاكمة اعداداً كثيره منهم وآخرين لن يجدوا اي جهة تقوم بتشغيلهم لتاريخهم الإجرامي ,فبقاؤهم في الشوارع ليلاً ونهاراً لتشكيل عصابات إجراميه امر في بالغ الخطوره ويجب ان يتم تحديد مصيرهم ومعرفة اسمائهم وبصماتهم وإقاماتهم وصورهم ووضعهم ضمن سجل خاص وتحت المراقبه المباشره وبشكل يومي .
أعزائي القراء
التفاؤل كبير بعد الإنتصار وسبب هذا التفاؤل يعود إلى ان معظم الخبرات الراقيه من كل الإختصاصات إضافة الى علاقات مع جهات دوليه متوفره مع الشعب وليست مع النظام سواءاُ في داخل الوطن او خارجه..بينما لايتوفر لدى النظام سوى جماعات قسم منها ينتسب إلى جهات الأمن والشبيحه والقسم الآخر ممن يجيد مسح الجوخ وتنفيذ اوامر مُذله..لذلك أقول لجميع المهتمين برصد سوريا بعد مرحلة النظام الديكتاتوري ...لا خوف على الإطلاق من حدوث إي نكسه بعد الإنتصارعلى ان تبدأ المعارضه وعلى رأسها المجلس الوطني منذ الآن بالتخطيط العلمي والإحصاء الدقيق لكل شرائح المجتمع السوري من الناحيه الوطنيه والعلميه والكفاءات النادره والنظيفه والخاليه من اي شريحه من بقايا النظام .. إضافة الى إحصاء العناصر الرديئه والتي كانت دعماً للنظام حيث هذا الإحصاء سيساعد حتماً على تجاوز عقبات كثيره .
مع تحياتي